تزايدت وتيرة الزيارات إلى متحف درعا الوطني مؤخراً، وأصبحت شبه يومية من طلاب المعاهد الفندقية والسياحية، وكذلك من طلاب مرحلة التعليم الثانوني وتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي.
وأوضح مدير المتحف وائل كيوان لـ”تشرين” أن تلك الزيارات كثرت منذ مطلع العام الدراسي الجاري، وهي ذات طابع علمي ترفيهي، تهدف إلى إطلاع الطلاب على القطع الأثرية المتنوعة، والتي تعود لحقب تاريخية مختلفة وذات طراز معماري تميزت به الأبنية الموجودة في المنطقة والمشيد معظمها من الحجر البازلتي.
وبيّن كيوان أنه لم يتم حتى الآن تفعيل صالات العرض ضمن المتحف، لانتظار إعادة تأهيلها بعد أن كانت تعرضت لأضرار خلال سنوات الحرب، لكن انطلاقاً من الحرص على عرض بعض المقتنيات لإظهار الإرث الحضاري لبلادنا وإتاحة الفرصة لاطلاع الزائرين على القطع الأثرية المهمة التي يقتنيها المتحف، فإنه يتم عرض بعضها ضمن فسحات حديقة المتحف.
ولفت إلى أنه من بين القطع المعروضة أجزاء من أعمدة وتيجان أعمدة و “رانات” حجرية، إضافةً لمعاصر حجرية ومطاحن أو جاروشات حجرية، تعود للفترة الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وهي تمتاز بجمال نقوشها وزخرفتها التي تعبر عن روعة الطراز المعماري الذي يعود لتلك الفترة.
وذكر أن من أهم المعروضات أيضاً المسلة الفرعونية التي تم وضعها أمام مدخل المتحف، حيث إنه ومن خلال موسم التنقيب عام ٢٠٠٧ تم اكتشاف مبنى في غاية الأهمية التاريخية في بلدة الشيخ سعد بالريف الغربي من المحافظة، وهو جزء من المعبد الروماني الذي أقيم تخليداً للصخرة المقدسة التي تعود للنبي أيوب عليه السلام وتم الكشف عليها مؤخراً على عمق ٣٥٠ سم، أي أنها موجودة قبل فترة الفرعون رمسيس الثاني بحوالي ٣٠٠ سنة تقريباً، وذلك إذا صحّت الرواية التي تترجم النص الذي وجد منقوشاً عليها باللغة الهيروغليفية، والتي تشير إلى الفرعون المذكور الذي جاء بعد ظهور النبي أيوب بنحو ٣٠٠ سنة على رأي أغلب المؤرخين العرب.
وأشار أمين المتحف لجهة وصف المسلة إلى أنها بارتفاع ٣١٠سم ومتوسط عرضها حوالي ١٢٥ سم وسماكتها ٦٢ سم، تقريباً، وهي مؤلفة من قطعتين، الأولى بطول ١٣٠ سم ومتوسط عرضها ١١٤ سم وسماكتها ٥٠ سم، عليها بعض النقوش والكتابات الهيروغليفية، لكنها غير واضحة للعيان كثيراً مع صورة للفرعون وعليه تاج الملك وينظر إلى الأمام وإلى اليسار صورة جانبية لشخص مجهول الهوية، وبين الصورتين تظهر الكتابة الهيروغليفية على ثلاثة حقول طولانية، والقطعة الثانية بطول ١٨٠سم ومتوسط عرضها ١٢٥ سم وسماكتها ٦٢ سم، وهي مؤلفة من صخرة واحدة، ويشاهد على الواجهتين الأمامية والخلفية العديد من الأخاديد الممتدة من الأعلى إلى الأسفل، تتخللها الحفر المتنوعة، أما الجانبان (السماكة) فهما مصقولان ونفذا بعناية، و في الأسفل يشاهد “كورنيش” بعرض ١٢ سم وعليه تزيينات طولانية غير واضحة، أما القاعدة التي تستند إلى الأرض، فهي أيضاً مصقولة ومشغولة بعناية.
وأضاف: إن العديد من الشقوق والحفر الطبيعية في كلتا القطعتين تكاد تتمازج مع النقش الفرعوني لتجعله غير واضح للعيان للوهلة الأولى، ولكنها تحتاج إلى الكثير من الصبر والتأني لتتوضح صورتها بشكل جيد.
تجدر الإشارة إلى أن المسلة الفرعونية اشتهرت بها الحضارة الفرعونية القديمة في مصر، وكانت ترمز إلى النور الهابط من السماء، وهي عنصر مهم في عمارة المصريين القدماء الذين كانوا يضعونها في مداخل المعابد كأشياء مقدسة تمثل الخلود.
اخبار سورية الوطن 2_تشرين