ترجمة رشا غانم:
عندما يتعلق الأمر بالبقاء على الاتصال مع الأصدقاء، يبدو أن الشمبانزي لديه نوع خاص به من وسائل التواصل الاجتماعي.
كشفت دراسة جديدة أن القردة تستخدم دقات قرع خاصة بها لإرسال رسائل لأصدقائها على بعد أكثر من 3280 قدماً (1 كيلومتر).
حيث يستفيد القردة من الجذور الضخمة لأشجار الغابات المطيرة لينقلوا أصوات نقرهم بأيديهم وأقدامهم عبر الغابات الكثيفة الرطبة.
واكتشف العلماء بأنّ بعض أنواع الشمبانزي في غابة بودونغو بأوغندا، لها إيقاع منتظم مثل عازفي طبول موسيقى الروك، في حين أن البعض الآخر لديه إيقاعات متجانسة أو أكثر تنوعاً مثل موسيقا الجاز.
كما وتظهر الدراسة التي أجرتها جامعة سانت أندروز، بأّن ذكور الشمبانزي لديهم إيقاعات مميزة خاصة بهم تسمح لهم بإرسال معلومات تكشف من هم وأين هم، بل وماذا يفعلون.
هذا وتمكن الباحثون من التعرف على أفراد الشمبانزي من خلال دقاتهم، وقالوا إن بعضهم كان يدّق بسرعة كبيرة لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون رؤية أيديهم تتحرك.
ومن جهتها، أفادت د. كاثرين هوبيتر- كبيرة مؤلفي الدراسة: “كنا في كثير من الأحيان نتعرف على من كان يقرع ويدقّ عندما نسمع إيقاع الدقة، وكانت طريقة رائعة للعثور على الشمبانزي المختلف الذي كنا نبحث عنه – لذلك إذا تمكنا من القيام بذلك، فنحن على يقين من أنهم يستطيعون ذلك أيضاً.”
وأحد الأشياء التي لطالما كان لغزاً هو لماذا يرحب الشمبانزي ببعضه البعض ولكن نادراً ما يبدو أنهم يودعون بعضهم البعض.
وضّحت د. هوبيتر: “قد تساعد نتائجنا في تفسير ذلك، حيث أنّه نادراً ما يكون الشمبانزي بعيداً عن الاتصال مع بعضهم البعض، حتى عندما تفصلها كيلومترات عن هذه الإشارات البعيدة، تسمح لها تلك الإشارات بالبقاء على الاتصال مع من يريدون، وفي أي مكان.
يبدو الأمر كما لو أن لديهم وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم التي تسمح لهم بتسجيل الوصول خلال اليوم.
يُذكر أنّه تجمع الشمبانزي بين الدقّ والنداءات بعيدة المدى، بينما يقرع الذكور المختلفون في نقاطاً مختلفة أثناء الصيحة.
وتابعت – ومن جهتها- المؤلفة الرئيسية، فيستا ايليوتيري: “هذا يشبه حقاً وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشمبانزي”.
“في الواقع، وجدنا أيضاً أن الشمبانزي يقرع في كثير من الأحيان عندما يكون بمفرده أو في مجموعات صغيرة.. هذا يعني أنهم يطبلون ويقرعون لمعرفة مكان الآخرين ويقررون ما إذا كانوا سينضمون إليهم أم لا.”
وأضافت: ‘لقد فوجئت أنني تمكنت من التعرف على من كان يقرع بعد بضعة أسابيع فقط في الغابة” حيث أنّ إيقاعاتهم مميزة للغاية، ما يسّهل التعرف عليها.”
على سبيل المثال، بعض الأنواع تدقّ بسرعة مع العديد من الإيقاعات المنفصلة بشكل متساوٍ وتكون بسرعة لدرجة أنك بالكاد تستطيع رؤية يديه.
والنوع الآخر لديه أسلوب غريب: فهو يصنع دقتين متتابعتين عن كثب تفصل بينهما نبضة أو دقتين بعيدتين.
هذا ويخطط فريق البحث الآن لدراسة الاختلافات الجماعية للتحقق مما إذا كانت هناك “ثقافات” مختلفة للقرع والتطبيل بين مجموعات الشمبانزي المختلفة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة