محمد أحمد خبازي
ما يزال داء اللاشمانيا معنَّداً بحماة والإصابة به إلى ازدياد في معظم المدن والأرياف التي تعاني أزمات في الإصحاح البيئي وواقع خدمي سيِّئ، نتيجة تقصير العديد من الوحدات الإدارية بتحقيق شروط النظافة العامة.
وأكد مدير مركز مكافحة اللاشمانيا بحماة الدكتور باسل إبراهيم لـ«الوطن»، أن عدد إصابات اللاشمانيا في محافظة حماة حتى نهاية شهر تشرين الأول الماضي، بلغ 14642 منها 512 إصابة وافدة من خارج المحافظة، في حين كان إجمالي عدد الإصابات خلال العام الماضي 2022 نحو 13528 إصابة، أي بزيادة مقدارها نحو 1114 إصابة بحصيلة غير نهائية، لأنها لا تضم عدد الإصابات في شهري تشرين الثاني الحالي، والمحتملة في كانون الأول المقبل.
وعزا ذلك إلى عدم تحقيق شروط الإصحاح البيئي في معظم بؤر انتشار المرض، لضعف إمكانات الوحدات الإدارية ونقص عمال التنظيفات والمعدات والآليات.
وأوضح إبراهيم أن مركز مكافحة اللاشمانيا بحماة، يقدم الخدمات التشخيصية والعلاجية المتنوعة لجميع المرضى مجاناً، إضافة للخدمات التوعوية والتثقيفية عن المرض، حيث ينفذ الفريق الجوال بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر جولات علاجية وتثقيفية إلى 33 من القرى والأحياء البعيدة، وحيث لا مراكز صحية.
ولفت إلى أن عدد الجلسات العلاجية المقدمة من الفريق الجوال بلغ حتى نهاية تشرين الأول 12195 جلسة، منوهاً بأنه يتم تقدمة الخدمات العلاجية الموضعية في 64 مركزاً صحياً منتشرة في جميع أرجاء المحافظة بهدف تسهيل وصول المرضى إلى العلاج واستمراريته لأن الشفاء قد يحتاج من 6 – 8 جلسات متتالية من دون انقطاع.
وأشار إبراهيم إلى أنه وضمن خطة العلاج يتم توزيع ناموسية مشبعة بالمبيد الحشري لكل مريض، والعلاج العضلي يستخدم لكسر حلقة سريان المرض والحد من انتشاره.
وأوضح أنه ضمن خطة التدريب المستمر وجودة العلاج وسهولته والحرص على الاستمرارية، أقامت مديرية الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة اللاشمانيا بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر 3 ورشات تدريبية لكل الكوادر الصحية العاملة في برنامج اللاشمانيا في المناطق الصحية الأولى والثانية وفي السقيلبية ومصياف ومحردة وصوران، إضافة للأطباء المقيمين اختصاص جلدية في المشفى الوطني بحماة.
وحول العلاج بمادة الآزوت السائل وفنيات استخدام جهاز الآزوت والاستطبابات المتنوعة ذكر إبراهيم أنه ضمن مذكرة التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر تم تزويد برنامج اللاشمانيا بحماة بـ3 خزانات آزوت سعة 30 ليتراً و23 جهازاً بخاخاً، وقد وزعت على المناطق والمراكز الصحية حسب الأكثر حاجة.
وتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تنفيذ حملة رش لمكافحة نواقل مرض اللاشمانيا «الذباب الرملي» في الأماكن الأكثر إصابة بالمرض، حيث شملت طوق مدينة حماة وبعض الأماكن في الريف القريب ٬ وبعض قرى مناطق مصياف وسلمية والسقيلبية ومحردة.
وقال: من المفيد ذكر أن اللاشمانيا مرض بيئي بامتياز، استوطن في محافظة حماة منذ سنوات طويلة، وتعد بعض الأماكن في المحافظة بؤرة تقليدية للمرض، وشهدت المحافظة نتيجة الأزمة والدمار والحرب، ونزوح السكان ودمار المراكز الصحية، وخروج بعضها عن الخدمة، وتسرب الكوادر الصحية المدربة، وسوء الوضع البيئي عامة ونقص بالخدمات، ارتفاعاً بأعداد الإصابات، وظهور إصابات اللاشمانيا في مناطق جديدة لم تكن موجودة فيها سابقاً.
وأضاف: نؤكد أهمية الاستمرار بالجلسات العلاجية حتى الشفاء التام، ومراجعة أقرب مركز صحي عند ظهور اندفاع جلدي وعدم التأخر أو اللجوء للطب الشعبي أو الانقطاع عن العلاج لأنه يفاقم المرض ويؤخر الشفاء.
سيرياهوم نيوز1-الوطن