تبدو المقاربة الانتخابية المتعلقة في الأسبوعين الأخيرين التي تسبق انتخابات الرئاسة والبرلمان التركية أقرب إلى ثقة الخبراء والمتابعين بأن السيناريو الذي يترسّم الآن هو المرجّح بكل الأحوال، وعنوانه الأساسي صعوبة توقّع حسم الانتخابات من الجولة الأولى.
الأمر الذي يرجح الانتقال إلى جولة انتخابية رئاسية ثانية في الوقت الذي بات فيه احتمال حسم الانتخابات من الجولة الأولى محدودا للغاية قياسا بالخيار الثاني.
والمقاربات والقراءات المعمقة بدأت تشير إلى أن حسابات الطاقم الذي يعمل مع الرئيس رجب طيب أردوغان تسعى إلى تحقيق فوز بنسبة الأغلبية في الجولة الأولى.
وحسم المواجهة مع الاستثمار بالخُروقات والتباينات بين صفوف المعارضة ومع توظيف التحسن الذي طرأ على بعض الاستطلاعات في فرص الرئيس أردوغان خصوصا بعدما سجل انجازات ذات طبيعة انطباعية وتقصد أركان حملته الانتخابية تسليط الضوء عليها مثل تحليق أول طائرة تركية حربية مصنعة اضافة الى إبحار حاملة الطائرات.
وبعض المساعدات التي قدمها لعموم الأتراك بخصوص فواتير الكهرباء والمياه من باب الدعاية الإعلامية.
وبالرغم من أن جبهات المعارضة للمرشح أردوغان هذه المرة تنشط في محاولة تشويه هذه المنجزات واعتبارها رشوة أو دعاية انتخابية غير منطقية وغير واقعية بالحد الأدنى إلا أن الإنطباع السائد حتى اللحظة هو أن العمل في هذه الطريقة من إظهار إعلاني للمنجزات الكبيرة مسألة لا يمكن الاستهانة بها خصوصا عند قواعد الأتراك الناخبين البسطاء من خارج صفوف وقواعد وكوادر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم.
يتأثر المواطنون الأتراك بالعادة ولو عاطفيا بمثل هذه المشاهد الإعلامية والاستعراضية والمطلوب من هذه المشاهد حسب المخططين لحملة الرئيس أردوغان هو بالحد الأدنى زيادة رقعة المحايدين بمعنى الذين لن يصوتوا لخصم أردوغان ما دام قرروا أن لا يصوتوا للرئيس أردوغان نفسه.
بكل حال السيناريو المتخيل يرسم ملامحه في ضوء وقائع انتخابية اليوم وقبل اسابيع قليلة جدا من يوم الاقتراع على أساس القناعة بأن الإنتخابات اذا حسمت من الجولة الاولى فحكما سيحسمها الرئيس أردوغان.
لكن اذا انتقلت الى الجولة الثانية فأغلب التقدير ان الفرصة المرجحة هي أيضا فرصة الرئيس أردوغان وذلك بطبيعة الحال بسبب جملة من الاعتبارات والتقديرات التي لا يمكن بناء على تصوراتها التأسيس لتدقيق أو استنتاج علمي ومباشر.
الفرص ليست مُتوازية وليست مُتساوية والانطباعات قوية في الأطقم العاملة مع أردوغان بضرورة إظهار الجاهزية اللوجستية الكبيرة للتعامل مع معطيات الجولة الرئاسية الانتخابية الثانية إذا لم يعبر المرشح أردوغان من الجولة الأولى.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم