مؤلف الكتاب (روبرت كيوساكي) هو مستثمر ورجل أعمال، ومن أشهر من تحدثوا في مجال التنمية البشرية، ويعد كتابه هذا أكثر الكتب انتشارًا ومبيعًا بحسب المحللين في مجال الأعمال التجارية، بالإضافة لعمله كمحلل مالي في العديد من الصحف والمجلات المالية، ولد المؤلف بجزيرة هاواي في عام 1947م، وكان عاشقًا للتحديات ويحلم بتأسيس شركة خاصةً له، وبالفعل حقق حلمه فهو المؤسس لشركة “Rich Dad” المتخصصة في التعليم المالي، ولاحقًا مارس التجارة في العديد من المجالات كاستيراد حافظات من نوع معين وبيعها في جزيرة هاواي، ثم انتقل لبيع الفانيلات القطنية التي رُسمت عليها فرق غنائية، ولكن الأمر تطور معه ليصبح محاضرًا في سبل النجاح وتعليم التجارة إلى أن تقاعد، ولكنه لم يكتف بالتقاعد ليعود إلى العمل من جديد مؤسسًا شركة للألعاب الورقية يعلم من خلالها التجارة وسماها تقنيات التدفق النقدي، وفي هذه المرحلة من حياته بدأ بالتأليف فكتب أشهر كتبه “الأب الغني والأب الفقير” الذي حقق نجاحًا كبيرًا في مجال الأعمال التجارية والمال
وبقي كيوساكي أحد أهم رجال الأعمال في أمريكا، فشارك في العديد من المؤتمرات العالمية في مجال التجارة والأموال، فقد ركز في مشاركاته ومؤلفاته التي وصل عددها 26 مؤلفًا على تحقيق الثروة، وله مساهمات هامة تمثلت بمجموعة من الحكم والأقوال.
الأب الغني والأب الفقير يعد هذا الكتاب لمؤلفه روبرت كيوساكي من الكتب الهامة التي عالجت وقدمت المعلومات التي لا يقدمها الآباء الفقراء لأبنائهم لأنها هي المعلومات التي يقدمها الآباء الأثرياء لأبنائهم، إذ إن المرجح أن أصول الكاتب تعود لليابان بالرغم من أنه ولد في جزيرة هاواي كما ذكرنا آنفًا، إذ قارن كتابه بين حياة الفقراء والأغنياء، واتبع أسلوب التعجب في طرح الأفكار، بالإضافة لكم كبير من المعلومات، وقدم العديد من الأفكار التي اعتبرها نصائح والتي من أهمها: أن كل الأثرياء هدفهم من العمل ليس المال، وكل الفقراء بيتعدون عن المغامرات التي هي أساس النجاح، وأن الفقراء يحفزون أبناءهم للحصول على الوظائف التي وصفها الكتاب بمتاهة الفأر، وأخيرًا وضح الكتاب تعريفًا للفقير الذي اعتبره ممن ينفق أكثر مما يحصل على المال.
ملخص الكتاب
يتحدث الكتاب عن أهمية الاستقلال المالي وكيفية بناء الثروات، وذلك من خلال توضيح آليات الاستثمار وامتلاك الأصول، بالاضافة لأهم طرق البدء بالمشاريع التجارية، والملفت في الكتاب أسلوب كيوساكي في طرح القضايا على هيئة حكايات ترمز لمدلول هذه القضايا والتي في أصلها أحداث حقيقية مرت في حياته، وفيما يأتي أهم ما جاء في الكتاب من فصول وهي كالآتي:
تحدث كيوساكي في الفصل الأول من الكتاب عن طفولته، إذ كان فيه أب فقير وأب ثري، فوالده الحقيقي هو الفقير الذي يعمل أستاذًا جامعيًا، والثاني والد صديقه الثري رجل الأعمال المتدني في تعليمه، فكان الطفل الذي هو الكاتب يسمع لنصائح والده ووالد صديقه ويقارن، فوالده كان ناصحًا بالوظيفة الثابتة التي تؤمن الحدّ الأدنى من الفقر والخوف منه، في حين الأب الغني يعلمه كيفية نماء المال وتحقيق الثروة. تحدث كيوساكي في الفصل الثاني من الكتاب عن فهم المخاطرة وارتباطها بالثروة، فبعض الأبناء يتعلموا السعي للحصول على وظيفة جيدة كي تتماشى رواتبهم مع نفقاتهم المتزايدة التي يعتبرها الكاتب مخاطرة تُرتكب في حياة هؤلاء، والتي عبر عنها بالبحث عن الخيارات الآمنة، وفيها من ضياع الفرص الهامة في حياتهم، فقد يكتشفوا هذا الخطأ كما يعتبره الكاتب ولكن بعد فوات الآوان، إذ يشير الكاتب في نهاية الفصل أن الفقراء يسعون للحصول على المال، في حين أن المال يسعى لأجل الأثرياء.
تحدث كيوساكي في الفصل الثالث من الكتاب عن الثقافة المالية، فأشار فيه إلى أن المهم هو مقدار المال الذي تُسيره لكي يعمل لأجلك وليس مقدار ما تجنيه في حياتك، فاعتبر طبقة الموظفين ممن يعانون ليس بسبب عدم الحصول على المال، ولكن لأنهم ينفقون ما يحصلوا عليه من مال. تحدث كيوساكي في الفصل الرابع عن التفكير والاهتمام بالعمل، إذ اعتبر أن ثمة فرق بين الوظيفة والعمل، فكان يسأل الموظفين عن عملهم فأجاب أحدهم أنا أعمل في بنك، فقال له كيوساكي هل تمتلك البنك، وفي ذلك إشارة إلى تجربة الكاتب الشخصية حيث كان يبيع ماكينات تصوير بالإضافة لوظيفته، وحين تنامت تجارته واستثمر أمواله ترك وظيفته وركز في عمله.
وتحدث كيوساكي في الفصل الخامس عن تاريخ الضرائب ونفوذ الشركات، فقال فيه أن الفرق بين الأثرياء والفقراء (الموظفون) فيما يتعلق بالضرائب يكمن بأن الأثرياء يحصلون على المال وينفقوه بحسب مزاجهم ثم يسددون الضرائب، في حين أن الموظفين يحصلون على المال ويسددون الضرائب ثم ينفقون بقية مالهم.
ثم تحدث كيوساكي في الفصل السادس عن المال، وأن الأثرياء هم من اخترع المال، وسماه بالذكاء المالي الذي يوفر أكثر من فرصة والتي يجب استغلالها عندما تأتي، وهو ما قصده الكاتب بالذكاء المالي. تحدث كيوساكي في الفصل السابع عن دروس العمل والتوظيف من أجل التعلم وليس من أجل المال، إذ يشير الكاتب إلى ضرورة تنمية العقل ومعرفة القليل عن جميع الأشياء، فمن لا يتقن البيع والتسويق فلا مبرر لقلة ماله، فيلخص الكاتب هذا الفصل بالعمل من أجل التعلم، فهو من سيجلب المال وليس من أجل المال نفسه.
و تحدث كيوساكي في الفصل الثامن عن كيفية التغلب عن معيقات النجاح، وذلك بالتغلب على الخوف من الخسارة والتشاؤم، والكسل، والعادات السيئة والتغلب على الغرور. تحدث كيوساكي في الفصل التاسع عن عشر خطوات من شأنها تنمية الذكاء المالي والحصول على الثروة، مشيرًا لأهمية قوة الروح والإيمان، وقوة الاختيار، وقوة العلاقة بالحرص على اختيار الاصدقاء، وغيرها الكثير.
تحدث كيوساكي في الفصل العاشر والأخير مخاطبًا الناس وردود أفعالهم حول كتابه، وما هي الحلول التي ستساعدهم في الرقي بحياتهم. أهم قواعد الاستثمار التي عالجها الكتاب ذكر الكتاب في فصله الثالث قواعد الاستثمار الأساسية التي ينصح بالبدء في تعلمها من سن صغيرة بدلًا من ضياع الوقت والوصول إليها بعد فوات الأوان، وهي كالآتي:نوعية الدخل: وهو إما أن يكون دخلًا مكتسبًا من مهنة أو وظيفة، والذي يصعب من خلاله تحقيق الثروة كون الإنسان بطبيعته يتأقلم في نفقاته مع هذا الدخل، أو دخل استثماري من خلال المحافظ الاستثمارية، وأخيرًا الدخل السلبي الذي يحصل فيه الشخص المال من خلال بيع العقارات وغيرها. استثمار الدخل: وفيه يتحول الدخل المكتسب لدخل سلبي أو محافظ استثمارية، وفي هذا الاستثمار يتحول الراتب لزيادة الأصول. المستثمر هو الأصل: أي أنه يمتلك التعليم والخبرة بالإضافة للسيولة ويقيم مخاطر استثماره. الاستعداد للمخاطر: أي للأحداث المستقبلية مهما كانت، فيوجد الكثير ممن ندموا على الفرص التي لم يقتنصوها في شراء عقارات كانت بالآلاف الدنانير واليوم أصبحت بالملايين. محاول الحصول على المال: بمعنى أنه لو لم يكن لديك المال المطلوب لاغتنام فرصة ما، فابحث عنه من خلال الآخرين. تقييم المخاطر والعوائد: وفيها يجب أن يلم المستثمر بالعلاقة الطردية ما بين المخاطر والعوائد، والقدرة على تأمين الحد الأدنى من الأموال للعيش دون تأثير ذلك على الاستثمار.
(سيرياهوم نيوز3-حياتك26-3-2022)