خالد عرنوس
إنها الليلة التاسعة والستون من ليالي التتويج في أقوى المسابقات على مستوى الأندية في العالم، حيث تجتمع أندية النخبة ويتواجه أبرز النجوم لتقديم المتعة وفنون كرة القدم، إنها المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ويلتقي فيها للمرة الأولى ريال مدريد الإسباني زعيم المسابقة التاريخي مع بروسيا دورتموند الألماني حامل اللقب قبل 27 عاماً، ويحلم الثاني باستعادة الكأس ذات الأذنين وتحقيق لقب قاري أول تحت قيادة مدربه إيدين تيرزيتش في حين يسعى الأول للقب الخامس عشر في المسابقة وهي المرة الرابعة التي يجمع النهائي بين فريق إسباني وآخر ألماني، ويستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن النهائي وذلك للمرة الثامنة في تاريخ المسابقة، ويقود المباراة طاقم حكام سلوفيني بقيادة سلافكو فينسيتش في سادس مباراة يقودها في المسابقة هذا الموسم وهي مباراته رقم 31 فيها منذ عام 2016، وليس بينها أي مباراة لريال مدريد في حين قاد مباراة واحدة لدورتموند فاز بها على أتلتيكو مدريد 4/2 في النسخة الحالية، أما الموعد فهو العاشرة مساء السبت المقبل بتوقيت دمشق.
للمرة الأولى
ربما لا يكون نهائي ويمبلي مثالياً خاصة أن أندية كبيرة بل عملاقة خرجت بشكل مفاجئ أو بطريقة دراماتيكية كبطل النسخة الماضية مانشستر سيتي الذي خذلته ركلات الترجيح أو بايرن ميونيخ الذي سقط أمام الريال كذلك وبالمقابل كان هناك باريس سان جيرمان أحد المرشحين وقبله الآرسنال وإنتر وصيف بطل النسخة الماضية، وفي النهاية بلغ ريال مدريد مباراة التتويج وهو المعتاد هذا الأمر، وهو الذي تأهل إليها للمرة السادسة 11 موسماً أخيراً ولاسيما أنه قدم موسماً محلياً مثالياً لم يخسر خلاله سوى مباراة واحدة وضمن لقب الليغا بوقت مبكر، وخسر مباراة أخرى بكأس الملك وكلتاهما أمام جاره الأتلتي، على حين يمكن وصف تأهل دورتموند بالمقابل بالمفاجأة خاصة أنه لم يكن ضمن المرشحين للمنافسة بالأساس وكذلك لتراجعه المحلي، حيث احتل المركز الخامس في البوندسليغا فلم يضمن مركزه في دروي الأبطال في الموسم القادم إلا عقب منح اليويفا مقعداً خامساً لبلاده بموجب نتائجه وبايرن في هذه النسخة، ويأتي وصول أصفر الرور إلى نهائي المسابقة بعد 11 عاماً على خوضه النهائي أمام مواطنه البايرن بفضل ما قدمه وخاصة في أدوار الإقصاء، فقد واجه أيندهوفن أحد أضعف دور ثمن النهائي واعتبر تجاوزه الأتلتي مفاجئاً خاصة عقب خسارته الذهاب ومن ثم استغل ظروف مباراته أمام الباريسي ليخرج فائزاً مرتين رغم أفضلية الأخير الكاسحة في مباراة الإياب.
وإذا كان أنشيلوتي يعود لمواجهة دورتموند بعدما واجهه كمدرب أكثر من مرة مع ميلان وريال مدريد (في حقبته الأولى) ومع بايرن ميونيخ فإن نجمه الإنكليزي الشاب جود بيلنغهام سيواجه رفاقه القدامى للمرة الأولى وهو الذي غادر دروتموند في الصيف الماضي بعد ثلاث سنوات قضاها هناك وكان فيها أحد نجوم الفريق، ويخوض الفريق الملكي أول نهائي على ملعب ويمبلي وهو الذي لم يخسر في آخر 9 نهائيات، على حين يعود دورتموند إلى معقل الإنكليز للمرة الثانية وكان خسر نهائي 2013 هناك.
الطريق إلى ويمبلي
تصدر ريال مدريد المجموعة الثالثة لدور المجموعات بالعلامة الكاملة وهو أحد فريقين فعل هذا الأمر مع مان سيتي، وفاز الملكي على يونيون برلين الألماني بهدف ثم 3/2 وعلى نابولي الإيطالي 3/2 و4/2 وعلى سبورتنغ براغا البرتغالي 2/1 و3/صفر، واصطدم الريال في دور الـ16 مع لايبزيغ الألماني ففاز عليه بهدف في لايبزيغ قبل أن يتعادلا في برنابيه 1/1، وفي ربع النهائي انقاد إلى التعادل 3/3 مع البطل مان سيتي فتعادلا 3/3 في مدريد و1/1 في مانشستر قبل أن يفوز بركلات الترجيح 4/3، وكان بايرن ميونيخ الألماني المنافس التالي فتعادلا في ميونيخ 2/2 قبل أن يفوز في برنابيه 2/1، وبالمجمل سجل الريال 8 انتصارات و4 تعادلات والأهداف 26/15.
