آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » 1000 طالبة إيرانيّة أُصيبت بالتسمّم “المُتعمّد” ورائحة كريهة انتشرت.. هل جرى استهداف المدارس بالغازات الكيماويّة السامّة وما الهدف: إعادة التحريض على إيران أم توريطها باتهام الانتقام؟.. “التسميم الجماعي” الغامض بدأ من مدينة “قم” الدينيّة وانتشر فمن يقف خلفه وماذا عن التحقيقات؟

1000 طالبة إيرانيّة أُصيبت بالتسمّم “المُتعمّد” ورائحة كريهة انتشرت.. هل جرى استهداف المدارس بالغازات الكيماويّة السامّة وما الهدف: إعادة التحريض على إيران أم توريطها باتهام الانتقام؟.. “التسميم الجماعي” الغامض بدأ من مدينة “قم” الدينيّة وانتشر فمن يقف خلفه وماذا عن التحقيقات؟

تبحث السّلطات الإيرانيّة (شكّلت لجنة تحقيق خاصّة) عن الجهة التي تقف خلف ظاهرة “التسمّم الجماعي” التي أصابت طالبات مدارس، وتعتقد السلطات بأن الحادثة ليست مُصادفة، بل اعتقادها يذهب لاستهداف الطالبات عمدًا، ولكن يبقى السؤال من هي الجهة التي تقف خلف حالات التسمّم الغريبة هذه، وما هي أهدافها الحقيقيّة من إثارة الهلع والخوف بين الإيرانيين وفي مدارسهم “الآمنة”، وهل تمّ مُهاجمة المدارس عن طريق رش غازات سامّة وكيماويّة مجهولة في الفصول الدراسيّة، فالطالبات تحدّثوا بالفعل عن اشتمامهن “شيئاً غريباً جدًّا” وكريه الرائحة للغاية، وسط تقديرات من وزارة الصحّة الإيرانيّة بأن المادّة السامّة تتكوّن بشكل خاص من غاز النيتروجين N2 .

الأهالي باتوا يخشون إرسال بناتهم إلى المدارس، بل طالبوا بتحويل التعليم عن بُعد، ما يعني مُحاولة خلق حالة جديدة من تحريض الإيرانيين ضدّ حُكومتهم أو جر الأغلبيّة الصامتة إلى الاحتجاجات ضدها، والتي يُراد لها (الحكومة) أن تظهر بأنها عاجزة عن حماية تعليم الفتيات، كامتداد لحالة التحريض ضد الحكومة الإيرانيّة، وقمعها المُفترض لتظاهرات اعتراضيّة على فرض الحجاب على النساء داخل الجمهوريّة الإسلاميّة، وبعد حادثة مقتل مهسا أميني الجدليّة.

معرفة الجهة التي تقف خلف هذا السّم الغامض، مع تكرار حالات التسمّم ووصولها لعدد من المُدن الإيرانيّة، ليس فقط هو هدف السّلطات الحالي، بل يُضاف إلى ذلك أهميّة تقديم تفسيرات حول كيفيّة إنتاج هذا السّم، وما هو الهدف الحقيقي من نشره في المدارس، الثابث في كُل هذا، بأن إثارة القضيّة نجح في إحداث تفاعل، وجدل، وأزمة تحوّلت إلى يوميّة، تنشغل بها وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجاً على تسميم الطالبات في إيران.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمر وزير داخليّته بفتح تحقيقٍ عاجل لمعرفة “السبب الجذري”، وأمر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بتشكيل فرق من لجان البرلمان للتحقيق بقضيّة تسميم الطالبات، فيما عقد البرلمان اجتماعاً طارئاً للتحقيق، ويبدو هُنا أن السّلطات الإيرانيّة بأعلى مسؤولي الدولة فيها، تُريد إظهار كامل الاهتمام، وتجنّب اتهامات التقصير، وتضع القضيّة على رأس أولوياتها.

ووفقاً لوسائل إعلام محليّة إيرانيّة فقد وصل عدد المُصابات بالتسمّم إلى 1000 طالبة وخلال 3 أشهر الماضية، ما يعني أن العدد بازدياد، ويطرح تساؤلات ومخاوف حول تطوّره لجائحة أو حرب بيولوجيّة تخرج فيها الأمور عن سيطرة السلطات الصحيّة، والاستثمار الخارجي في أزمة التسمّم باتجاه توجيه الاتهامات للسلطات الإيرانيّة واتهامها بالتورّط في تسميم طالباتها، انتقاماً من بعضهن لخروجهن في مُظاهرات ضد فرض الحجاب.

سيناريو تورّط السلطات الإيرانيّة يبقى أحد السيناريوهات التي أقدمت عليها المُعارضة الإيرانيّة ولكن دون تقديم دليل ملموس، كما أن السّلطات الإيرانيّة لن تُقدم على توريط نفسها بتسميم طلاب جيل المُستقبل، وأساساً لم تتسبّب حالات التسمّم بوفاة أيّ طالبة إيرانيّة مُصابة، وجرى نقلهن إلى المستشفى بعد أعراض مشاكل في التنفّس، وغثيان، ودوار، وإرهاق، ولم تحتاج التلميذات إلى علاج قوي كما قال وزير الصحة الإيراني يونس بناهي، الذي يرى بأن بعض الناس يُريدون إغلاق جميع المدارس، وخاصّةً مدارس البنات.

وبواقع أن إيران مُستهدفة من دول الغرب، و”إسرائيل”، لا يستبعد بعض الإيرانيّون بوقوف جهة خارجيّة خلف ظاهرة التسمّم، وضمن حرب بيولوجيّة تستهدف بلادهم، ولكن يرى آخرون أن جهات مُتطرّفة في إيران ترفض تعليم الفتيات، لعلّها قد تكون خلف حالات التسمّم، خاصّةً أن المواد الكيماويّة المُستخدمة فيها ليست عسكريّة، ومُتاحة للجمهور، وفي حالة خلق حالة هلع في مدارس الفتيات، وعدم إكمال المدرسة يعني أن التعليم الجامعي لن يجري إكماله وبات حُلماً.

الجدير ذكره بأن مدينة قم ذات المكانة الدينيّة الشيعيّة البارزة، كانت بؤرة عمليّات التسميم الجماعي (18 تلميذة)، لكنّ التسمّم وقع أيضاً ووصل إلى 8 مدن إيرانيّة، هذا أمر يطرح تساؤلات، ولكنه ينفي من وجهة نظر ثالثة علاقة بعض المُتطرّفين الرافضين لتعليم الفتيات في قم تحديدًا في التسمّم، فالحالات لم تقتصر على مدينة قم، ووصلت إلى جميع أنحاء إيران.

ومع دخول ظاهرة التسمّم دائرة التكهّنات، وعدم تقديم السلطات الإيرانيّة الأسباب، أو الجناة، أو اعتقال مُشتبهين حتى كتابة هذه السّطور، انتقدت البرلمانيّة السابقة والناشطة فاطمة راكعي التأخير في التحقيق، وقالت بأن مثل هذه القضايا لا تتحمّل التأخير أبدًا، ومُحذّرةً من كوارث اجتماعيّة وأمنيّة أكثر خُطورةً.

ويبدو أن الحكومة الإيرانيّة عاجزة حتى الآن عن إيقاف هجمات التسمّم، ويبدو أن روايتها المُتناقضة حول أسبابها وضعها في مرمى انتقادات كبار رجال الدين، والمُشرّعين، والسياسيين، ودفع رجل الدين الطباطبائي البروجردي بانتقاد تصريحاتها المُتناقضة التي برأيه تزيد من عدم ثقة الناس في المؤسسة، ولكن في المُقابل يلفت خُبراء كيماويّون بأنه من الصّعب على السّلطات الإيرانيّة العُثور على المادّة المُسبّبة للتسمّم لسرعة تحلّلها، والحاجة إلى فحصها فور تعرّض المُصاب لها، وفي حالات التفشّي العام لأيّ مرضٍ غامض، لا يصل المُحقّقون عادةً إلى الأسباب الطبيّة الحقيقيّة المُسبّبة له.

بعض التقارير تحدّثت عن إصابة تلاميذ ذكور أيضاً، ومُدرّسين، وفي حال ازدياد عددهم، الأمر الذي يعني بأن المسألة أكبر من استهداف الفتيات من قبل الرافضين لتعليمهن.

السّلطات الإيرانيّة بكُل الأحوال إذًا، مُطالبة بتقديم رواية رسميّة تُجيب على كُل التساؤلات الشعبيّة، وتبديد المخاوف عند مُواطنيها، وهي تُدرك ذلك وتعيه، وهي في صراع مع الزمن لإنهاء التحقيقات، وتقديم المُتورّطين للعدالة، ومعرفة “السبب الجذري” كما طالب الرئيس الإيراني، قبل أن يجد خُصومها ثغراتهم، وقد وجدوا بشكل مُسبق أساساً، فالبيت الأبيض عبّر عن قلقه من حالات التسمّم، بل سارع لمُطالبة طهران: “بأن العالم يحتاج لأن يعرف السّبب”.

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قيادي بحركة “حماس”: لا صفقة تبادل مع إسرائيل دون وقف الحرب على غزة وهناك اتصالات لتحريك المفاوضات ونتنياهو العقبة

قال القيادي في حركة “حماس”، خليل الحية، إن اتصالات تجري حاليا لتحريك ملف المفاوضات، مؤكدا أن الحركة تبدي مرونة تجاه ذلك، وأنه لا صفقة تبادل ...