غانم محمد
لن يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب.. التخفيض في سعر بعض أنواع المشتقات النفطية لم يصنّفه أحد تحت بند (الإنجازات الحكومية)، لأن آثار (الجلد السابق) مازالت عالقة على (جلدنا)، ولأن بضعة آلاف سنوفرها في (تعباية بنزين) سندفعها بـ 1 كغ من الثوم مثلاً!
حياة متقلبة لا ضابط لها، ولا سياسة مرسومة تؤطرها، كل من امتلك بضعة (دولارات) مثلاً يتحكّم بسعر الصرف، وتترتب على ذلك أسعار لا تعرف إلا التحليق.. من الثوم إلى الدواء!
ينخفض سعر البيض لساعات، فتهبّ أسعاره وكل (أقربائه) بعد ساعات، حتى فاكهة الصيف، وهي إنتاج ساحلنا الجميل في معظمها، أصبحت عدو منتجها، ووحده (الجبس) بقي وفياً لـ (الدراويش) خلال العقد الأخير (الصعب جداً) من حياتنا!
المتّة… مشروب (المعترين) كما يصفونها، أصبحت حلماً صعب المنال في بيئة فرضت عليها العادة استهلاكاً كبيراً لهذه السلعة، وعندما تسأل أي سمّان لماذا هذا السعر المرتفع، يقول لك إنه يشتريها بـ (السعر الحر)!
الدخان الوطني الذي يقطع أنفاسنا، ارتفعت أسعاره هو الآخر، ما جرّ معه أيضاً سعر الدخان (العربي)، وأيضاً الأجنبي!
الكهرباء، عادت إلى (نصف ساعة) خلال الأيام القليلة الماضية، مع التذكير بارتفاع أسعارها عدة أضعاف!
قطع الإنترنت خلال امتحانات الشهادتين، بالتزامن مع الحراك الانتخابي لمجلس الشعب، وما يستلزمه ذلك خلق مشكلة لدى كثيرين من نوع خاص…
حتى المرشحين لمجلس الشعب، تصلهم على هواتفهم بـ (الإكراه) دعاية انتخابية لمنافسين لهم، ودون أي احترام من قبل الاتصالات لخصوصية كلّ منا، المهم أن يقبضوا ثمن الدعاية، وكأن حوالي خمسين ليرة لكل دقيقة لا تكفيهم!
باختصار، المواطن حلقة ضعيفة جداً في كلّ الحسابات، ويضعف حضوره مع استمرار عجزه الاقتصادي، ولن يمتلك شخصيته من جديد إلا إذا اكتفى مادياً، فحينها سيطلب الجميع ودّه!
(موقع سيرياهوم نيوز-1)