| طرطوس:هيثم يحيى محمد
من يصدّق أن منظمة عريقة وكبيرة كمنظمة اتحاد الفلاحين في بلدنا تفشل بتشغيل معصرة تملكها في محافظة طرطوس رغم أن انتاج هذا الموسم وفير جداً وحقق اعلى رقم انتاجي في المحافظة منذ نحو العشرين عاما أي أن مزارعي الزيتون يبحثون بالسراج والفتيلة عن معصرة هنا واخرى هناك لعصر محصولهم حتى لايترك لأيام وأيام بلا عصر بسبب الازدحام الشديد الذي تشهده كافة المعاصر على ساحة المحافظة..
وفي تفاصيل القصة ( الفضيحة ) نقول ان اتحاد الفلاحين بطرطوس يملك معصرة زيت زيتون في بلدة رأس الخشوفة التي تعتبر عاصمة الزيتون والواقعة على طريق طرطوس صافيتا.. ولأسباب مختلفة -يجب التدقيق فيها – قام المكتب التنفيذي السابق للاتحاد بالتعاقد على استثمار هذه المعصرة من قبل قطاع خاص بعد ان كان يشغّلها بكادره .. وفي عقد الاستثمار تم تحديد مدة استثمارها بخمس سنوات تنتهي في بداية تشرين اول من هذا العام ومع مجيء هذا التاريخ فوجئ مزارعو الزيتون في المنطقة ان المعصرة لم تفتح ولم تستقبل الانتاج وعندما سألوا مستغربين تبين لهم أن مدة العقد مع المستثمر انتهت وان اتحاد الفلاحين لم يقم باتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بتشغيلها من قبله كما كان الوضع عليه سابقا او باستثمارها بعقد جديد قبل انتهاء مدة العقد السابق بفترة كافية مما طرح العديد من التساؤلات حول أسباب ذلك وخلفياته سيما وان الجميع يعرف حجم انتاج هذا الموسم ويعرف أن العقد ينتهي في بدايته ويعرف مدى المنفعة المادية والمعنوية التي كان سيحققها الاتحاد فيما لو اشتغلت هذه المعصرة في الموسم الحالي
*رئيس الاتحاد السابق يبرر
(الوطن)تابعت هذه القضية وسألت مضر اسعد رئيس اتحاد طرطوس السابق عن عقد استثمارها الذي ابرم 2017 من قبله وعن سبب تحديد نهايته في بداية قطاف الزيتون وعصره فأجاب بالقول:
تم تنظيم العقد في مثل هذا التاريخ من عام 2017 علماً اننا باشرنا بالإجراءات لاستثمار المعصرة او اعلانها قبل شهرين او ثلاثة حيث كانت ظروف البلد والمراسلات والتواصل مع الاتحاد العام صعبة اذ كانت هناك اتحادات مغلقة واعضاء مكاتب تنفيذية غير قادرين للوصول الى مكاتبهم فتأخرت الاجراءات قليلا وبعد ان جاءتنا الموافقة على العقد من الاتحاد العام سلمنا المعصرة كاملة وجاهزة للعمل في بداية عمل موسم 2017 واشتغلت كامل الموسم وكانت مدة العقد خمس سنوات تنتهي هذه الفترة
وكان المفروض بالزملاء في المكتب التنفيذي الحالي لاتحاد طرطوس ان يعلنوها قبل شهرين او ثلاثة لان مدة العقد ونهايته معروفة .. اما الذي حصل حاليا فلا أعرف عنه أي شيء فالمكتب الحالي هو من يتحمل مسؤولية عمله ..
وأضاف اسعد:عندما طرحنا المعصرة للاستثمار للاسف كان انقطاع التيار الكهربائي مستمراً وكانت تحتاج لمجموعة توليد على الديزل استطاعة 150 ك.ف.ا وكانت موازنة الاتحاد لا تسمح بشراء المجموعة ولا بشراء مجموعة باستطاعة اقل منها حتى .. لذلك قمنا بالاستثمار وكانت تحتاج ايضاً إلى بعض الصيانة ولم تكن إمكاناتنا كاتحاد تسمح في ذلك الوقت .. وعندما استثمرناها كان إيرادها للاتحاد بحدود المليون وثمانمائة الف سنويا بينما تم استثمارها بخمسة ملايين سنويا وهذا رقم مميز في ذلك التاريخ.
