آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » ..ولا أمل !!!

..ولا أمل !!!

*سعاد سليمان

خبر إلغاء شرط فحص ال pcr للسفر خارج القطر وعبر مطار دمشق الدولي ينتشر على صفحات التواصل الاجتماعي – الفيسبوك – باهتمام ولا عجب .. إذ كلفة هذا الاختبار 150 ألف ليرة سورية ما يعادل أعظم راتب موظف في الدولة اليوم بل أكثر .. لكن .. عند هبوطك مثلا في مطار الامارات العربية لا بد وأن تخضع لهذا الاختبار وذلك لعدم اعترافها بأي اختبار آخر .. لكن بالمجان .. إذا أردت أن تخرج من دمشق عبر مطارها لا بد أن تقوم بجولة مكوكية ريثما تصل إلى بوابة الطائرة ولا بد أن تتعرض لمجموعة من الفحوص .. أغربها فحص محفظة نقودك وكم تملك من المال السوري حيث لا يحق لك أن تخرج أكثر من خمسين ألف ليرة سورية فقط .. إذا فعلت فأنت خائن !! هذا هو شعورك وأنت تتعرض للملامة والتحقيق حيث يستنفر الموظف المسؤول ويطلب منك بإصرار الاتصال بصديق أو قريب لتودع مالك عنده ريثما تعود إلى الوطن !! الجدل والالحاح في تسير الأمور صعب بل محال .. حتى لو كنت مسافرا بعد منتصف الليل , ولا صديق , ولا رفيق لك في مسافة قد تتجاوز المئة كيلومترا على الأقل !! وحتى لو جادلت في أن الخمسين ألف لم تعد تجدي نفعا في مغامرة بسيطة .. فأجرة تاكسي من طرطوس حتى المطار ثلاثمائة وخمسون ألف ليرة سورية .. يقول الموظف بثقة : ممنوع إخراج الليرة السورية , وعلى المغادر ايجاد الحل .. قد يكون في تحويل المبلغ إلى دراهم حيث أكد شباب مغادرون الواقعة والصرف عند الموظف نفسه أو جاره !! في مطار دمشق .. قد تبكي وأنت ترى رجالا يحاولون مساعدتك دون طلب منك ودون حاجتك للمساعدة .. الهدف واضح هو بعض من مال مقابل ما يقدمونه حتى ولو كان شكليا .. هي الصورة الأولى وقد تكون الأخيرة لراحل دون عودة .. هو الانطباع الذي لا يمكن أن تنساه كزائر , أو كعابر سبيل . الأهم .. في العودة .. وعند وصولك إلى الوطن , وبعد المضي في متاهات الاجراءات التي وضعت نفسك فيها برغبة , ومحبة لا بد أن تقف في طابور طويل تنتظر دورك لتقدم المائة دولار في نافذة للمصرف التجاري هناك تعود إليك , وحسب سعر الصرف الرسمي بالليرة السورية – إذ من المعيب أن تدخل سورية , ولا تملك نقودا سورية !!!! قد تكون تلك المائة دولار ثروة بالنسبة لشباب غامروا , ورحلوا ثم عادوا مخفقين يائسين .. خاصة , وأنه يمكن صرف هذا المبلغ بأكثر من ذلك بكثير , وعبر وسائط غير رسمية تم منعها, اليوم وكانت متاحة فيما مضى .. والكل يعرف … كورونا التي أغلقت الحدود والأبواب , باسمها تعود الأبواب لتفتح كطاقات فرج يظنها المرء .. وفي سورية المثال الواضح لمن أراد السفر , واضطر لإنجاز بطاقة لقاح بعد أخذ اللقاح , والركض بين المصرف التجاري ليدفع المعلوم , ثم مديرية الصحة للتوثيق فصالة خدمة المواطن … وقبل ذلك والأهم في مديرية الهجرة والجواز . ولن أتحدث عن الازدحام في هذه الأماكن , وعدم الانتظام في التعامل , والألم من رؤية شبابنا مجتمعين بكثرة , وبيأس أمام هذه الأبواب بانتظار الفرج الذي يتوقون إليه , ويأملون فيه .. ولا أمل .

(سيرياهوم نيوز٦-٥-٤-٢٠٢٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...