د.جورج جبور
لم اقابل الأباتي ضو كثيراً.
لم تكن لي معه جلسة ثنائية طويلة او قصيرة.
هوزميل مؤتمرات عدة ساهمنا فيها معاً. مدعوين.
مؤتمرات بدا لي دائما وكأنها تفرعات من وطنية الدولة السورية او من المواطنية السورية او من مباديء العروبة الحضارية
او من اسلام محمد عبده او خالد محمد خالد.
استمعت اليه مرات . بدا لي ما يقوله متطابقاً مع ما يسود في تلك المؤتمرات، مصوغاً بقالب من التعابير الجزلة دينيا.، تعابير تحاكي في جزالتها ما تأتي به من تعابير كلمات شيوخ السنة والشيعة والتفرعات.
يميزه ثوبه الديني وتميزه رقة الرهبان، رقة حازمة إذا تطلب الأمر كما عند الرهبان في كل دين ..ولم يكن أولا في بابه.
اسمعه، فمن خلال كلماته أسمع المؤمنين في مريمية دمشق يهتفون:
*” نريد بطريركاً يتكلم لغتنا”.*
أقرأه فأجد في كلماته افتتاحية العدد الأول من مجلة
*” المشرق “*
, بقلم الاب شيخو اليسوعي:
” ثمة حاجة إلى مستشرقين شرقيين”. يتحدث عن فلسطين فاستمع الى المطران حريكة يخاطب محمد علي علوبة باشا في مؤتمر بلودان البرلماني عام 1937 مؤيداً ثورة فلسطين الكبرى . تختلط عندي كتاباته مع عظات بطريرك القدس المطران عطا الله حنا.
أستعيد صورته في الذهن فترتسم صورة مطران القدس الذي ولد في حلب الشهباء.
لم يكن أولا في بابه ولن يكون الاخير.
احيي كل من كتب عنه من زملاء عرفوه. أتذكر ان دمشق احتفت ذات يوم بمطران لبناني عرفت عنه مواقف كتلك التي اعتدناها من الاب زحلاوي. أتساءل عما إذا كان الاباتي ضو سيحضر في عظات ايامنا المقدسة هذه. غادرنا في موسم مبارك الى مكان راحة لا حزن فيه ولا تنهد، *رقد الى جوار الابرار والقديسين. فليكن ذكره مؤبدا.*
*مساء الاربعاء 16 نيسان 2025.*
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)