وبالمقابل تأهل دورتموند بطلاً للمجموعة السادسة التي سميت «الحديدية» برصيد 12 نقطة بعدما خسر أمام سان جيرمان الفرنسي صفر/2 وتعادل معه إياباً 1/1 وتعادل مع ميلان الإيطالي في ألمانيا سلباً وفاز عليه في سان سيرو 3/1 وفاز على نيوكاسل الإنكليزي 1/صفر، وفي الدور الثاني تعادل مع إيندهوفن الهولندي 1/1 ثم فاز عليه بهدفين، وخسر أمام أتلتيكو مدريد الإسباني 1/2 قبل أن يرد 4/2، وفي نصف النهائي عاد لمواجهة سان جيرمان ففاز عليه مرتين بنتيجة 1/صفر، وبالمجمل سجل 7 انتصارات و3 تعادلات وهزيمتين والأهداف 17/9.
كتيبة شاملة
بعد مشوار استمر قرابة ثمانية شهور نجح ريال مدريد ودورتموند ببلوغ نهائي البطولة وباتا على بعد 90 دقيقة أو 130 دقيقة على الأكثر للوصول إلى الكأس ذات الأذنين وتبدو كفة الميرينغي أثقل نظرياً وعملياً لأسباب عديدة، أولها المكانة التاريخية للزعيم المدريدي والعراقة التي يتمتع بها، فهو يخوض النهائي الثامن عشر وتوج ـبالكأس 14 مرة، وثانيها كمية النجوم الحاضرة في نهائي ويمبلي ونوعيتهم من المهاريين أمثال الثنائي البرازيلي فينيسيوس ورودريغو (سجل كل منهما 5 أهداف) هما من أصحاب السرعة وكذلك الإنكليزي جود بيلنغهام (4 أهداف) والمغربي إبراهيم دياز وحتى التركي الصاعد أردا غولر، وكذلك المخضرمون أمثال صانعي اللعب الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش والمدافعين الإسبانيين داني كارفخال وناتشو فيرنانديز، وأيضاً المدافعين ذوي الجودة العالية أمثال الألماني روديغر والفرنسي فيرلان ميندي والبرازيلي ميليتاو، وهناك إرنستو فالفيردي الأورغوياني الرائع القلب النابض في خط الوسط، ولا ننسى البدلاء لوكاس فاسكيز وخوسيلو (بطل موقعة البايرن وسجل 5 أهداف خلال 270 دقيقة في المسابقة) وكامافينغا فكل أدى ما عليه وأكثر، وحتى حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا أحد أفضل حراس المرمى في العالم رغم أنه لم يشارك في أي مباراة في المسابقة هذا الموسم، وفي حال فضل المدرب عدم إشراكه فإن بديله الأوكراني لونين أثبت كفاءة عالية في غياب العملاق البلجيكي وكان خير سند للفريق، أما الأمر الآخر الأكثر أهمية فهو وجود كارلو أنشيلوتي المدرب الأكثر خبرة وصاحب الأرقام القياسية في المسابقة، وسبق له أن ظهر في خمسة نهائيات إضافة إلى الألقاب الـ27 التي تزين مسيرته كمدرب لكثير من الأندية في الدوريات الخمسة الكبرى.
السرب الأصفر
على الصفة المقابلة يقتنع عشاق دورتموند أنهم الحلقة الأضعف في النهائي لكنهم يطمحون لأن يكون فريقهم في أبهى حلة عند صافرة البداية، لأن الفرصة التي سنحت لفريقهم لن تتكرر كثيراً فهو غائب عن النهائي منذ 11 موسماً، وتعد مواجهة الفريق الملكي امتحاناً استثنائياً ومثالياً لإثبات جودة سرب الجراد الحالي الذي قد لا يرقى لسمعة بطل نسخة 1997 أو حتى وصيف 2013، ومع ذلك لا يمكن نسيان أن المدرب إيدين تيرزيتش يعمل على إعادة أصفر الرور إلى مكانته الطبيعية كمنافس رئيسي للبايرن محلياً، وكان تيرزيتش مدرياً مؤقتاً للفريق عندما توج بلقبه الوحيد معه بكأس ألمانيا 2021 قبل أن يعود مدرياً رئيساً في 2022، ويملك المدرب الشاب (41 عاماً) أسلحة قادرة على قلب الموازين بدءاً من المخضرمين ماتس هوملز وماركو رويس وهما الوحيدان المتبقيان من تشكيلة نهائي 2013 والأخير سيخوض مباراته الأخيرة مع الفريق في ويمبلي، وهناك لاعبو المانشافت كريم أديمي ونيكولاس زوله ونيكلاس فولكروغ (3 أهداف في المسابقة) ويوليان براندت ونيكو شولتبيرك، ومن المخضرمين هناك الدولي السابق إيمري تشان، أما من الأجانب فالأبرز جادون سانشو المعار من مان يونايتد، وروجير كوبل حارس مرمى منتخب سويسرا والنمساوي مارسيل سابيتزر والتركي الألماني صالح أوزكان.
