سألت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، 1502 من البالغين الأميركيين، عما إذا كان الحلم الأميركي “لا يزال قائما؟”، وأتى قول ثلث المستطلعين “إنه كذلك”، في نتيجة تبين الانخفاض عن استطلاعٍ سأل السؤال نفسه، أجراه معهد أبحاث الدين العام عام 2012، وكان جواب نصف المستطلعين حينها “أنه كذلك”.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته الصحيفة، بالتعاون مع مركز أبحاث الاقتصاد الوطني، في تموز/يوليو الماضي، “فجوة صارخة بين رغبات الناس وتوقعاتهم”.
وكانت النتائج “أكثر صدقاً”، بالنسبة للأجيال الأصغر سناً، التي أصبحت عاجزةً عن امتلاك المسكن ومثقلةً بأسعار الفائدة المرتفعة وديون الطلاب.
وقال 89% من المستطلعين إن امتلاك المسكن “أمر أساسي أو مهم في رؤيتهم للمستقبل”، في حين، قال 10% فقط إن “امتلاك المسكن أمر سهل أو سهل إلى حد ما”.
وبالمثل، وصف 96% و95% من الناس الأمن المالي والتقاعد المريح بأنهما “ضروريان أو مهمان”، ولكن 9% و8% فقط اعتبروا تحقيقهما “أمراً سهلاً أو سهلاً إلى حدّ ما”.
كذلك، قال أستاذ الاقتصاد في معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، ناثانيال هندرن، إن الفئات العمرية الأصغر سناً تبدو في “وضع مماثل بناءً على نمو الدخل المتوسط، لكنها ربما شهدت دفعة طفيفة بعد انتشار وباء الكورونا”، حيث تجاوزت أجور الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض أجور غيرهم من أصحاب الدخول.
ولفتت الصحيفة إلى تضاعف تكاليف الطاقة إلى أكثر من 2000 دولار شهرياً في بعض العائلات، وارتفاع أسعار البقالة والتأمين والفواتير الأخرى للعائلة المكونة من ستة أفراد الآن.
وحمّل ربّ عائلة، أجرت الصحيفة معه مقابلةً، الدولة الأميركية مسؤولية ذلك، وقال إنه “كان لدينا الحلم الأميركي وأصبح الآن الكابوس الأميركي”، مبرراً ذلك “وكأن الدولة قدّمت لنا وعداً ثم أخذته بعيداً”.
وأكدت “وول ستريت جورنال”، ارتفاع مؤشر عدم المساواة في الثروة، وفقًا لتحليل بيانات مسح التمويل الاستهلاكي، الذي أجراه سكوت وينشيب في معهد “أميركان إنتربرايز”.
وأضافت الصحيفة أن القيمة الصافية النموذجية لأغنى 10% من الأسر، في عام 1989، هو “أقل بقليل من 15 ضعف صافي القيمة الإجمالية لجميع الأميركيين”، مقارنةً بنحو 20 ضعف هذا العدد في عام 2022.
وقال وينشيب إن الثروة المتوسطة أعلى من ضعف ما كانت عليه في عام 1989 حتى بعد تعديل التضخم. معتبراً أن “الاقتصاد يعمل بشكل جيد لبعض الناس، بما في ذلك المستثمرين والعديد من الذين اشتروا منازل عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة”، ما يخلق انقساماً بين الأميركيين ذوي الدخل المرتفع ومعظم الجميع الآخرين، على حدّ قوله.
ويكافح الكثيرون لتحقيق أهدافهم في امتلاك المسكن. بحيث كان امتلاك منزل أغلى بنسبة 47% من الإيجار لمدة 12 شهراً، وفقًا لبحث أجرته شركة خدمات العقارات التجارية “سي بي آر إي”، في نتائج تأتي رغم ارتفاع الإيجارات بشكل كبير.
وكانت مجموعة من المنظمات المختلفة، درست خلال السنوات الأخيرة مصطلح “الحلم الأميركي”، باعتباره هدفاً قومياً. وأشارت نتائج هذه الدراسات إلى أنه خلال فترة التسعينيات وحتى بداية الألفية، وهي فترة تتسم بازدهار ثروة الولايات المتحدة، اعترف عدد متزايد من الناس بفقدانهم الثقة في “الحلم الأميركي”.
ويمنح هذا “الحلم” الذي أعرب عنه جيمس تراسلو أدامز عام 1931، الأميركيين “أملاً وشعوراً بقدرتهم على تحقيق حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة”.
وجاءت فكرة “الحلم” مرسخة في الجملة الثانية من إعلان الاستقلال، والتي تنص على أن “كل الناس قد خلقوا متساوين، ولهم بعض الحقوق غير القابلة للتغيير والتي تضم حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة”.
ويعتقد أدامز أن “الحلم الأميركي”، قد ساعد على بناء خبرة أميركية متماسكة، بينما لامه البعض بسبب توقعاتهم الوخيمة.
ولم يساعد وجود “الحلم” معظم الأقليات العرقية ومواطني الطبقة الدنيا عبر التاريخ، في الحصول على قدر أكبر من المساواة والنفوذ الاجتماعي، ولكن على النقيض، اعتبره البعض “كابوساً”، وأن هيكل الثروة الأميركية، يدعم فكرة التعدد الطبقي، لصالح الجماعات ذات المراكز المرموقة، حسب “الميادين”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم