بقلم:مالك صقور
هل تذكرون( دنشواي)؟ – أقصد هل تذكرون تلك المجزرة الفظيعة، التي قامت فيها قوات الاحتلال البريطانية بشنق عدد من الفلاحين البسطاء، وتعذيب الآخرين أمام الأهالي في تلك المنطقة؟
دنشواي، القرية الصغيرة النائية، دخلت التاريخ لكن بعد مجزرة دموية، يا للأسف، وذلك لبث الرعب والذعر في نفوس المواطنين، ولكي يرعبوا الشعب المصري.. فكل معارض، أو ثائر أو متمرد على قوات الاحتلال البريطانية سيلقى المصير نفسه.. وان كان الجميع يعرف ويتذكر أن هذه الجريمة النكراء، هذه المجزرة الشنيعة قد وقعت عام( 1906)في أعماق الأرض المصرية.. إلا إن الكثيرين لا يعرفون موقف الكاتب الايرلندي الأصل جورج برنارد شو. فما إن سمع برنارد شو بتنفيذ
حكم الإعدام بالفلاحين الفقراء العزل
حتى أقام الدنيا ولم يقعدها على رأس الحكومة البريطانية.. وأعلن حربا شعواء على السلطات البريطانية، وشن حملة إعلامية واسعة النطاق ضد( كروم) المندوب السامي الإنكليزي في مصر،. وضد بريطانيا حكومة، وجيشاً، ولم يهدأ حتى أخرج كروم من مصر، وطالب محاكمته كمجرم حرب.
هذا ما حدث عام 1906م. حينها لم تكن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموع، كما هي حال الإعلام في هذه الأيام.. مع ذلك استطاع الكاتب الساخر برنارد شو فضح الوحشية البريطانية، وجرائم قوات الاحتلال، وقد سجل هذا الكاتب موقفا إنسانيا وأخلاقيا ومشرفنا وارئعا..
********
تذكرت هذه المجزرة عندما بدأ طوفان الأقصى المبارك وحين قامت
قوات الكيان الصهيوني الغاصب المغتصب بأبشع أنواع المجازر الوحشية، الهمجية، البربرية، والتي يصعب وصفها بقتل آلاف الأطفال والنساء والمسنين والمرضى والعجزة.. وهذا ليس جديدا فمازالت مئات المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني منذ عام 1936في دير ياسين وقانا وصبرا وشاتيلا. وغيرها كثير.. مازالت ماثلة وتقبح وجه تاريخ الأمبريالية الأمريكية
وفرنسا وبريطانيا وكل من يدور في فلكهم.
أقول تذكرت موقف برنارد وعندما سمعت ورأيت مواقف بعض وزراء
أوروبا، وشاهدت المظاهرات الحاشدة تطوف في الشوارع رافعة
االاعلام الفلسطينية مطالبة بقطع العلاقات مع”اسرائيل” ومقاطعة بضاعتها، ووقف العدوان..وادانتها،
وفي الوقت نفسه يعلنون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الصابر الصامد البطل المكافح المناضل المجاهدالمقاتل في سبيل أنبل قضية تحرير أرض وشعب..
*******
لقد شكل طوفان الأقصى منعطفا نوعيا، هاما، في مفهوم الصراع
الفلسطيني – الصهيوني.. وفي( تفهم)العالم الجوهر هذا الصراع.
لقد أسقط طوفان الأقصى جميع الرهانات عربيا ودوليا، وبرهن
بالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك،
للواهمين من العرب وغيرهم بأن
العدو الصهيوني لا يريد السلم والسلام.. كما فضح طوفان الأقصى
مواقف العربان..
لقد أيقظ طوفان الأقصى الضمير العالمي والحس الإنساني
للوقوف مع الضحايا، مع الحق.وضد حرب الإبادة. لقد استيقظ الضمير العالمي، وبدأنا نحس بدوره تجاهنا..
فمتى يصحو الضمير العربي؟
يا أحرار العالم شكرا.. شكرا يا شرفاء العالم..
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)