هناء الدويري :
الرسائل الإنسانية في قداستها تتمثّل وتتشبّه بالرسالات السماوية ، وليست الأمومة والأمومة التربوية إلّا نسغاً تتزيّن به خريطة الوطن ، وكبرت مساحاته مع دم كلّ شهيد أعلنت زغاريد الأم فيها أن فلذة كبدها منذورة للوطن ، ربّته حامياً للعرض ، متيّقظاً ذا عزيمة وإصرار …
والأم تربوية أكملت النهج والمسيرة ودفعت به نحو لحظة الحقيقة الفاصلة التي أدرك فيها أنه من رجالات الوطن الشامخ ، جاهزيته عالية وأداؤه متقن لمواجهة أيّ خطر ، ودفع عجلة الحياة السوريّة نحو الأمام …
في عيدي الأم والمعلّم السوري باقات زهور لاتكفي ولا آيات عرفانٍ تفي بما زيّنتم به العقول والأرواح الطاهرة ، منارات الأمل للأبناء والأجيال القادمة في إخلاصكم لعملكم وأدائكم الذي تجاوز العملية التربوية فكان منكم الشهيد والجريح نبراساً يهتدي به التلامذة ويتعلمون بوسائل توضيحية كنتم فيها أنتم التجربة والمثال والأمثولة العميقة الراسخة في الأذهان والعقول …
والأمهات البديلات اللاتي أخذن على عاتقهن إكمال المسيرة بتربية الأبناء الذين تركهم الآباء على أمل العيش في وطن آمن وبين أيادٍ أمينة تحنو على أطفالهم حنّوّ وطن ، وتنشئهم على محبته وتقديس ترابه الذي ارتوى بدماء آبائهم ليزهر عطاء مستمراً يحمل راية إعماره الجيل الجديد بكلّ طاقاته …
تحمّلنا سنيناً من الإرهاب والحرب ، وآن الآوان لنقلب الصفحة، فرسالتنا وصلت بوضوح ماذا تعني سورية في محور الكون وللكبير والصغير ، للعامل والفلاح ، للأمّ والمدرّس ، للآباء والأبناء ، وللشعب والقيادة ، سورية عصيّة على كلّ أشكال الاستعمار والصهيونية والقوى الامبريالية العالمية والجبناء والخونة في كلّ مكان …
الشعب السوري بكلماته وأفعاله وأبجديته القابعة فيه عبر الزمان الميقن بإنسانيته وحضارته ، والمؤمن بوجوده وأرضه وقراره ومشروعه الإصلاحي وإعمار الوطن .. سينتصر على كلّ جرائم الإنسانية بحقّه ، ويقدّم للعالم رسالة سورية في الانتصار واستمرار الحياة …
كلّ عام والوطن مُعافى بأبنائه الذين ينشدون وجه الشمس وإشراقة الكون رغم الغيوم
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة