ادريس هاني
يزأر الجنوب بعد أن كان مستأنسا في عزلته، ينصت لحفيف السنديان والأرز وصمت الوديان والرّبى، ينصت لسرديات الأجداد، للشعر المُقفى والمتون الكبرى التي انحدرت من عبقرية جبل عامل.
ما بال أقوام متحرقين لانتفاضة الجنوب ومقاومته؟ ماذا يؤلمهم وقد كانوا دائما يختبؤون خلف البنصر والخنصر، وبألف ليلة وليلة من تبريرات بليدة، لمنح قيمة تبريرية لعدوانيتهم. يدَّعون الوطنية، لكنهم مصطفون مع أسوأ نشاز في الشرق. والحق يقال: لا أهمية لهذا الاستنزاف، لكنها مرحلة عظيمة، جعلت أولاد الاسخريوطي يكشرون عن أنياب عبيد الاحتلال، ونعم النّضال، ونعم التضامن، ونعم الضمير الإنساني وعبقرية النباح في الباطل.
سينتصر الجنوب على حثالة الاحتلال، الذين يرعبون الأطفال، ولكنهم في النّزال رعاديد فرارين غير كرارين. ومثال العديسة ويارون ومارون الراس خير دليل على جيش إن نزل أكل ضربة على القفا. سينتصرون وإن طال النباح..
إن كان الاحتلال ينتشي بوصفه ظُفرا إمبرياليا في المنطقة، وبوصفه يريد الهيمنة على المنطقة وإعادة تشكيلها كمنطقة غوييم مستحمرين، فإنّ حركة التحرر الوطني سترفع الإيقاع، وستظهر لعبيد الاحتلال بأنّ رهانهم على من غلب، مبنية على حسابات استعجالية، وأحلام انتهازية وهشاشة الضّمير الإنساني. هؤلاء يصنعون التاريخ، ماذا تصنعون أنتم بتشنيعاتكم؟ هل التحليل السياسي بات لعبة خيال مضمخ بالكيدية السائبة؟
(سيرياهوم نيوز-2)