خالد زنكلو
تتصاعد وتيرة الأحداث الميدانية في أرياف دير الزور، وخصوصاً الريف الشرقي حيث قاعدتا الاحتلال الأميركي غير الشرعيتين في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز واللتان تتعرضان لقصف متكرر في الأيام الأخيرة، ما جعل جنود الاحتلال في حال من الخوف والهلع.
ومن جهة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الولايات المتحدة، يصر مقاتلو العشائر العربية بريف دير الزور على الوقوف بالمرصاد لمسلحي الميليشيات كي يحصروهم ويقضوا عليهم حيث يجدونهم، بعدما باتوا يكمنون لهم في كل مرصد.
وقالت مصادر عشائرية في ريف دير الزور الشرقي لـ«الوطن»: إن حدة استهداف قوات العشائر لمسلحي «قسد»، إثر اتخاذ قرار بمواصلة استمرار انتفاضتهم ضد الميليشيات بعد إخفاق مفاوضات «التهدئة»، تزامنت مع ارتفاع منسوب التصعيد ضد الاحتلال الأميركي في قواعده غير الشرعية، وخاصة في قاعدة العمر التي تقع في متناول مقاتلي العشائر لقربها من مناطق القتال، على حين تقع قاعدة كونيكو في مرمى مسلحين من داخل العراق.
وأفادت المصادر لـ«الوطن» أن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت زخماً واضحاً في استهداف قوات العشائر لـ«قسد» في ريف الدير الزور، حيث قصف مقاتلوها أمس بقذائف «آر بي حي» نقاطاً عسكرية للميليشيات في بلدة الجرذي، وقتل أحدهم وأصيب ٣ آخرين في نقطة الموح في البلدة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي.
وبينت المصادر أن مقاتلي العشائر دكوا أمس حواجز ونقاطاً عسكرية لـ«قسد» بقذائف الهاون في بلدتي وحوايج وغرانيج شرقي دير الزور واشتبكوا معهم بالرشاشات الثقيلة، ما اضطرهم إلى طلب النجدة التي وصلتهم عن طريق رتل عسكري قدم من شمال المحافظة.
وأشارت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي «قسد» لدى استهداف أبناء العشائر سيارة عسكرية لهم في غرانيج أول من أمس، بالتوازي مع شن هجوم على حاجز مدرسة السواقة الذي أنشأته الميليشيات قرب الإسكان العسكري في بلدة ذيبان شرقي دير الزور، وتسبب ذلك باستنفار مسلحي «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي في قاعدة «العمر» لقرب مناطق الاشتباك من مساكن جنود الاحتلال داخل الحقل، كما استهدف مقاتلو العشائر نقطة عسكرية لـ«قسد» قرب محطة مياه مدينة الشحيل، من دون التأكد من وقوع قتلى أو جرحى في صفوف الميليشيا.
وعلى الرغم من تحوط قوات الاحتلال الأميركي داخل «العمر» و«كونيكو»، عبر زيادة عدد وعتاد «قسد» في محيط الحقلين تحسباً من هجمات باتجاههما، واستقدام الاحتلال تعزيزات جديدة الجمعة إلى الثاني، إلا أن ذلك لم يحل دون شن هجمات على الحقلين بالصواريخ الموجهة نشرت الذعر والرعب في نفوس جنود الاحتلال.
وذكرت مصادر محلية في ريف دير الزور الشرقي أن انفجارات ضخمة سمعت داخل قاعدة حقل العمر، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية للاحتلال الأميركي في البلاد، ورجحت سبب الانفجار بوقوع صاروخ فوق القاعدة الأميركية، بدليل استنفار قوات الاحتلال وتحليق الطيران الحربي والمروحي فوقها مع سماع صوت سيارات إسعاف هرعت إلى القاعدة.
ولفتت المصادر لـ«الوطن» إلى أن انفجار أمس داخل «العمر»، هو الثالث منذ الخميس الماضي، إذ دوى انفجاران أول من أمس وقبله في محيط القاعدة وداخلها يرجح أنهما ناتجان عن صواريخ موجهة، وأعقب ذلك أصوات اشتباكات برشاشات ثقيلة، وذلك بالتزامن مع قيام قوات الاحتلال الأميركي بتدريبات عسكرية يوم الجمعة الماضي بالتعاون مع «قسد» لصد أي هجمات باتجاه القاعدة الأميركية التي غدت عبئاً على الاحتلال الأميركي، الذي يتكتم على الخسائر البشرية في صفوف جنوده، في المنطقة.
المصادر ذكرت أن مجهولين استهدفوا الخميس خط الغاز في حقل كونيكو، ببادية أبو خشب شمال شرق دير الزور، ما تسبب باستنفار قوات الاحتلال الأميركي داخل قاعدة الحقل، حيث حلقت الطائرات المروحية فترة طويلة في سماء المنطقة وتوجه رتل عسكري للاحتلال من الحسكة إلى القاعدة وعلى متنه مدافع وآليات عسكرية ومواد لوجستية.
كما استهدفت طائرات مسيّرة مجهولة المصدر الخميس الفائت قاعدة التنف الأميركية عند مثلث الحدود السورية مع العراق والأردن ضمن المنطقة التي تسمى «الـ٥٥ كم»، ورجحت تمكن إحدى الطائرات المسيّرة من قصف القاعدة الأميركية ووقوع خسائر بشرية وعسكرية داخلها.
وكانت قوات الاحتلال الأميركي، نشرت الأربعاء الماضي أنظمة رادار في قاعدتي «العمر» و«كونيكو» ونشرت نظام صواريخ مرتبط بالرادار في القاعدتين لحماية قواتها والرد على أي هجوم قد تتعرض له.
سيرياهوم نيوز1-الوطن