عبد الله الشيخ
مع بداية شهر آب من كل عام يبدأ موسم جني محصول الفستق الحلبي في ريف محافظة حماة ولا سيما الشمالي منه الذي ينتج هذه الغلة الزراعية على نطاق واسع حيث تتقاطر السيارات والشاحنات المحملة في سوق مورك للفستق الحلبي الذي يعد السوق الأكبر في سورية لتسويق هذا المحصول.
وفي تصريحات لمراسل سانا قال مختار مدينة مورك عبد الناصر علوش رغم أن إنتاج الفستق لهذا الموسم أقل من نظيره للموسم الماضي غير أن أسعاره جيدة وتمثل تعويضاً مجزياً للمزارعين والمنتجين حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد في السوق حالياً بين 7000 و7500 ليرة سورية حسب جودة ونوعية المحصول.
وأشار إلى أن سوق مورك للفستق الحلبي الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً عن مدينة حماة على أوتوستراد حماة حلب يشهد هذه الأيام حركة كثيفة من حيث توافد السيارات المحملة بالفستق ما يدل على استعادة السوق عافيته ونشاطه المعهود ما قبل الحرب الإرهابية على سورية مبيناً أن السوق يدخله يومياً مئات الأطنان من الفستق التي يجري شحنها إلى مختلف المحافظات.
حسن القاسم مزارع فستق في مورك بين أن عمليات قطاف الفستق بدأت منذ بضعة أيام والإنتاج المبكر يشهد طلباً واسعاً من قبل أصحاب ورشات ومعامل تصنيع الحلويات والبوظة فيما يخصص الإنتاج بعد مرور 15 يوماً للتخزين كمؤونة والتصدير للخارج أيضاً بعد أن يصبح ناضجاً مشيراً إلى أن أشهر أصناف الفستق الحلبي في المنطقة العاشوري وأبو ريحة وناب الجمل.
بسام علوش مزارع فستق حلبي لفت إلى أن أصناف الفستق المحلي تمتاز بنكهة محببة وقيمة غذائية عالية مطالباً بإيجاد السبل الكفيلة بزيادة الإنتاج في وحدة المساحة من خلال مساعدة الفلاحين على تطبيق أساليب الزراعة الحديثة في مجالات الري ومكافحة الآفات الحشرية وتنظيم عملية توزيع الأسمدة على الفلاحين ومنحهم التراخيص اللازمة لحفر الآبار التي تخدم عدة حقول بآن واحد معاً.
عبد المنعم إبراهيم رئيس إرشادية مورك قال إن بلدة مورك تعد من أبرز المناطق المنتجة للفستق الحلبي ليس في محافظة حماة فحسب بل على مستوى سورية وهي كما يصفها أهالي المنطقة بالشجرة الذهبية حيث تستأثر على مساحة وقدرها 50 ألف دونم تحوي أكثر من 800 ألف شجرة.
ولفت إلى أن أشجار الفستق الحلبي في البلدة تعرضت لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية جراء اعتداءات الإرهابيين والآفات الحشرية والمرضية التي اجتاحت الأشجار غير أنها بدأت في السنوات الأخيرة تستعيد عافيتها تدريجياً في ظل عودة الأمان الاهتمام والرعاية والتربية لها من قبل الفلاحين.
وأضاف رئيس إرشادية مورك إن أشجار الفستق الحلبي مزروعة في المنطقة منذ عام 1926 كما أن حمولة الشجرة تصل إلى 150 كغ وتبدأ الشجرة الإنتاج في سن “8 سنوات والإنتاج الاقتصادي في سن 12 سنة” ويستمر إنتاجها قرابة الخمسين عاماً وتمتاز بظاهرة المعاومة أي الإنتاج سنة والتوقف عنه السنة التي بعدها وشجرة الفستق الحلبي لا تحتاج إلى تربة خصبة وهي من الأشجار المعمرة.
وبين رئيس الوحدة الإرشادية أن الفستق الحلبي له أنواع عديدة هي العاشوري أحمر والعاشوري الأبيض والعليمي والبندقي والجلب والزهري وناب الجمل وأبو ريحة مبيناً أن هذه الشجرة تتعرض لعدة أمراض حسب الظروف الجوية ومن أهم هذه الأمراض التبقع الفطري وإصابة البسيلة “الزيات”.
وذكر المهندس جهاد المحمد مدير مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة أن سورية تنتج أكثر من 20 صنفاً من أصناف الفستق يحتل الصنف العاشوري المركز الأول بنسبة 85 بالمئة من المساحة المزروعة يليه صنف العليمي الأحمر بنسبة 5 بالمئة من الأراضي المزروعة ثم الباتوري الأبيض بنسبة 5 بالمئة أيضاً وباقي الأصناف 5 بالمئة والتي تشمل العجمي وناب الجمل والجلب الأحمر والبندقي والعليمي الأبيض وعين التينة والمراوحي واللازوردي والبياضي وأبو ريحة وغيرها.
وبين أن إنتاج سورية من ثمار الفستق الحلبي لهذا الموسم تقدر بنحو 45 ألف طن تستأثر محافظة حماة الحصة الأكبر منها بكمية 25 ألف طن وتصل المساحات المزروعة بأشجار الفستق الحلبي على مستوى سورية إلى 58500 هكتار فيما تستحوذ الأراضي المزروعة بهذه الشجرة في محافظة حماة على 20 ألف هكتار وفي محافظة إدلب 10476 هكتاراً.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا