د.مكرم عبيد
بعصف ذهني ومساهمة ذكاء الفضاء الإلكتروني وانطلاقاً مما نشرناه في المقال السابق حول المزايا التي تمتعت بها سوريا على مر التاريخ ، يمكن وضع المقترح التالي لمشروع ميثاق وطني :
انطلاقًا من الدور التاريخي والحضاري الذي اضطلعت به سوريا على مر العصور ، وإيمانًا بحق شعبها في وطنٍ موحّدٍ وآمنٍ وكريم، وإدراكًا لمسؤولية الأجيال الحاضرة والمقبلة في صون هذا الإرث الإنساني، نطرح ( كمقترح ) نحن السوريين – مواطنين وسلطات – المبادئ التالية لخطة متكاملة ووضع برامج تنفيذية ومدد زمنية :
1. صون التراث والآثار: حماية المواقع التاريخية والحضارية، ومنع التعدي عليها أو تهريبها، وجعلها جزءًا حيًا من التنمية الثقافية والسياحية المستدامة.
2. ترسيخ دولة المواطنة: بناء نظام سياسي عادل قائم على دستور ينبثق عن حوار وطني شامل متأني وعميق النقاشات يحقق المساواة الكاملة بين المواطنين، دون أي تمييز ويحقق الممارسة الديموقراطية والتشاركية ، بما يعيد لسوريا دورها الجامع لكل أبنائها.
3. إعادة إعمار المدن بروحها الأصيلة: إعادة بناء دمشق وسائر المدن على نحو يحافظ على طابعها التاريخي وهويتها العمرانية والثقافية.
4. النهوض بالتعليم والثقافة: الاستثمار في مؤسسات التعليم والبحث العلمي، وتطوير البنية الثقافية، لتبقى سوريا منارةً للعلم والمعرفة كما كانت مهدًا للأبجدية.
5. تعزيز التكامل العربي: كونها “عروس العروبة” يستلزم سياسات توازن بين الوطنية السورية والانفتاح على مشروع جامع قائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لا الشعارات .
6. استعادة الدور الحضاري الإقليمي والدولي: تحويل شعار “قلب العروبة النابض” إلى مبادرات عملية في مجالات الثقافة والاقتصاد والدبلوماسية، بعيدًا عن الأيديولوجيات الضيقة.
7. تدويل الهوية الحضارية السورية: إبراز إرث سوريا باعتباره جزءًا من التراث الإنساني المشترك، عبر السياحة الثقافية، المتاحف الرقمية، وبرامج التبادل الأكاديمي والثقافي.
8. تكريس التعايش الديني والروحي: حماية المقدسات وضمان حرية المعتقد، وصون القيم الروحية والأخلاقية التي حملتها رسالات الأنبياء .
9. بناء اقتصاد وطني منتج ومستدام: اعتماد سياسات تنموية ترتكز على الزراعة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا، بما يجعل سوريا ركيزة اقتصادية مزدهرة في محيطها الإقليمي.
10. حماية البيئة والرموز الطبيعية: اعتماد سياسات بيئية شاملة تضمن نقاء الهواء والمياه وخضرة الأرض، مع إعادة إحياء رموز الجمال السوري وفي مقدمتها الياسمين الدمشقي.
🔹 هذه النقاط العشر لمشروع ميثاق وطني يمثل التزامًا وطنيًا وأخلاقيًا باستعادة سوريا مكانتها كجسر حضاري وإنساني، وكمنارة للتنوع والتعايش، وبوابة لمستقبل مزدهر يليق بشعبها ويخدم الإنسانية جمعاء
(أخبار سوريا الوطن 2-الكاتب)