الرئيسية » أخبار الميدان » وهم «النصر المطلق» | الميدان يكذّب العدو: مقدّرات المقاومة محفوظة

وهم «النصر المطلق» | الميدان يكذّب العدو: مقدّرات المقاومة محفوظة

يوسف فارس

 

غزة | بالتزامن مع إعلان حركة «حماس» تمسّكها بالمسار التفاوضي الذي قدّمه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مطلع الشهر الماضي، ورفضها منح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مزيداً من الوقت للعودة بتفاهمات وقف إطلاق النار إلى المربع الأول، كثّفت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة من الضغط الميداني في محاور القتال، وركّزت أيضاً على تقديم توثيق مصوّر لعدد من العمليات النوعية، والتي أكّدت من خلالها استمرار حضورها الميداني، بل وقدرتها على المبادرة في تنفيذ الكمائن المدروسة في محاور التوغّل، التي كان روّج جيش العدو منذ أشهر أنه انتهى من تطهيرها.وكانت «كتائب القسام» نشرت، السبت الماضي، وقائع كمين نفّذه المقاومون في محور التقدّم في حي تل الهوى. وبعيداً عن مناقشة التكتيكات التي استخدمها المقاومون، بدا لافتاً إعلان «الكتائب» أن المقاومين زرعوا العبوات التي تمّ تفجيرها بالقوات الراجلة، قبل ثمانية أشهر، وواصلوا طوال تلك المدة مراقبة تقدّم القوات وتوغّلها في الحيز الهدف. ويشير كمين من هذا النوع، إلى محافظة «القسام» على الكادر البشري الميداني منذ بداية التوغّل البري، والإبقاء على الهيكل التنظيمي من القائد المخطّط وحتى الجندي المنفّذ، الأمر الذي سمح بمواصلة صيانة المقدرات العسكرية المزروعة في الميدان، والتأكد من سلامتها، في ظل عمليات القصف المكثّف والعوامل الجوية المتقلّبة. وخلال اليومين الماضيين، نفّذت المقاومة عشرات المهام القتالية، وشهد محور القتال في حي تل السلطان، السبت الماضي، جهداً عملياتياً ملحوظاً، إذ قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها تمكّنوا من استهداف قوة راجلة تحصّنت داخل منزل بقذيفة «تي بي جي» ونشرت توثيقاً للعملية. وأكّدت «كتائب شهداء الأقصى»، بدورها، أن مقاوميها قصفوا القوات المتوغّلة في الحي ذاته بقذائف الهاون الثقيلة. كذلك، أشارت «كتائب القسام» إلى تمكّن مقاوميها من تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار بقوة راجلة في حي النهضة شرق مدينة رفح. وفي حي الزنة في مدينة خانيونس، أعلنت كل من «سرايا القدس» و«كتائب القسام» تمكّنهما من قنص جندي إسرائيلي ببندقية «الغول» القسامية. ونشر «الإعلام العسكري» مشاهد أظهرت إصابة الجندي بشكل دقيق، فيما اعترف جيش الاحتلال لاحقاً بمقتله وإصابة جنديين آخرين في عمليات مشابهة.

يُسجل زخم قتالي كبير لدى المقاومة يشمل عمليات نوعية تحقّق خسائر بشرية في صفوف العدو

 

وشهد أمس، أيضاً، ضغطاً ميدانياً كبيراً، حيث قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها قنصوا جندياً إسرائيلياً في القرية السويدية في حي تل السلطان غرب رفح، بينما أعلنت «سرايا القدس» أن مقاتليها أوقعوا جنود العدو المتوغّلين في بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس في حقل ناري، فجّروا فيه عدداً من العبوات الأرضية الشديدة الانفجار، ما تسبب بوقوع الجنود بين قتيل وجريح. كذلك، ذكرت «قوات الشهيد عمر القاسم» أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير ناقلة جند من طراز «m113» بقذيفة «آر بي جي» في حي الجنينة شرق رفح. وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، بدورها، تفجير آلية عسكرية بقذيفة «آر بي جي» في حي تل السلطان، فيما وزّع «الإعلام الحربي» التابع لـ«سرايا القدس» مشاهد أظهرت قصف المقاومين لقوات العدو في شرق مدينة خانيونس بقذائف الهاون الثقيلة.

هذا الزخم القتالي، بما يتضمّنه من عمليات نوعية تحقّق خسائر بشرية في جنود العدو، بينما الحرب شارفت على إنهاء شهرها العاشر، دفع ضباطاً في جيش الاحتلال إلى توجيه رسالة إلى رئيس الأركان، أكّدوا فيها أن «النصر المطلق في غزة لا يزال بعيداً»، وبحسب «القناة 14» الإسرائيلية، فإن «هؤلاء الضباط عبّروا عن اندهاشهم من تكرار رُتب عسكرية رفيعة تصريحات يؤكدون فيها أن النصر بات قريباً»، منبهين إلى «(أننا) نحن الذين أتينا من الميدان، نعلم جيداً أن الأوضاع لا تزال بعيدة عن النصر». والواقع أن تلك الرسائل صدّقها وزير جيش العدو، يوآف غالانت، نفسه، بتصريحات مطابقة، حيث قال في حديثه إلى أعضاء في حزب «الليكود» هاجموه عقب المراجعة الأمنية التي قدّمها في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن «تحقيق النصر المطلق هو ثرثرة»، وهو ما استدعى رداً من مكتب نتنياهو، تضمّن هجوماً على غالانت.

وإذ تظهر هذه المطحنة الفارق بين نظرة الجيش الإسرائيلي المنهك إلى طاقته وقدرته على مواجهة التحديات القائمة، وحاجات نتنياهو إلى حرب مستمرة تخدم أجنداته وحساباته الشخصية، يقدّر محللون إسرائيليون أن الخلاف العلني بين الرجلين، في ذروة انتظار الرد من محور المقاومة، وضع إسرائيل في أصعب الأوضاع الأمنية منذ بداية الحرب.

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دقائق بعد خطاب نتنياهو.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات “عنيفة وغير مسبوقة” على ضاحية بيروت الجنوبية ومصدر مقرب من”حزب الله” يؤكد أن السيد نصرالله “بخير” واستشهاد شخص وإصابة 50 في الهجوم.. و25 شهيدًا مُنذ صباح الجمعة

أكد مصدر مقرب من حزب الله الجمعة أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله “بخير” بعدما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه المستهدف في الضربات على ضاحية ...