ميخائيل عوض
حقائق وحاجات الأزمنة والجغرافية تمكر وتلزم البشر بالاستجابة لضروراتها قسرا وعنوة او يسحقون.
هذا درس / قاعدة/ ومسار حكمي للتاريخ واليات فرض حاجاته على البشر من واي كانوا.
في ٢٠٠٦ اسر جندين إسرائيليين استوجب حرب تموز وغيرت في الاحوال.
عملية طوفان الاقصى التكتيكية والعجائبية فرضت منطق حاجات الأزمنة والجغرافية ولحظة وجوب التحول من الكمي الى النوعي واستدرجت الحرب الجارية والوجودية بالنسبة لإسرائيل وبحسب السيد حسن نصرالله في اطلالاته الاخيرة حرب وجودية ومصيرية ولم تكن قبل الطوفان في حساب احد اللاعبين والمؤثرين وربما تفردت بتوقعها وجزمت بان حدثا سيغير في الاحوال ويؤدي الى العصف في سلسلة مقالات منذ بداية ٢٠٢٣ وحزمت بانها سنة نوعية لن تمر بلا حدث كبير مسرحه غزة والصراع العربي الصهيوني.
محور المقاومة اعد عدته وجهز جنده واكمل استعداداته ووعد السيد حسن نصرالله بالصلاة في الاقصى وبشر بدنو زمن الحرب الكبرى وعرفها بحرب تحرير فلسطين كلها.
الا ان المحور عمل بكل استطاعته لتأجيل موعدها لغاية في نفسه برغم انه يعرف ويقول وصرح بنضج ظروفها وبامتلاك المحور لكل عدتها ولقدرته على تحقيق النصر وبنضج وتوفر كل شروطها وظروفها وبيئاتها.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين…
ما غزي قوم في ديارهم الا ذلوا…
تأخر المحور بالمبادرة وافترض ان الزمن وحاجته طوع يده وقراره على ساعته .
الا ان الحقائق ووجوب المهام وحاجات التاريخ فرضت نفسها عنوة وبلا استئذان فكان طوفان الاقصى لأهداف تكتيكية ففرضت الحرب وقررتها اسرائيل وجودية.
لم يصدق المحور نتنياهو وضل يديرها كجولة ويكرر الاعلانات لا نريد الحرب ولا نسعى اليها وتصرف بدفاعية وجاءت ردوده على الاغتيالات والتجاوزات تكتيكية ومحدودة ودون مستوى الردع.. ولو انه حقا ابلى بلاء حسان واجاد وامن المسرح الاستراتيجي لعصف الحرب وكسبها…وبرغم ما تحقق من انجازات وتأهيل للمسرح فقد منح نتنياهو فرص وبيئات جعلته يتوهم بانه سيد الحرب والمقرر فيها ويده العليا يفعل ما يشاء مادام المحور متهيب ومتردد ودفاعي يقرر خطواته واعماله واسلحته على ما يبادر اليه نتنياهو.
ولم يتنبه المحور وقادته الى ان نتنياهو حازم هجومي متمرد على القوانين والقواعد والتقاليد الناظمة للحروب او للعلاقات بين الدول وبانه يتصرف بما يرغب دون رادع او ضابط وبانه لم يرتهب من التهديدات ولا من المعطيات والوقائع ولم تردعه ازمات اسرائيل واخفاقات جيشها في غزة ولا ارتهب من انكشاف العجز الامريكي والاطلسي في حرب البحار وفي الاشتباك مع ايران.
توفرت لنتنياهو وهو القابض على عنق وروح اسرائيل ما افترضه فرصته لفرض مشروعه اليميني والمتطرف وانجاز وعده بإسرائيل يهودية خالية من اهلها وزادت ثقته مستقويا بالموقف العربي والاسلامي الرسمي وبكمون الحركة الشعبية وبما حققه مما افترضه مكاسب في استهداف الخبراء والقنصلية الايرانية في سورية وتعامل مع الرد الايراني بانه خجول ومتردد ومرتهب وكذا اغتيال العاروري في الضاحية. وفي ادارته للحرب مع المقاومة في لبنان توهم ان يده العليا وبان قدرات اسرائيل لاتحد وبان المقاومة مردوعه ولن تجرؤ على رفع سقف التحدي والاشتباك.
تجرأ على الضاحية واستهدف قائدا كبيرا وبذات الوقت تجرا على ايران واغتال هنية وهو بضيافة القائد الخامنئي وفي حصن حصون الحرس وايران وسبق ان استعرض العضلات في الحديدة وضرب في العراق.
ما اقدم عليه نتنياهو واعلانه مسؤوليته والاعتداد بأفعاله وضعت ايران ومحور المقاومة وحزب الله والمقاومة في لبنان والعراق واليمن امام التحدي وفي زمن العصف والفصل.
فان لم ترد ردا كاسرا ماحقا لاجما فتقدم نفسها ضعيفة عاجزة مرتهبة وتعطي نتنياهو فرصة التصرف بانه منتصر وصاحب اليد العليا وتمنحه نصرا سيطلق يده لارتكاب ما هو اعلى بكثير وما لا يتوقعه احد ولن يرتدع في محاولة اغتيال السيد حسن نصرالله والقائد الخامنئي وقادة محور المقاومة.
نتنياهو رفع سقف التحدي وضرب بالعامود الفقري وتحت الحزام ويستعد لضربات كاسرة ويؤهل مسارحها.
الامر كله ومستقبل الحرب والعرب والاقليم وابعد بكثير بات اليوم بيد محور المقاومة والقرار له اما ان يقبل الصفعة/ الهزيمة وبداية الانكسار المتسارع ليمنح نتنياهو نصرا تاريخيا في غير زمانه ومكانه ولا فرص له في الواقع. او يكون الرد مزلزل ويفتح أوتوستراد تحرير فلسطين من البحر الى النهر وانهاء مذبحة ومأساة غزة ويشطب ما يسميه بالغدة السرطانية اسرائيل.
ان زمن العصف والحسم جار ونقل الزمن من عصر الى عصر طال انتظار وعد السيد حسن نصرالله وهو صاحب الوعد الصادق.
دقت ساعة العصف والحسم ففي الامتحان يكرم المرء او يهان.
(سيرياهوم نيوز ١-الكاتب)