د.ريم حرفوش
لم يعد البحر على مايرام ..
عاتبٌ ضجرٌ .. ربما أكثر ..
يبحث لنا عن مبررات وأعذار ..
ماعدنا نأتيه سويّاً ..
يسحب للأعماق غصّة مشبعة بالقهر ..
في صدفةٍ يخبّئها لؤلؤاً ومرجان ..
هذا الزمن ليس لنا ..
والمكان على اتساعه ..
لا موطئ قدم فيه للاحتواء ..
التقينا في غفوة غفل عنها العمر ..
ووقفنا على حد السيف ..
كل خطوة اقتراب تزيد نزف الجراح ..
والابتعاد لم يترك بنا سالماً وريداً ولا شريان ..
على حافة الهوى في مهب الريح نتأرجح ..
مساحة الفراغ في القلب كالبحر كالسماء ..
كمسافة الفراق ..
يذرف الدمع مع كل تنهيدة ..
ومجرى الدمع لاتعرف لمرارته ..
هل من العين ..
ام في الفم كل هذا المرار ..
شربت من القهوة حدّ الثمالة ..
لك .. لي ..
لعمر مسافر خلف لحظة عناق ..
لطيف .. لوهمٍ وخيال ..
لوطن سرقوه بلا رحمة ..
نندبه بكل ضمير بانتظار القيامة ..
في منتصف الضياع نحن ..
مابين نوم وحلم ..
واقعٌ بين قبول ورفض ..
نعم و لا ..
لا .. نعم ..
رمادية الحياد ..
شجاعة الكفيف وجبن المبصرين ..
في دوامة انتظار الطوفان ..
غارقون بكل استسلام ..
البحر .. وأنا وأنت ..
لسنا على مايرام ..
مابيننا في مدٍّ وجزر ليس له تاريخ انتهاء ..
غير قابل للنسيان ..
دقات القلب لاتهدأ ..
تزداد حباً حتى في الغياب ..
الحب لايموت ..
لكنه كما الوطن ..
يدفننا أحياء ..
حقاً ..
الحب لايموت ..
لكنه كما الوطن ..
كما الحرب ..
كما أنت ..
يدفننا أحياء …
ويبقى …………
(سيرياهوم نيوز-2)