*رئيس الاتحاد الحالي يرد
توجهنا لمحمد حسين رئيس اتحاد فلاحي طرطوس الحالي وقلنا له: وردنا من بعض مزارعي الزيتون في منطقة صافيتا ان المعصرة العائدة لكم متوقفة عن العمل رغم ضخامة موسم انتاج الزيتون لهذا العام.. ولدى السؤال تبين أن العقد الذي كان مبرماً بين الاتحاد وبين أحد المستثمرين انتهى في بداية تشرين الاول الذي هو بداية موسم العصر..
وبما اننا في(الوطن)نقوم باعداد مادة صحفية عن هذه القضية نرجو موافاتنا باجوبتكم على الاسئلة التالية:
*طالما ان عقد الاستثمار ينتهي في وقت معروف مسبقاً في العقد.. ماهي الخطوات التي قمتم بها لاجراء عقد استثمار جديد قبل انتهاء العقد الحالي وهل هناك عقبات منعتكم من ذلك؟.. وما هي؟ ومن يتحمل مسؤولية فوات المنفعة من استثمار المعصرة هذا الموسم والتي تقدر قيمتها بنحو ١٥٠ مليون ليرة كما أكد لنا البعض في ضوء السعر السري الذي وضع من قبلكم للمزاد؟ وهل تتوقعون ابرام عقد جديد واستثمار المعصرة قبل انتهاء الموسم الحالي أم أنه يستحيل ذلك ؟ وماهي ملاحظاتكم على العقد السابق ومقترحاتكم لاستثمار المعصرة افضل استثمار وبما يعود بعائد مادي جيد للاتحاد اضافة لخدمة الفلاحين الذين يعصرون ثمارهم فيها كونها عائدة لاتحادهم؟
رئيس الاتحاد الحالي رد على التساؤلات أعلاه بالقول:
ان عقد الاستثمار ينتهي في الخامس عشر من تشرين اول 2022 وقمنا باجراء مزاد علني برقم سري كما ذكرتم ولم يحقق اي مستثمر الرقم السري وتم اجراء مزاد علني ثان كذلك لم يتحقق الرقم السري ثم ارسلنا لجنة الاستلام المشكلة إلى المعصرة لاستلامها من المستثمر فوجدنا نواقص كثيرة لم نكن على علم بها ومنها : (لايوجد مولدة خاصة بالمعصرة _ الديكانتر معطل -جرن الزيتون غير مركب وفيه اهتراء كبير -حراق العرجوم غير صالح -حراق المازوت غير موجود) وهناك أشياء كثيرة غير موجودة فرفضت اللجنة الاستلام من المستثمر قبل التأكد من جاهزية المعصرة ) وأعلناها للاستثمار بالتراضي على ان يتم تحقيق الرقم السري فلم يحقق احد الرقم السري .
فقمنا بتكليف المحامي الخاص باتحاد فلاحي طرطوس بإقامة دعوى مستعجلة على المستثمر من أجل تغريمه بالخسائر الناتجة عن عدم جهوزية المعصرة وعن النواقص في المعصرة .
وتم الكشف من قبل القاضي والخبير المختص وبحضور لجنة الاستلام
وأضاف حسين :الذي يتحمل مسؤولية فوات المنفعة للاتحاد هو من تقرره المحكمة التي تنظر بالدعوى اما حول ابرام عقد قبل إنتهاء الموسم فنحن نسعى مع كل مستثمر يرغب بالاستثمار لكن عندما يراها غير جاهزة يستنكف
والعقد السابق قيمته خمسة ملايين في العام وهذا مبلغ زهيد جدا
ويقترح رئيس الاتحاد في رده شراء مولدة وصيانة الديكانتر او شراء ديكانتر جديد وهذا مكلف وبحدود /٢٠٠٠٠٠٠٠٠/ مئتي مليون
وختم بالقول:على اية حال يجب تغريم المستثمر بكافة الخسائر الناجمة عن عدم جهوزية المعصرة بالوقت المحدد ومصادرة التأمينات النهائية والحجز على العقار المرهون والذي هو عبارة عن منزل مؤلف من طابقين وبئر ماء ومساحة من الارض .
*لنا كلمة
نضع هذه القضية برسم من يهمه الامر في المنظمة والحزب وننتظر النتائج
(سيرياهوم نيوز3-الوطن17-11-2022)