د. محمد أبو بكر
إستقبل الرئيس الأمريكي (أي رئيس) فخامة الزعيم حفظه الله ورعاه، حيث بحث الجانبان العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، والعمل على تطوير التعاون في كافة المجالات، وتطرّق الزعيمان للقضية الفلسطينية، وأكّدا على ضرورة العودة لطاولة المفاوضات على أساس حلّ الدولتين وبما يؤدّي لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
النصّ السابق هو ماينشره الإعلام الرسمي العربي، وهو نصّ كاذب ولا يمتّ للحقيقة بصلة، وما عليكم سوى العودة إلى ماذكره الرئيس الأسبق للولايات المتحدة جيمي كارتر، فماذا يقول كارتر بحقّ هؤلاء الزعماء المحسوبين علينا ؟
إلتقيت بغالبية القادة العرب، لم يبحث معي أي زعيم القضية الفلسطينية ولم يتطرّق إليها أبدا، باستثناء رئيس واحد، وهو الرئيس اللبناني الأسبق إلياس سركيس، والسبب في ذلك ؛ أنّ سركيس كان يريد التخلّص من الفلسطينيين الموجودين في لبنان منذ العام 1948.
ويقول صحفي أمريكي حول الكيفية التي يستقبل فيها الرؤساء الأمريكيون بعض القادة العرب، ويسوق مثالا حول استقبال الرئيس الأسبق جورج بوش الأب لزعيم عربي، فيقول.. كان الإستقبال في المطبخ، حيث كان بوش يقوم بإعداد شيء ما على غاز الطبخ، يبدو أنه كان يرغب بإعداد فنجان من القهوة، فهو يحبّ أحيانا إعدادها بنفسه، وقف الزعيم العربي على الباب، ولم يتوقف بوش عن إعداد طبخته، فأشاح بوجهه للزعيم وأبلغه بما يريد من تعليمات أو أوامر، وكل هذا السيناريو لم يستغرق أكثر من خمس دقائق.
الإعلام الرسمي يقول.. تلقّى فخامة الزعيم دعوة كريمة من فخامة الرئيس الأمريكي لزيارة واشنطن، ويتم طبعا تحديد الموعد، وحين التدقيق في الوقائع، نكتشف بأن العديد من هؤلاء الزعماء العرب يذهبون إلى واشنطن وبما يشبه ( مذكّرة الجلب ) التي تصدر من المحكمة للمتهمين، وذلك لتزويدهم بالتعليمات وما يلزم القيام به من أوامر وغيرها، أمّا ذلك اللقاء الذي نشهده في المكتب البيضاوي، فهو لزوم ذرّ الرماد في العيون والضحك على شعوبنا، هو لقاء لدقائق معدودة، حيث يسمح للمصورين الدخول والتقاط الصور، وكان الله بالسرّ عليم، وطار الطير الله يمسّيكم بالخير.
كل ما سبق ذكره ليس مهمّا أبدا، فنحن نحمد الله عزّ وجلّ أن حبانا بمثل هؤلاء الزعماء الملهمين الذين يندر وجودهم في هذا العالم، ويتمتعون بالدهاء والسياسة الحكيمة الواعية، وعلى ضوء ذلك تشعر الكثير من الشعوب في هذا العالم بالغيرة تجاهنا، فهم لا يملكون ما نملك من قادة وزعماء، وأقترح هنا تصدير مجموعة من الزعماء للعمل على حكم تلك الشعوب، لعلّهم حينها يشاهدون النجوم في عزّ الظهر !
كاتب فلسطيني
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم