| ريانة بسام اسماعيل
بدأ مزارعو الزيتون في محافظة طرطوس منذ أيام عدة مرحلة القطاف وهي مرحلة جني الخيرات، خاصة وأن الزيتون هذا العام في سنة حمل والإنتاج مضاعف ، والموسمُ مبشرٌ بالخير الكثير، وذلك بسبب عوامل كثيرة منها الطقس والعناية بالأرض ، علّه يعوضهم عن الموسم الماضي ؛ باعتباره الأسوأ حيث كان صادماً للمزارعين بسبب ضعف الانتاج.
موسم جيد ولكن مكلف!
وفي لقاءاتنا مع بعض المزارعين من مناطق مختلفة في ريف طرطوس أخبرونا عن استعدادهم لهذا الموسم ، وبعض المشكلات والعوائق التي واجهتهم فيه ، و أكدوا لنا في سياق الحديث أن الإنتاج هذا العام ممتاز من حيث الكمية بشكل عام على معظم المناطق وهذا الحمل الكبير على الشجرة سينعكس سلباً على جودةالانتاج؛ حيث سيكون الزيت أقل جودة من المعتاد وهذا شيء يعرفونه من المواسم السابقة على حسب قولهم ، كما واجهتهم بعض الآفات الوبائية منها مرض تبقع عين الطاووس الذي يتسبب بتشوه الورق وسقوطه وضعف الشجرة، و ذبابة الثمار التي تضع بيوضها على الثمار وتسبب تساقطها ، وبالتالي تسبب هذه الآفات تدني الإنتاج وجودة الزيت علما أنها ليست خطرة ؛ إذا التزم المزارع بالرش الوقائي بالتنسيق مع الوحدة الارشادية ، وأشار البعض لارتفاع تكلفة الأدوية المستخدمة في معالجة الأشجار.
كما أكد المزارعون على مشكلة تأمين اليد العاملة بأجور مقبولة واعتبرها البعض مرتفعة جداً فقد تصل الأجور لـنحو 35 الف يومياً قائلين “لا نستطيع الاستعانة بعمّال”.
أما بالنسبة لسعر الزيت:
يرى المزارع أن سعر تنكة الزيت مقارنة بكلفة قطافها وعصرها ونقلها والعناية بها مقبولاً ، وبالاجابة عن سؤالنا ” في حال انخفاض سعر الزيت هذا العام هل ستقومون بتخفيض السعر ؟ ”
أجاب أحد المزارعين: ” ممكن بيع كمية منه حسب سعر السوق بسعر يكافئ الكلفة و كمية تباع بسعر جيد على مدار العام” أما الرأي الآخر فأكد على ضرورة الربح بسبب تكلفة الموسم.
وعن مساعدات المديرية قالوا: ” لم نر دعماً حقيقياً ، في حال قمنا بزيارة الوحدة الإرشادية يقدمون لنا التوجيهات ، ويوجد مخصصات سماد قليلة جداً للزيتون ولكن سعره مرتفع”.
وطالب المزارعون بدعم السماد وتخفيض سعره وأكد أحدهم أنه لم يتمكن من التسميد.
حوار مع رئيس شعبة الزيتون
توجهنا لمديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في طرطوس ونقلنا لهم شكوى المزارعين ، وطرحنا بعض الأسئلة حسب المعلومات الواردة إلينا… فأجابنا رئيس شعبة الزيتون المهندس محمد عبد اللطيف وهكذا كان الحوار :
* ماذا فعلت مديريتكم للحفاظ على موسم هذا العام من الأمراض وغيرها؟
** أجاب:قامت مديرية الزراعة بحملة مكافحة ربيعية لمكافحة فطر تبقع عين الطاووس بدأت من أول آذار وحتى ٣١ أيار قدمت خلالها المرشات والجرارات والمحروقات مجاناً للمزارعين وفي الأول من حزيران بدأت بتقديم المحاليل الغذائية هيدروليزات البروتين وبيوفوسفات الأمونيوم مجاناً للمزارعين لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون.
* لكن الكثير من الفلاحين ينتقدون دور الزراعة ووحداتها الارشادية ويقولون إنكم بعيدون عن تقديم أي دعم للفلاحين ..ماردكم؟
**تقوم مديرية الزراعة بأيام حقلية وندوات إرشادية وتقوم بدعوة المزارعين لحضور بيانات عملية خاصة بشجرة الزيتون وتدريبهم على التقليم وطريقة إعداد وتعليق المصائد الغذائية واستبدال المحاليل الغذائية وكيفية التخلص منها، وتقديم أقلام التطعيم لصنفي السكري والعيروني مجاناً للمزارعين باعتبار هما صنفين متحملين لمرض فطر تبقع عين الطاووس.
*ما أهم العوامل التي أدت للإنتاج الجيد هذا الموسم ؟وكيف يمكن التخلص من ظاهرة المعاومة؟
**الظروف المناخية التي سادت المنطقة من ساعات برودة وهطولات مطرية أدت إلى هذا الموسم الجيد، يتم تقليص ظاهرة المعاومة بتقديم عمليات الخدمة من تقليم بالدرجة الأولى والتسميد والري التكميلي.
*البعض لايتقيد بمواعيد القطاف وطريقة القطاف ، وبعض المعاصر لاتلتزم بالتعليمات المعطاة إليها من حيث مياه الجفت وأجور العصر والعبوات، مادوركم في ضبط عملها ؟
**بالنسبة لمواعيد القطاف حددت وزارة الزراعة الأول من تشرين الأول موعداً للبدء بجني ثمار الزيتون، وننصح الأخوة المزارعين بعدم استخدام العصا في جني الثمار لما له من أثر سلبي على الشجرة وعلى الثمار وعلى جودة الزيت ، وتقوم اللجنة الفرعية المكلفة لمراقبة عمل المعاصر بمراقبة التقيد بالتسعيرة وطريقة ترحيل ماء الجفت.
*يقول بعض المزارعين أنهم من خلال خبرتهم بالزيتون ستكون جودة زيت الزيتون لهذا العام أقل بسبب الحمل الكبير على الشجرة هل هذا حقيقة لها أساس علمي أم لا؟
**جودة الزيت ستكون جيدة ولكن كمية الزيت العائد قد تكون أقل بسبب زيادة الحمل.
*مزارعو الزيتون يشكون من عدم وجود أي دعم لهذه الزراعة فالسماد غير متوفّر واذا توفّر بكميات قليلة تكون أسعاره مرتفعة جداً وهكذا بالنسبة لبقية مستلزمات الإنتاج لماذا برأيكم؟
**فيما يتعلق بموضوع الأسمدة يتم توزيع السماد حسب الكميات المتاحة لدى المصارف الزراعية والأولوية للقمح.
*ماهي مقترحاتكم لدعم هذه الزراعة وزيادة إنتاجها ؟
**ننصح الأخوة المزارعين بتقديم عمليات الخدمة من تقليم وحراثات وإزالة الأعشاب من بساتين الزيتون ، والتوسع بشق الطرق الزراعية لما له من أهمية كبيرة في تحسين خدمة بساتين الزيتون وسرعة بإطفاء الحرائق إن حدثت في هذه البساتين.
*يلاحظ(والكلام للمحررة) أن بعض الفقرات ضمن الأسئلة لم تتم الإجابة عليها
إنتاج طرطوس لهذا العام
حسب مديرية الزراعة بطرطوس فإن المساحة المزروعة بالزيتون في محافظة طرطوس تبلغ ٧٥ هكتار وعدد الأشجار الكلي ١١ مليون والمثمر منها ١٠ مليون وتقديرات إنتاجها من الزيتون لهذا الموسم بلغ ١٥٦ ألف طن من ثمار الزيتون، وإنتاج الزيت منها حوالي ٢٥ ألف طن.
وأكدت إحصائيات مكتب الزيتون في وزارة الزراعة أن تقديرات انتاج الزيتون لهذا الموسم وصل إلى 820 ألف طن في سورية، أي تقريباً زيادة بنسبة 30 بالمئة عن العام الماضي، كما أشارت الى ان نسبة أشجار الزيتون 65 بالمئة من الأشجار المثمرة في البلاد وهي الأكبر من حيث المساحة المزروعة.
نتمنى لكم موسماً مباركاً وهنيئاً
(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع18-10-2022)