حذرت ألمانيا، أمس الأحد، من ركود عميق قد يضرب اقتصادها نتيجة استمرار قطع إمدادات الغاز الروسي، على حين قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن أسواق المال في الولايات المتحدة شهدت خلال النصف الأول من العام الجاري خسائر مروعة محذرة من أن الأمور قد تزداد سوءاً في الفترة المقبلة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني روبرت هابيك، تحذيره من خطر حدوث اضطرابات وانقطاعات متتالية في عمل مرافق الطاقة في مجال الخدمات العامة مع استمرار قطع إمدادات الغاز الروسي.
وأشار هابيك، الذي يشغل كذلك منصب نائب المستشار الألماني، إلى أنه بعد التخفيض الأخير في تدفق الغاز عبر خط السيل الشمالي بنسبة 60 في المئة فمن المنطقي انتظار استمرار ذلك.
وقال: «يجب على ألمانيا أن تكون مستعدة لمزيد من تراجع توريد الغاز الروسي بشكل أكبر، لأن ذلك يتماشى مع إستراتيجية موسكو «لتقويض الوحدة الأوروبية».
وأكد هابيك أن النقص في الغاز سيؤدي على الأرجح إلى ركود عميق، وإلى حدوث مشاكل جدية في إمدادات الكهرباء، وقال: «إذا انهارت شركة واحدة أو عدة شركات، فسيكون هناك تأثير الدومينو الذي سيؤدي بسرعة إلى ركود عميق».
وعلى خط مواز ذكرت «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الأشهر الستة الأولى من هذا العام كانت مليئة بالمفاجآت غير السارة للسوق كتنامي التضخم وحصول أكبر عملية بيع للسندات في أربعة عقود وهبوط غير مسبوق في تاريخ البلاد في أسهم التكنولوجيا والانهيار الداخلي للعملة المشفرة.
وأوضحت الصحيفة أن الخطر الذي يلوح في الأفق وكان قد تجاهله المستثمرون لأشهر هو الركود؛ ولا يزال السؤال فيما إذا كان الاقتصاد الأميركي سينهار تماماً أم سيتعافى، مجهول الإجابة.
وأوضحت الصحيفة أنه وبينما بات مصدر القلق والاهتمام لدى المستثمرين منصباً الآن على حالة عدم اليقين بشأن الركود الاقتصادي فإن هناك مخاطر إضافية تلوح في مناطق أخرى من العالم قد تضر بالمستثمرين الأميركيين.
وأشارت إلى أن اليابان قد تضطر أخيراً إلى التراجع والسماح بارتفاع عائدات السندات الأمر الذي من شأنه أن يمتص السيولة النقدية التي ضخها مستثمرو البلاد في الخارج.
أما في أوروبا فرغم تعهد البنك المركزي بخطة جديدة لدعم إيطاليا إلا أن هذه الخطة قد لا تؤتي ثمارها في حال اعتمدت أسلوب سابقاتها في «تقديم القليل وفي وقت متأخر» للبلد الذي ينبغي مساعدته وبالتالي فإن ذلك يحمل خطر حدوث أزمة ديون في منطقة اليورو وهو أمر الأسواق العالمية ليست مستعدة له.
وحذرت الصحيفة من أنه في حال وقوع الركود فسنكون بانتظار المزيد من الخسائر الكبيرة القادمة حيث يبدو أن الانتكاسات خلال الأسابيع الأخيرة في الأسواق الأميركية متصلة بشكل وثيق بخطر حصول الركود.
وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول أقر في 25 من الشهر الماضي بأن معدلات التضخم في الولايات المتحدة وصلت لأعلى مستوياتها في 40 عاماً.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن