مالك صقور
اختفى من قاموس عرب هذه الأيام ماكان يفتخر به العرب في جاهليتهم من المناقب المشهورة مثل : الوفاء ، وحفظ الجوار ، والشهامة ، والكرامة ، وإغاثة الملهوف ، والكرم ، والضيافة ، والمروءة ، وعلو الهمّة ، وحرمة العهد ، والشجاعة ، والحلم .
أقول ذلك بمناسبة انطلاق أسطول االصمود و الحرية من برشلونة إلى غزة بمشاركة أربع وأربعين دولة أجنبية . لفك الحصار عن هذه المدينة المنكوبة – البطلة في آن . وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطفال فلسطين .
نعم ، منكوبة وبطلة في آن : منكوبة من السلطة الفلسطينية أولاً . منكوبة بالدمار الفظيع الذي طال البشر والشجر والحجر . منكوبة بالإبادة الجماعية ، والتجويع حتى الموت .. وبطلة – لإنها صمدت 23 شهراً ومازالت توقع الخسائر الفادحة في صفوف العدو بالأرواح والمعدات . وبعد عامين تقريباً لم تستطع ” إسرائيل ” بكل ما تملك من أسلحة وعتاد وقوات النخبة ونخبة النخبة أن تحقق هدفاً واحداً من أهدافها : تحرير الأسرى ( وربما سيموتون جوعاً) والأمر الثاني ، هو القضاء على حركة حماس ، ونزع سلاحها . في حين يتظاهر أهالي الأسرى كل يوم من أجل إنهاء هذه الحرب القذرة غير المتكافئة ، وإطلاق سراح الأسرى . لكن مجرمي الحرب يهربون إلى الأمام ، ويطلقون من جديد شعار ” إسرائيل الكبرى” .. ويقصفون مواقع قرب دمشق ، ويقصفون صنعاء ، ويقصقون جنوب لبنان ، ويهددون إيران . وفي الوقت نفسه يبكي ضباط وجنود إسرائيليون في غزة من كمائن القسام وحماس .
وأعود إلى أسطول الصمود ، الذي انطلق من برشلونة من مختلف الجنسيات الأجنبية لنجدة أهل غزّة وفك الحصار عنهم ، وتقديم المعونات الغذائية والطبية .
والسؤال المسلّط على رقاب العرب : هل اصبح الأجنبي الأوروبي المسيحي صاحب نخوة ومروءة وشهامة وشجاعة أكثرمن العرب ؟! هل اصبح الأجنبي أشفق وأرحم على الطفل الفلسطيني من أخيه العربي ؟؟ !!!!
وهل نسي المسلمون والأسلاميون والمتأسلمون قول نبي الإسلام (ص) : الشفقة و الرحمة بالآخرين مما يحبه الله ويرضاه لعباده : ” الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”
ورحم الله الشاعر عمرو بن معد الزبيدي حين قال :
ولو نار نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)