اعتبر أبرز الأحزاب الجديدة الوسطية التعامل الحكومي مع الرؤية الاقتصادية قاصرا ولم يرتق للمستوى المطلوب.
وفي بيان سياسي تماما لحزب الميثاق بعد انعقاد مؤتمره لاحظ المراقبون أن الحزب قرّر التعبير عن نفسه بإظهار مساحة خاصة في توجيه الإنتقاد للحكومة والأهم إظهار قدرته على متابعة اداء السلطة التنفيذية وفي الجانب الإجرائي حصرا.
وبعد أول إجتماع لقيادته للتوافق عليها إنتهى لقاء المكتب السياسي الجديد لحزب الميثاق ببيانٍ لافت يحذر فيه من ان جهود الحكومة في التعامل مع رؤية التحديث الاقتصادي وبرنامجها التنفيذي لا يزال قاصرا ولم يرتق بعد للمستوى المطلوب.
ورحّب الحزب باللقاء التفاعلي الخاص بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي مؤخرا لكنه اعتبر بان تعامل الحكومة برمّته لا يزال يحتاج للمزيد من الجهد المكثف.
وقال الحزب بأن غالبية الأردنيين العُظمى ليست مطّلعة ولا على دراية بمضامين الرؤية الاقتصادية والخبراء يمتلكون معلومات متضاربة وتقييمات متباينة حولها مطالبا بأن تشرح الحكومة المضامين وتوضح الخطوات العملية وكيف تُفسّر التضارب بين أرقام النمو الاقتصادي والأرقام التي وردت برؤية التحديث الاقتصادي.
وعمليا يضبط حزب الميثاق وهو أبرز حزب محسوب على صف الموالاة وليس المعارضة الحكومة متلبسة بما أسماه التضارب بالأرقام كما طالبها بتفسير تواضع الأموال المخصصة للإنفاق الرأسمالي قياسا بمعدلات النمو المطلوبة.
وفي فقرة لافتة في بيان الحزب تحدّث عن إغفال الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المرأة حيث نسب مشاركتها في سوق العمل هي من الأدنى في العالم وقال بأن الاستراتيجية لتمكين المرأة لا تزال غامضة وتفتقد لبرنامج زمني لا بل قاصرة.
وبدا واضحا للمراقبين أن الحزب المُشار إليه قرّر الإعلان عن بيانه الأول بجملة نقدية واضحة الملامح تطال هذه المرة البرنامج التنفيذي الاقتصادي للحكومة في اشارة تلفت النظر الى ان الحزب المحسوب على تيارات الولاء مستعد للقيام بواجبه في مراقبة الحكومة والتعليق على مسار الأحداث بمعنى انه ليس في جيبها.
وتزامنت تلك الرسالة مع تحضيرات علنية لإطلاق المزيد من الأحزاب السياسية الجديدة التي تم ترخيصها ضمن مشروع الرؤية التحديثية فقد عقد الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثل اللون اليساري والمدني مؤتمره العام الجمعة الماضية بانتظار الخطوة المؤسسية التي قام بها حزب الميثاق بتحديد قيادات الصف الأول والمكتب السياسي.
ويُمثّل الحزب الاجتماعي خليطا من اليساريين السابقين وبعض نشطاء التيار المدني فيما تحدّثت أوساط حزبية عن خلافات وتجاذبات حادة ومبكرة تعصف الآن بأقطاب وقيادات حزب الإئتلاف الوطني بالمُيول الإسلامية وهو حزب نتج عن دمج حزبيين أساسيين هُما الوسط الإسلامي وحزب زمزم وكلاهما انبثق عن منشقين من الإخوان المسلمين في الماضي.
ويبدو أن الخلافات في حزب الإئتلاف المدمج تؤخر انعقاد اجتماعه القانوني المطلوب لتسوية القيادات وأعضاء المكتب السياسي فيما بدأ حزب “إرادة” المنتظر وهو ثاني أكبر أحزاب الوسط المرتقبة بمخاطبة الرأي العام عبر فيديو موجه للجمهور يبدأ بكلمة “قوّك” وهي كلمة شعبية رائجة في الأردن تعني السلام عليكم والاطمئنان لكن الاجتماعات لم تُحسم داخل حزب ارادة بعد الكثير من المعطيات.
أحزاب المنظومة الأردنية تتقدّم بهدوء وبدأت تتموقع في الخارطة فيما الاتحاد الأوروبي والسفارة الأمريكية في عمان باركا انطلاق المسيرة الحزبية الجديدة تحت يافطة تحديث المنظومة السياسية.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم