الرئيسية » تحت المجهر » يا عُديّ… سنحمل بندقيّتك وجسدك

يا عُديّ… سنحمل بندقيّتك وجسدك

| يوسف فارس

أنهى عدي التميمي أحد عشر يوماً من المطاردة، بأسلوبه الخاص. «أبو السبع»، كما لقّبه أبناء مخيّم شعفاط حين شاهدوه في عمليّته المصوَّرة الأولى، وصل ليل الأربعاء – الخميس إلى حاجز «معاليه أدوميم» ماشياً على قدمَيه. أشْهر مسدّسه الفردي، وأطلق النار تجاه ثلاثة جنود كانوا يحرسون الحاجز. ردّت ثلاثة مخازن سلاح بإفراغ رصاصاتها باتجاهه. قفز إلى السماء مُحاولاً تلافيها، ثمّ وقع على الأرض. اتّكأ على يديه، وواصل إطلاق النار. اخترقت الرصاصات جسده. بدّل مخزن الذخيرة وسط الأزيز، وواصل إطلاق النار. أغرقوه بصلْية أخرى. هدأ أخيراً الجسد الذي أرهق جيشاً بأكمله، كان قد واصل البحث عنه طوال 264 ساعة من المطاردة. على سبيل المكابرة، هنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، قادة جهاز المخابرات «الشاباك» والجيش والشرطة و«حرس الحدود» على «إنجازهم»، فيما نُشر مقطع مصوَّر للحدث، على سبيل التفاخر بالقوّة.

عدي الشهم، صاحب النخوة والأنفة، عزيز النفس، كان بطلاً في عيوننا طوال حياته

حين نفّذ «عدي الكرار»، كما وصفه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عملية شعفاط في الثامن من تشرين الأول، لم يكن قد أفصح لأحد عن نواياه. يقول أحد أصدقائه: «كان وطنياً، لكنه غير مهتمّ بالسياسة، لم نعهد منه أنه انتمى إلى أيٍّ من الفصائل»، مضيفاً: «قبل أشهر قليلة من العملية، كان يعمل بجدّ لساعات، يحصل على المال، وحين نمازحه بأنه اتّخذ قراره بالزواج، كان يبتسم، من دون أيّ ردّة فعل. اليوم، اتّضح أنه اشترى بذلك المال سلاحه الشخصي، الذي لم يرَه سوى عدوّه». ويتابع الشاب في حديثه إلى «الأخبار»: «عدي الشهم، صاحب النخوة والأنفة، عزيز النفس، كان بطلاً في عيوننا طوال حياته، وجاءت مطاردته ثمّ استشهاده بهذه الطريقة، كي يصبح بطلاً في عيون كلّ أبناء شعبه، بل في عيون أحرار العالم كلّه».
في مسقط رأسه، احتشد الآلاف من المواطنين أمام بيت ذويه، يهتفون باسمه، ويشيدون ببطولته، أمّا في القدس، ومدن الضفة الغربية المحتلّة كافة، فأُعلن الإضراب العام غضباً لاستشهاده، فيما أضحى مقطعا الفيديو اللذان وثّقا عمليتَيه الأولى والثانية، واللذان يلخّصان مسيرة حياته أيضاً، خارطة طريق لعشرات من أشباهه، أعاد ابن القدس تعريف البطل في وجدانهم. سيعود عدي التميمي بلا شكّ، ولكن ليس «مقتولاً في كيس بلاستيكي» كما هدّد قائد «الشاباك» عمّته قبل أيام من استشهاده، إنّما في صورة من سيَحملون سلاحه، ويعلمون أنهم «سيستشهدون عاجلاً أم آجلاً»، كما قال عدي، راسماً معالم تُبشّر بالآتي.

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلفاء كييف يستعدون للأسوأ: «التنازل» عن الأراضي حتمي؟

ريم هاني       لم يعلن أي من الرئيسين، الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أو الروسي فلاديمير بوتين، عن شروطهما التفصيلية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...