syriahomenews أخبار سورية الوطن
باسل علي الخطيب
أمس حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، كان لنا لقاء مع الشيخ انس عيروط محافظ طرطوس…. أسال الله ان يمنحكم الصبر والحكمة والبطانة الجيدة لأداء مهمتكم….
قلت للمحافظ أن صديقك من أصدقك وليس من صدقك، وانا هنا لم آت لأقدم طلبات أو اطلب شيئاً، اتيت لأعرض الواقع كما هو من دون تزويق أو زركشة وانقل الهواجس…
وكما أني لم اتملق أو اتزلف أو أجامل السلطة السابقة، لن اتزلف أو اتملق أو اجاملكم، وسأقول الأمور كما هي….
تابعت: يقول الله في في سورة قريش فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف…
الله عز عزه قرن عبادته بتوفير الامان لعباده في بيوتهم، و تامين احتياجاتهم، فان كان هذان الشرطان قرنا بالعبادة، فكيف بالولاية للدولة؟ تحقيق هذين الشرطين هو الحد الأدنى للولاية للدولة…
همنا وهمكم الأمن والأمان فيما هو صالح البلاد والعباد، والناس غير آمنة في بيوتها، ولم تعد تبريرات من قبيل تصرفات (فردية) او (منفلتة) أو (هؤلاء ليس لنا علاقة بهم)، لم تعد هذه التبريرات مقنعة عند الكل، نعرف أن لديكم الإرادة لضبط الامن ولكن ليس لديكم القدرة، لذا اقترحنا ونفترح تشكيل لجان شبه عسكرية في كل حي أو قرية وعند مداخل المدن من أناس ذو سيرة وسلوك حسن، هذه اللجان تتولى الحماية وتكون مرتبطة بخط ساخن مع المحافظة…
مادامت الناس خائفة وغير مطمئنة فستسعى إلى توفير كل أسباب القوة والحماية لنفسها….
أشرت إلى مايحدث في حمص وقرى حماة، وأن ذلك يقرع جرس الخطر، وان ذلك يتجاوز (الأعمال الفردية) إلى ماهو ممنهج، فتلك الأفعال لاتتطابق مع تطمينات القيادة، والأمور هناك وصلت إلى نقطة حرجة، ولايؤمن جانب ردود الأفعال التي يمكن أن تتدحرج….
قلت: رغم الضائقة المادية لكن ليس هناك عندي من مطالب في هذا الخصوص، لأنني أعرف أنه ليس بالإمكان تلبيتها الآن، والدولة شبه منهارة وعجلة اقتصادها متوقفة والخزينة شبه فارغة، ولكن رغم كل هذا، الوضع المعيشي الحالي يجب أن لايستمر هكذا، وانتم وضعتم انفسكم في موقع ولاة الأمور فيجب أن تجدوا الحلول……
قلت: يحب التفريق بين مفهومي السلطة والدولة، أو بين النظام والدولة، هذان شيئان مختلفان بالمطلق، انهيتم أو انتهت الأجهزة التابعة التي قام عليها النظام، ولكن مؤسسات الدولة أمر مختلف، لماذا تضعون من قبلكم ممثلاً في كل مؤسسة؟ ماهي مهمته؟ ماعلاقة الشرطة بالنظام، ماعلاقة الأمن الجنائي بالنظام؟ اطلقتم سراح المساجين، أفهم أن تطلقوا سراح معتقلي الراي، المظلومين، لكن أن تطلقوا سراح المجرمين بأحكام جنائية أو جرمية؟ أنتم كررتم خطأ النظام عنما قام بنفس الفعل عام 2011،وقد انتقدتموه على ذلك حينها… المشفى العسكري ليس له علاقة بالنظام، لماذا اغلقتوه؟ من يتعالج هناك هم مواطنون سوريون، ماعلاقة ذلك بالنظام؟؟!!…
تحدثت عن (افغنة الدولة و المجتمع)، وقلت هذا غير مسموح، تريدها دولة مدنية، أعطيت أمثلة على ذلك، تحدثت عن حديث المسؤول السياسي عبيدة ارناؤوط فيما خص المرأة، وعن ماحصل في عدلية حمص، وعن ذلك العنصر التي اعطى توجيهات في هذا السياق لمدير مشفى تشرين في اللاذقية….
تحدثت عن اللطف الذي من به الله على كل هذه البلاد، أنه في الأيام التي تلت سقوط النظام لم تحصل ردود أفعال انتقامية على مستوى واسع أو كبير، وان هذا اسميته (شيك برصيد كبير) يجب استثماره على طريق إعادة الثقة وبناء الدولة، ولكن ماحصل لاحقاً لايبشر بالخير، وأقصد في حمص وريف حماة الغربي، نحن هنا نتحدث عن قرى اختفت تقريباً عن الخريطة…هذا أمر لاتحمد عقباه…
هذا ما تحدثت به….
تحدثت بأمور ضمن نطاق صلاحية المحافظ، أي ضمن حدود المحافظة، لذا ارجو عدم سؤالي عن أمور خارج هذه الصلاحيات، وبالنسبة للردود أو الأجوبة فاترك الأمر للمحافظة أن تصرح بها…
(اخبار سورية الوطن 2-صفحة الكاتب)
