ومكروا ومكر الله…..

 

 

باسل الخطيب

 

قد اكون شاهدت امس واليوم ذاك المقطع لليلى عبد اللطيف عن (نبوءتها) حول تلك الطائرة، التي ستسقط، وسيكون لسقوطها ضجيج اعلامي كبير على مستوى العالم، قد أكون شاهدته عشرات المرات أو أكثر، تابعت التعليقات والتفاعلات مع الفيديو، أغلبها يتعاطى مع ماقالته تلك (البصارة) وكأنها تكاد تكون نبياً…..

 

حسناً، سبق وكتبت مقالات عدة عن أولئك (المنجمين والمنجمات والبصارين والبصارات)…

هؤلاء على مستويين، المستوى الأول منهم يختص بالأبراج والزواج والأرزاق والاسفار والحبل، المستوى الثاني يختص بالاحداث الجسام ومصائر الدول و علية القوم….

 

أما المستوى الاول من هؤلاء فهم لجماعة (الصباح)، و كانوا يأتونا مع تنبؤاتهم كعقوبة يومية على مدار السنة، وذلك لمن لايحالفه الحظ ويتعثر بهم…

المستوى الثاني فهم لجماعة (المساء و الليل)، و كانوا يأتونا مرة واحدة في السنة كعقوبة كبرى في ليلة رأس السنة، مع ضخ إعلامي كبير يسبقه و يرافقه و يليه، تجعل الأغلبية تترقبه و تتحدث عنه….

و لأن (اللعبة) قد أتيت أكلها نسبياً، و صار لزاماً استثمارها على نطاق أوسع و أكثر تأثيراً، فصار جماعة المستوى الثاني يظهرون لنا شهرياً و أحياناً أسبوعياً..

 

ذات مسلسل من صنف مسلسلات (البسينات)، جماعة الدراما المشتركة إياها، و كان اسم المسلسل ( الساحر)، عرفنا – و قد كان بعضنا يعرف ذلك من دون المسلسل – عرفنا كيف يتم إعداد (بصاري) المستوى الثاني، بطل المسلسل (الساحر) و الذي قام بدوره (عابد فهد) ببراعة، استثمر ذكاءه و الكاريزما التي يتمتع بها ليخترق المجتمع المخملي عبر أحدى السيدات، أنه يعرف الماضي و يستطيع التنبؤ بالمستقبل، و بعد أن ذاع صيته، قرر أحد السياسين الكبار استثماره في سياق صراعه مع سياسيين آخرين، فصار هذا السياسي يضخ له المعلومات و الخطط، و المنجم يسوقها على شكل تنبؤات، مع تغطية إعلامية كبيرة و واسعة لكلامه….

 

هذا ما يحصل واقعاً…

 

كل أولئك (المنجمين) من المستوى الثاني تم إعدادهم بهذه الطريقة، هؤلاء ليسوا إلا موظفين أو عملاء، صغارهم عند جهات صغيرة، و كبارهم عند جهات كبرى استخباراتية على مستوى دول عظمى، يتم ضخ بعض المعلومات لهم، وهم يقولونها عبر الشاشات على شكل تنبوءات…..

 

ذات حلقة من أحد البرامج (الحوارية)، كادت البصارة ليلى عبد اللطيف تغادر الاستديو، عندما قام مقدم البرنامج بالكشف عن شيك باسمها بقيمة 150 ألف دولار، تم إيداع قيمته في حسابها في أحد البنوك في فرنسا….

150 ألف دولار؟؟؟!!….

ما هي الخدمات الكبيرة التي تقدمها هذه البصارة حتى تستحق هكذا مبلغ فلكي؟!!…

 

في ذات السياق و على مستوى أكبر بكثير يندرج مسلسل (سمبسون )، هذا ليس مسلسلاً كرتونيا و حسب، من يكتب سيناريو هذا المسلسل هو من يصنع أحداثه لاحقاً حقيقة على أرض الواقع، هذا من جهة، من جهة أخرى، عرض الأحداث قبل وقوعها يهدف إلى التأثير على اللاوعي للناس أن تتقبلها لاحقاً كأنها قضاء و قدر و لا مناص ولابد منه….

 

شكل آخر من أشكال كي الوعي و السيطرة على العقول..

 

نعود إلى ما قالته تلك (البصارة) إياها، ما قالته كان على وجه العموم، لم تحدد المكان ولا الأشخاص، و هذا يترك نافذة بسيطة للصدفة، أن حوادث سقوط الطائرات ليست بالحدث النادر أو الاستثنائي، و هي حوادث متكررة كل عام، كالتنبوءات الممجوجة و المتكررة سنوياً عن فضيحة ما لفنان ما، أو وفاة أحد الزعماء أو الرؤساء، من دون ذكر الاسماء، وهذه احداث تتكرر أيضاً كل سنة …..

 

و لكن قد يكون أيضاً ذاك الغموض في ( الخبرية) مقصوداً…

 

” و مكروا و مكر الله، و الله خير الماكرين “….

حمى الله سورية و إيران و لبنان و فلسطين و العراق و اليمن…..

(موقع سيرياهوم نيوز-٣)