نهائيات سابقة
تقابل الألمان والإسبان في ثلاثة نهائيات سابقة على مستوى دوري الأبطال، وكان ريال مدريد طرفاً في أولها وجمعه بأينتراخت فرانكفورت عام 1960 الذي انتهى بحصيلة أهداف قياسية جعلتها أغزر المباريات النهائية وفاز الريال يومها بنتيجة 7/3، وتوج بايرن ميونيخ بأول ألقابه عام 1974 على حساب أتلتيكو مدريد بعدما تعادلا في النهائي 1/1 وحسب نظام المسابقة أيامها أعيدت المباراة بعد يومين في بروكسل وفاز البافاري برباعية نظيفة، وفي عام 2001 عاد البايرن ليواجه فريقاً إسبانيا ثالثاً هو فالنسيا فانتهت المباراة بالتعادل 1/1 رغم التمديد وفاز البافاري بركلات الترجيح بنتيجة 5/4.
وبمجمل المسابقات الأوروبية تقابل الألمان مع الإسبان في ثمانية نهائيات أخرى، ففاز الإسبان بخمسة ألقاب مقابل ثلاثة للألمان ومن بينها توج ريال مدريد بطلاً لكأس الاتحاد الأوروبي (اليوروباليغ) على حساب كولن عام 1986 (5/1 وصفر/2)، وفاز على فرانكفورت مجدداً في السوبر الأوروبية 2022 بنتيجة 2/صفر في حين خسر دورتموند السوبر أمام برشلونة عام 1997 (صفر/2 و1/1).
وسبق لريال مدريد أن خاض 29 نهائياً أوروبياً على مستوى كل المسابقات فتوج بـ21 لقباً (14 دوري أبطال ولقبان بالدوري الأوروبي و5 بالسوبر) في حين أخفق بالتتويج بكأس الكؤوس بعدما خاض النهائي مرتين، أما دورتموند فقد خاض 6 نهائيات في كل المسابقات فتوج بطلاً للشامبيونز عام 1997 وبكأس الكؤوس عام 1966 وخسر نهائي الأبطال 2013 ونهائي الدوري الأوروبي 1993 و2002 والسوبر الأوروبية عام 1997.
وجهاً لوجه
تقابل الفريقان في 14 مباراة كلها في عهد الشامبيونزليغ بداية من 1998، ففاز الريال بـ6 منها مقابل 3 مرات لدورتموند وتعادلا 5 مرات والأهداف 24/19، وفيما يلي تذكير بالمواجهات السابقة:
– 1998: دور نصف النهائي، فاز الريال 2/صفر وتعادلا صفر/صفر.
– 2003: دور المجموعات الثاني، فاز الريال 2/1 وتعادلا 1/1.
– 2012: دور المجموعات، فاز دورتموند 2/1 وتعادلا 2/2.
– 2013: نصف النهائي، فاز دورتموند 4/1 وردّ الريال 2/صفر.
– 2014: ربع النهائي، فاز الريال 3/صفر وردّ دروتموند 2/صفر.
– 2016: دور المجموعات، تعادلا مرتين بنتيجة 2/2.
– 2017: دور المجموعات، فاز الريال مرتين 3/1 و3/2.
وخاض ريال مدريد 91 مباراة ضد الأندية الألمانية بعموم المسابقات الأوروبية ففاز بـ41 وخسر 24 مرة وتعادل في 16 مباراة، وللمصادفة فإن دورتموند هو رابع فريق ألماني يصطدم به الفريق الملكي هذا الموسم بعد يونيون ولايبزيغ وبايرن.
بينما واجه دورتموند الأندية الإسبانية في 38 مباراة ففاز بـ12 منها وتعادل بـ12 مقابل 14 هزيمة، والمواجهة الأخيرة كانت أمام الأتلتي في ربع نهائي النسخة الحالية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن