آخر الأخبار

ولا أموت …..

 

د.ريم حرفوش

كم حكم سيصدر بحقي ..
وكم من حبل إعدام حاكت عجائز حارتنا وهنّ يحتسين المته ..
على قارعة طريق أرتدي كل يوم جبروت التحدي .. وأمضي فيه وبداخلي قرار .. هذا اليوم سيمضي كما أريد أنا ..
وليس كما يرسمه لي بعض المتنفذين ..
ومازال القاضي يراوغ ويؤجل للتدقيق ..
لكثرة الشكاوى وعلو شأن المشتكين ..
تاركاً الثرثرات المجتمعية والتقارير الكيدية ..
تترصدني وتفتي بتجريمي بلا كلل ولا ملل ..
البارحة شائعات فنجان قهوتهم نشرت أنه قد أصابني مس من الجنون ..
الجميع يتحاشون اليوم حتى السلام ..
والخوف يعشش في أعماقهم وهم على قيد الترقب والانتظار ..
فأنا أعلنت ذات قهر رفضي لماهم له مستسلمين ..
قتلت الروتين والخنوع دون أن يرف لي جفن ..
فالأشياء المألوفة قيد حديد تأسرنا بالضجر ..
مملة تلك الدوائر المفرغة تستهلكنا بصمت داخلها ..
فلارقص تحت المطر ولاجنون نعانق به القمر ..
خفقان القلب الرتيب يجادل بلا أمل ارتحال الغيم المبحر في السماء ..
يوقظ اليقين فيبرق ويرعد ويمطر ..
على حدود نجم مترامي الأطراف ..
تتمرد الخطوات تمتطي صهوة الشغف ..
نقطع تذاكر لرحيل بلا عودة ..
تاركة خلفها خربشاتنا على الجدران الدامية ..
حروفنا الصامتة التي اقتنصها القناص الذي قتلت رصاصته الأخيرة طفل لم يولد بعد ..
حزننا الرمادي وثيابنا الغارقة برائحة العرق والغبار الاحتياج والشهوة ..
إرهاب الفكر وساطور الشرقية ..
تقاليدنا البالية والخوف الذي يلبسنا كجني ويرفض المغادرة ..
حتى دفاتر التوقيع وفروض الطاعة والولاء والبصمة الالكترونية ..
تم رهننا بامتياز لكل مايجعلنا أسرى للعبودية ..
طوابير انتظارنا وحقائبنا الممتلئة بقصص الموت والجوع ..
لهاثنا خلف لقمة عيش وإسكات بطون أطفالنا الخاوية ..
نحن فقط كالمجانين نسابق القدر في قافلة الموت ..
لايليق الرحيل الهادئ بمن أُغرموا بضجيج الحياة ..
ترى كيف لكل هذا الحب الكامن في الأعماق أن يزهر ..
يطلق العنان لقلوبنا لتنهمر شلالات نبض وعمل وفكر وخفقان وحرية ..
ومشاعرنا معلقة تتأرجح على حبال المشانق ..
يتم اغتيالنا كل ثانية بلا رحمة بدمٍ بارد ..
نموت ببطء و يصلى علينا على عجلٍ ..
اصطحب معي شاهدة قبري أينما رحلت ..
لاأريد أن يخطّ أحد لي مالاأرغب بعد موتي ..
لم أمض على وثيقة موتي ولاجنوني ..
فأنا لسخرية الحياة لاأجيد ذات التوقيع مرتين ..
كما كل مابي لا يحتمل التكرار ولا .. التأويل ..
أعتقد سيكتبون احذروا هنا تسكن الأشباح ..
والروح الشريرة التي عاقبها الرب لأنها أعلنت الرفض والاحتجاج ..
وعلا صوتها متحدياً الظلم و الظلام ..
سيهجرون حتى المقابر حيث أرقد ..
فأنا والأرواح سنقيم الولائم والاحتفالات على شرف اغتيالي ..
لاأعتقد أنني سأسمح لهم حتى بعد موتي المعلن ..
بالراحة والسلام ..
سأطاردهم وألهو بأحلامهم وأحرمهم الرقاد ..
مازالت الأحكام تصدر بحقي ..
ومازلت على قيد الحياة في زمن الأموات ..
ولاأموت …………
(سيرياهوم نيوز ٤)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

يا بانياس..

  سامي عبّاس سليمان ضُمَّ الجراحَ النازفاتِ و نادِ يا بانِياسُ لقد كسرْتِ فؤادي مالي أراكِ حزينةً مكلومةً و أرى نساءَكِ في ثياب حدادِ أين ...