قال محلل عسكري وأمني إسرائيلي، الأربعاء، إن حركة “حماس” الفلسطينية ستستخدم الهدنة التي أعلن عنها فجر الأربعاء، وسيتم تنفيذها خلال 24 ساعة لحشد دعم دولي لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة و”ربما التقاط الأنفاس لتصعيد القتال”.
وكتب يوسي يهوشع في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن رئيس حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار “سيحصل نوعا ما على الشرعية بعد إطلاق سراح 50 أسيراً من بين أكثر من 239، مما يساعده في تأمين وقف كامل لإطلاق النار”.
وفجر الأربعاء، أعلنت الخارجية القطرية التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” بوساطة مشتركة مع مصر والولايات المتحدة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة.
ويشمل الاتفاق، وفق بيان للوزارة، تبادل 50 من الأسرى الإسرائيليين من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الاسرائيلية على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
وأضاف يهوشع : “ستستخدم حماس صور الجثث المدفونة تحت الأنقاض في غزة لحشد الدعم العالمي لمنع إسرائيل من مواصلة الحرب”.
وتابع: “وحتى خلال هذه الأيام الأربعة المتفق عليها من وقف القتال، فإن الزخم الهجومي للجيش الإسرائيلي سوف يتوقف، مما يسمح للسنوار بإعادة تجميع صفوفه وشن هجوم محسّن”.
وأردف يهوشع: “وفي الوقت نفسه، فإن الاتفاق على الوقف المؤقت لنشاط الطائرات بدون طيار لعدة ساعات يوميا في غزة يشكل خطرا على قوات الجيش الإسرائيلي، ويجب على الإسرائيليين أن يشككوا في ما يقوله الجنرالات السابقون والمحللون الآخرون عندما يحاولون الادعاء بوجود حلول بديلة، فالحقيقة بسيطة: لا يوجد شيء”.
وأشار إلى أنه “في الوقت نفسه، ستضطر القوات الموجودة على الأرض، في ذروة جهودها الهجومية، إلى التوقف، وسيتعين على القادة تجنب الرضا عن النفس والتعامل أيضا مع الصعوبة العقلية المتمثلة في العودة إلى القتال الكامل في حالة انتهاء وقف إطلاق النار بعد أربعة أيام”.
وتساءل المحلل العسكري الإسرائيلي: “وماذا ستفعل القوات إذا تعرضت لإطلاق النار؟ أو إذا تم إطلاق الصواريخ من قبل فصائل أخرى في غزة ؟ هل سيكون هناك رد قوي رغم خطورة عودة الأسرى؟”.
وقال: “الصفقة تركز على غزة ولكن ماذا عن الجبهة الشمالية؟ يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار. في الواقع، قد يكون هذا هو الوقت الذي يستغل فيه زعيم حزب الله حسن نصر الله ما قد يعتبره ضعفًا”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود بين الجانبين بوتيرة يومية، قصفا متبادلا ومتقطعا بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و”حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى؛ ما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود.
وأضاف يهوشع: “الجيش الإسرائيلي جيش قوي، والجنود يقومون بعمل ممتاز ومستعدون للدفع بحياتهم لتحقيق أهداف الحرب، بما في ذلك إعادة الأسرى الإسرائيليين إلى الوطن”.
واستدرك: “ولكن في ظل الظروف الحالية فإن إسرائيل قد تضيع فرصة تاريخية لإحداث تغيير جوهري في غزة، سواء من خلال دفع ثمن حياة جنودها أو من خلال تفويت فرصة التوصل إلى صفقة أفضل”.
واعتبر يهوشع أن “الحكومة والقيادة العسكرية ما زالتا تصران على غض أعينهما عن الواقع. في حكومة الحرب وفي هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، لا يوجد حتى صوت واحد يتحدى المفهوم الخاطئ الذي قادنا إلى الكارثة التي نحاول الآن إنقاذ أنفسنا منها”.
وقال: “نفس الحكومة المسؤولة عن أكبر فشل في تاريخ البلاد هي التي تدفع باتجاه الصفقة، التي تقول إنه ليس لديها خيار سوى قبولها حتى لو كان أشخاص مثل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار، وكلاهما رجلان يتمتعان بمكانة جديرة بالثناء، يقفان بشكل كامل وراء الصفقة، فليس من المؤكد أنه يمكن للمرء فصل مسؤوليتهما عن شعورهما المبرر بالذنب”.
وأشار يهوشع إلى أنه “يجدر بنا أن نسأل الجنود في غزة إلى أي مدى خدعنا السنوار منذ خروجه من السجن في عملية إطلاق سراح الأسرى عام 2011 مقابل جلعاد شاليط الذي أسرته حماس لمدة خمس سنوات”.
وقال: “لم يكن الحجم الهائل للمدينة تحت الأرض التي بناها في غزة معروفًا لأي مسؤول في المخابرات الإسرائيلية”.
وأضاف يهوشع : “قبل 7 أكتوبر الماضي لم يدرك أحد أن الاحتجاجات الفلسطينية على حدود غزة كانت بمثابة صرف الانتباه عن الهدف الأكبر، وهو غزو المجتمعات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع والسيطرة عليها”.
واستطرد: “اعتقدنا أن تدفق الأموال القطرية إلى غزة والسماح للعمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل يشير إلى أن حماس أصبحت حركة سياسية، في حين أنها أعدت لنا هزيمة حاسمة. بطريقة ما، لا يكفي أن نتعلم الدرس: الجميع يعزفون نفس النغمة”.
وتابع يهوشع: “وكما اعتبرت حماس الأزمة الداخلية التي تعيشها إسرائيل بشأن التشريع القضائي الذي أصدره نتنياهو فرصة للهجوم، فإنها تستخدم الرهائن لحشد الدعم الشعبي الإسرائيلي للصفقة في حين تستعد لاتخاذ إجراءات مستقبلية”.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفا و128 قتيلا فلسطينيا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلا و3 آلاف و920 امرأة، فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم