محمود الصالح
كشف وزير التربية محمد عامر مارديني عن مشاركة نحو 150 ألف طالب وطالبة من طلاب الشهادة الثانوية العامة بفروعها في الدورة التدريبية التي أجرتها الوزارة أمس وتستمر هذا اليوم للامتحانات المؤتمتة.
وبين وزير التربية في تصريح خاص لــ«الوطن» أنه خلال الجولة التي قام بها أمس على عدد من المراكز والاستماع للطلاب لم يسمع أي ملاحظة سلبية على جوهر الأسئلة المؤتمتة، وتحدث البعض من الطلاب عن المدة الزمنية للامتحان.
وأضاف مارديني: إن جوهر هذه الدورة التدريبية هو التعرف على نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف وتجاوزها في الامتحانات العامة، لأن مركز القياس والتقويم بما يضمه من نخبة المختصين في المناهج في سورية سيقوم بتحليل نتائج هذه الدورة التدريبية بكل تفاصيلها، ويتم الأخذ بجميع الملاحظات.
وأشار وزير التربية إلى أنه لا يوجد أي سؤال من خارج المنهاج مطلقاً، والذي يدعي وجود سؤال من هذا القبيل عليه أن يثبت ذلك.
وفيما يتعلق بتوزع الأسئلة بين مارديني أن هناك 25 بالمئة من الأسئلة للتذكر و50 بالمئة للتحليل، و25 بالمئة للتميز والإبداع، وهذه النسب ستدرس من جديد بعد هذه الدورة التدريبية وتعتمد معايير جديدة تتناغم مع نتائج هذه الدورة.
وطمأن وزير التربية الطلاب بأن أي سؤال سيكون عليه إجماع بأنه شكل أي إربكاك للطلاب سيتم حذفه من السلم وتوزيع علامته على باقي الأسئلة.
«الوطن» رصدت مجريات هذه العملية الامتحانية وانطباعات الطلاب والمدرسين عن مجريات اليوم الأول، في مدرسة المتفوقين في القنيطرة حيث قالت تالا طالبة ثالث ثانوي علمي: أسئلة الرياضيات كانت صعبة، والنماذج التي وزعت في قاعات الامتحان لا تشبه النموذج الذي عممته وزارة التربية منذ فترة حين أعلنت عن اعتماد هذه الطريقة في الامتحان، وكذلك الطلاب المتفوقون معنا في الصف لم يتمكنوا من الإجابة على جميع الأسئلة خلال الفترة الزمنية المطلوبة، والبعض من الطلاب عند خروجنا من الامتحان أكدوا وجود أخطاء في الأسئلة، لأن أغلب الطلاب عند اقتراب انتهاء الوقت أصبحوا يختارون الإجابات بشكل عشوائي لعدم تمكنهم من الحل.
وفي مدينة دمشق قال مصطفى طالب ثانوي علمي: الأسئلة هي ذاتها التي كانت في الدورات السابقة، والمتغير فقط خيارات الإجابة، حيث يحتاج الطالب إلى حل الخطوات كاملة ويقارن بين نتيجة الإجابة التي وصل إليها والإجابات المطروحة في ورقة الأسئلة، وهذا يحتاج إلى وقت يساوي الوقت السابق للأسئلة، ويرى مصطفى أنه لم يجد أي مشكلة في عملية أتمتة الأسئلة لأنها سهلة وتدرب عليها خلال الفترة الماضية، لكن المشكلة أن هذا النوع من الامتحان يحتاج إلى أسئلة تناسب الأتمتة لتحقق الغاية منها.
وفي محافظة حلب ذكر الطالب محمد أن التوتر الذي ساد قاعة الامتحان بسبب التخوف من طريقة الأتمتة أدى إلى تأخر الطلاب بالإجابة خلال الزمن المحدد، إضافة إلى أن كثرة الاستفسارات من الطلاب للمراقبين أضاعت جزءاً مهماً من الوقت، لذلك يجب أن يكون الوقت لا يقل عن أربع ساعات على الأقل خلال الدورتين القادمتين، حتى تستقر هذه العملية.
عدد من الطلاب ممن يتابعون دراستهم إضافة إلى المدارس في عدد من المعاهد الخاصة أكدوا أن عدداً من المدرسين طلبوا منهم المشاركة في هذه الامتحانات وعدم الاهتمام بالإجابة لأنها غير مؤثرة عليهم، لكن بهدف الضغط على وزارة التربية للتراجع عن الأسئلة المؤتمتة.
وكذلك علمنا خلال متابعتنا أمس لمجريات العملية الامتحانية أن هناك حملة يقودها عدد من المدرسين في المعاهد الخاصة والمدرسين الخصوصيين لجلب الطلاب إليهم عنوانها أن هؤلاء المدرسين لديهم الأسئلة الصحيحة والتي ستكون هي في الامتحان النهائي، وكذلك انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك أسئلة من خارج المنهاج، وهذا ما نفاه أغلب الطلاب والمدرسين ممن استطلعنا آراءهم حول أتمتة الأسئلة.
مدير تربية الرقة فراس العلو بين أن عدد المتقدمين لاختبارات الأتمتة وصل إلى 600 طالب وطالبة من الفرعين الأدبي والعلمي، وكانت الأسئلة واضحة، ووزعت الأوراق ضمن الوقت المحدد، ولاحظنا رضا وقبولاً لدى الطلاب خصوصاً أنها ليست المرة الأولى، حيث كان سبر الترشح للشهادات منذ ثلاث سنوات مؤتمتاً ومادة الجغرافيا كانت في العام الماضي مؤتمتة، ومن أبرز الملاحظات التي سمعناها خلال جولتنا على قاعات الامتحان هي قلة الزمن وطلب عدد من الطلاب أن يكون الزمن أطول أو يتم تقليل عدد الأسئلة، ولم نسمع أي ملاحظات على نوعية الأسئلة، وتم توزيع أربعة نماذج في كل قاعة امتحانية، وضمت القاعة 20 طالباً.
مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج قال: تقدم أمس 22600 طالب وطالبة من الثالث الثانوي بفروعه العلمي والأدبي والشرعي وكانت المادة للعلمي رياضيات والفلسفة للأدبي، ومن خلال جولتنا أمس على عدد من المدارس شعرنا بارتياح الطلاب في العملية الامتحانية، وهناك تقبل واضح للطلاب لطريقة الأسئلة المؤتمتة، وكانت الأسئلة شاملة لكل الوحدات الدرسية، وتراعي الفروق الفردية، وهذه الامتحانات هي محطة لتقييم المنهاج والمدرسين والطلاب، ولم نسمع شكوى عن الزمن المخصص للامتحان، وتم تطبيق النظام الامتحاني بكل دقة بشكل يحاكي الامتحانات النهائية تماماً، حيث يجلس كل طالب في مقعد، وهناك تعدد في نماذج الأسئلة في كل قاعة صفية.
مدير التربية في دمشق سليمان يونس قال: من خلال متابعة النموذج المؤتمت لمادتي الرياضيات والفلسفة كانت أغلب الآراء بالنسبة للطلاب بالتعامل مع الورقة الامتحانية جيدة وخاصة أن مادة الرياضيات يظهر فيها التفوق أو الضعف وقدرات الطلاب وهذا الأسلوب أعطى راحة كبيرة للطلاب وخاصة أن تعدد النماذج خفف من اعتماد الطالب على الغير ومنحه فرصة التفكير بالحل، وبلغ عدد المتقدمين لهذا الامتحان المؤتمت 13 ألف طالب وطالبة من جميع الفروع.
سيرياهوم نيوز1-الوطن