تتركز محاور مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب بنسخته السادسة للعام ٢.٢٤ حول المعلومات والاتصالات والأنظمة الذكية ومحور البيئة والطاقة والتنمية الاجتماعية والثقافية والبناء والتشييد والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا النانوية، وقد افتتح المؤتمر اليوم تحت عنوان “الباحثون السوريون في الوطن والمغترب.. نحو اقتصاد وطني قائم على المعرفة”، ويستمر على مدى ثلاثة أيام.
المؤتمر تقيمه الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين والجامعة الافتراضية السورية والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا لدى مركز الدراسات والبحوث العلمية.
البحث العلمي وبناء الاقتصاد
معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتورة فاديا ديب بينت أهمية المؤتمر، وهو مناسبة هامة لمناقشة دور البحث العلمي والتطوير والابتكار في بناء اقتصاد وطني مستدام، فالاستثمار في مجالات البحث العلمي يعد خياراً استراتيجياً لتجاوز مختلف الصعوبات التي تعترض خطط التنمية، والبحث العلمي التطبيقي القائم على الاحتياجات الوطنية يعد أداة حيوية استراتيجية للنهوض بالقطاعات المختلفة، ويسهم بتمكين الشباب ودعم المشروعات الوطنية ويلعب دورا بنقل وتوطين المعلومات والتكنولوجيا والمعرفة وبناء جسور التعاون بين علماء سورية في الداخل والخارج.
وأشارت إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أولى اهتماماتها تطوير وتشجيع وتحديث الأبحاث ودعم الباحثين الشباب، واليوم في عصر التقانات والذكاء الصنعي يظهر جلياً أن السباق الحضاري يعتمد على المشاركة العالمية الفعالة وهو يقوم على ما تنتجه الشعوب من ثقافة وتكنولوجيا وما يرتبط بها من نمو اقتصادي واجتماعي، ورؤية الوزارة اليوم تركز على دعم البحث العلمي والابتكار والتي تعد ضرورية لبناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة وقادر على المنافسة على الصعد العالمية، متمنية النجاح للمؤتمر وأن يكون بجلساته ومواضيعه فرصة لتبادل الخبرات بين الباحثين وتحفيز روح الابتكار والتطوير وتعزيز التعاون بين الباحثين المشاركين.
خلق فرص استثمارية
مدير الهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور مجد الجمالي أكد أنه تم تقديم ٢٢٠ ورقة بحثية، وهي بحوث قيّمة، وكان عدد المحاضرات ٢٠ محاضرة، وتم اختيار ١١٥ بحثاً منها، مع البوسترات، موزعين على ٦٠ من المحاضرات، والباقي من البوسترات، كما بلغ عدد الباحثين ٢٣ باحثاً.
وأضاف أنه كان هناك جهود كبيرة في تقييم أوراق البحوث وذلك نتيجة الجودة العالية فيها، إذ تم الاختيار وفق استمارة تقييم رصينة، تحمل معايير الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع والقيمة التطبيقية، لافتاً إلى أن هناك ٢٣ باحثاً مغترباً، يشارك منهم خمسة فقط الذين استطاعوا القدوم إلى سورية، والآخرون سيقدمون محاضراتهم بشكل افتراضي، إضافة إلى مشاركات محلية قيّمة جداً.
كما أوضح أنه للسنة السادسة على التوالي تستمر وبجهود الهيئة والجهات المعنية وجهود الشركاء المحليين الاستمرار بعرض الأبحاث ومحاكمتها، والعمل لتطبيق الأمثل منها الذي يلبي الحاجة، موضحاً أن الجديد في هذا العام وجود محور للتنمية الاجتماعية والثقافية، وهناك باحث من الولايات المتحدة الأمريكية سيشارك بمبادرة لتطوير الكوادر الصحية بالاستفادة من الطاقة الافتراضية.
فالأطباء كانوا يأتون لإقامة فعاليات أو للمشاركة بعمليات جراحية، أما اليوم فتم عبر هذه المبادرة الاستفادة من الأطباء السوريين في الخارج في تطوير الخدمة الصحية داخل سورية، وهذه ثمرة كبيرة لمؤتمر الباحثين السوريين.
مكتب وطني لنقل التكنولوجيا
وأشار الدكتور الجمالي إلى أن بعض البحوث التي تم دعمها وضعت فعلاً قيد الاستثمار، وهي ستوفر كتلة مالية كبيرة في الأماكن التي استثمرت بها سواء كانت بالصناعة أم بالطاقة، ومازال عدد كبير من البحوث التي تم دعمها لم تنجز بعد، وهناك بحوث لم تخدم الاقتصاد بشكل مباشر، منوهاً بأن المعرفة هي سبيل للخلاص لسورية خاصة أن مقدراتنا من الموارد الطبيعية ضعفت كثيراً نتيجة لكثير من الأسباب، ناهيك عن الحرب الظالمة، لذا هناك مصدر آخر للاقتصاد وهو المعرفة، وإذا استثمرناها بشكل صحيح نعتقد أن الاقتصاد ممكن أن نمده بالكثير، معرجاً على أن التشاركية مع الوزارات الأخرى باتت جيدة بعد إحداث دوائر للبحث العلمي والتطوير بالوزارات.
ولفت إلى أنه تم إحداث المكتب الوطني لنقل التكنولوجيا في الهيئة العليا للبحث العلمي، وهذه المنظومة تعمل على التنسيق لاعتماد المخرجات البحثية، أي البحوث، وتقييمها من حيث القيمة التطبيقية والجدوى الاقتصادية، بالإضافة إلى محاولة خلق فرصة استثمارية من خلالها.
استثمار البحوث
رئيس الجامعة الافتراضية السورية الدكتور خليل عجمي بين أن الجامعة مع الشركاء في المؤتمر منذ أربع دورات، ويكتسب أهمية كبيرة، فهو يعنى بربط الباحثين المغتربين مع الباحثين في داخل سورية لتعميق مواضيع البحث العلمي وإيجاد مشاريع مشتركة واستثمار الطاقة الكامنة الموجودة خارج سورية في بلاد الاغتراب في سبيل رفع الاقتصاد الوطني والبحث العلمي، واليوم هناك جهود تقوم بها الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع جميع الجامعات في سورية العامة والخاصة للتمكن من إيجاد الآليات لاستثمار البحوث مثل مكاتب نقل تكنولوجيا والجهات المسؤولة عن توظيف التكنولوجيا، والمراكز الموجودة داخل الوزارات فاليوم هناك خطوات لبناء البيئة التمكينية والتشريعية اللازمة لاستثمار هذه البحوث ضمن الوزارات.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة