| هيثم يحيى محمد
بعد ان نسي او تناسى عمال شركة توليد حلب من ابناء محافظتي طرطوس واللاذقية المآسي التي تعرضوا لها مع زملائهم على يد الارهابيين الذين دخلوا وخربوا المحطة عام 2012 وقتلوا من قتلوه من عمالها وخطفوا من خطفوه عاد اليوم شبح تلك المآسي على اكثر من عشرين عامل وفني منهم من أصل مئة وخمسة عشر بعد ان أخبرتهم ادارة شركة توليد بانياس انه سيتم إعادتهم الى شركة توليد حلب بعكس زملائهم الآخرين الذين كانوا فيها كونه تم نقلهم الى بانياس على مدى السنوات التسع الماضية
ويقول العمال في شكوى خطية تقدموا بها ل(الوطن):
نحن عمال الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في حلب كان عددنا ١١٥ موظف من محافظتي اللاذقية وطرطوس وكنا نعمل في محطة حلب،ونتيجة الأحداث هربنا من حلب عن طريق المطار حتى وصل كل منا إلى محافظاته رغم أن هناك أصدقاء وزملاء تم خطفهم على الطريق الدولي وبعضهم على طريق آثريا..وبقينا في المحافظة نحو الخمسة أشهر بدون رواتب وبدون تحديد اي عمل حيث كنا نقوم بفتح استراحات مرضية لتبرير الغياب حتى تم تحديد مكان العمل في الشركة العامة لتوليد الطاقة في بانياس وبعض الزملاء في مديريتي كهرباء اللاذقية وطرطوس وبقينا حتى هذا التاريخ بتكليف بعد انتهاء مدة الندب
وأضافوا:ومنذ بضعة ايّام تم اعلامنا بإنهم سيعيدوننا إلى حلب وهنا وقعت الكارثة والخوف من جديد..لقد كنا ١١٥ عامل وتم نقل ما يزيد عن ٨٥ عامل إلى محطة توليد بانياس وبقينا حوالي العشرين شخصاً يريدون العودة بنا في الوقت الذي خسرنا فيه منازلنا التي كانت ملك للشركة والتي كانت تحوي فرش المنزل وهو محصلة عمرنا لنعود لعند أهالينا من جديد ونرتب أمورنا في تلك الظروف القاسية تلك الفترة!
وخلال تلك الفترة بدأنا العمل من جديد وحياة جديدة رغم الظروف الصعبة طيلة التسع سنوات السابقة لنفاجأ اليوم بقرار عودتنا إلى حلب لكي نبدأ من جديد رغم الظروف المالية الصعبة التي نمر بها
وقال العمال:يريدون العودة بنا بسبب نقص الكوادر في الشركة والكل يعلم بإن من اتبع دورات خارجية قد تم تثبيته ونقله إلى بانياس وهناك أمور أخرى لا نريد الحديث عنها بخصوص نقل الزملاء لكننا نقول انه لا يمكن اليوم لأي مواطن أن يتحمل العبء المالي في بيت واحد براتب سقفه ١٣٨ ألف ويريدون بنا أن نربي أولادنا ونطعمهم ونداويهم ونسافر ونفتح مصروف آخر بعيد عن المنزل وخاصة بإن هناك ربطة خبز واحدة إما أخذها انا معي أو ابقيها لأبنائي أو جرة غاز واحدة نريد تقسيمها بين طرطوس حلب.. الوضع المالي والسفر وعدم الاستقرار لن يعطي نتيجة في عودتنا ..لقد عدنا من حلب وكان عمرنا بالأربعين ويريدون العودة بنا والعمر أصبح بالخمسين قد لانستطيع أن نوصل أفكارنا أو مشكلتنا بالطريقة الصحيحة ولكن هناك ظلم وانتقائية في عودتنا
وتابعوا:زملاؤنا انتقلوا بطريقتهم أن كانت صحيحة ام غير صحيحة اما نحن العشرين الذين نعمل بجد في محطة توليد بانياس فلم يتم نقلنا وأصبحنا بعمر لا يسمح لنا بالاستمرار ولا بالانسحاب كون عدد سنوات الخدمة لم تصل إلى ٢٥ ولا بالاستمرار كوننا غير قادرين على الإنتاج بهذه الظروف المستحيلة في العمل وحتى لو فكرنا بالاستقالة أو الانقطاع عن الدوام فستكون النتائج كارثية علينا فسنعتبر بحكم المستقيلين وستقام المحاكم ضدنا ..نتمنى أن يكون صوتكم مسموع وتبعدوا عنا موضوع النقل فمنذ تسع سنوات ونحن لانعيش الإستقرار رغم إننا خسرنا كل شيء نهاية عام ٢٠١٢ والآن يريدون منا أن نخسر كل شيء لنبدأ من جديد بعد أن أصبحنا في نهاية العمر الوظيفي تقريبا ولم يسأل أحد عنا كل الفترة السابقة حتى عندما تم ندبنا إلى توليد بانياس وإن كانت حجتهم بنقص الكوادر فهناك كادر يستطيع اقلاع مجموعة توليد حلب والحقيقة هي المجموعة التي تخضع الآن لتجارب ممكن ان تنجح اما باقي العمال فأغلبهم سافر خارج القطر ومنهم من تعامل مع أعداء الوطن والباقي نحن ١١٥ عامل تم نقل الغالبية ولم يبق سوى العدد البسيط وأعمارنا مضى عليها الزمن وهناك الكثير من الشباب والخريجين الجامعيين يبحثون عن عمل وهذه فرصة
وختموا بالقول:إننا في شركة توليد بانياس مكلفين بأعمال ومنها التشغيل والصيانة ونقوم بواجبنا بمنتهى الجدية بشهادة إدارة الشركة في بانياس وهناك نقص في كادر العمل وخاصة بإن عمال توليد بانياس أصبحوا في سن التقاعد وهناك عمال كثر تقاعدوا ومعظمهم يتم التمديد لهم بعد تجاوز عمرهم الستين
يعني ممكن ان نغطي وحاليا نحن من يقوم ويعمل مكان العمال المتقاعدين
*رد مؤسسة التوليد
وضعنا هذه الشكوى امام المدير العام الجديد لمؤسسة توليد الطاقة المهندس علي هيفا منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي فأفادنا بأنه سيحاول ان يجد حلاً يكون مناسباً للعمل والعمال
وامس عدنا وسألناه عن الحل في ضوء ماوصلنا من العمال الذين سمعوا انه سيتم إعادتهم الى حلب فأجابنا بالقول:ارسلت في اليومين الماضيين مدير الاتتاج والمدير الاداري ورئيس دائرة النقل في المؤسسة لإيجاد حل لهذا الموضوع وأرجوا ان يكون الحل ايجابياً علما اننا نبني امالاً كبيرة لإعادة اول مجموعة في محطة حلب إلى الخدمة مع ضرورة تامين مسلتزمات عمل المجموعه بما في ذلك الكادر العمالي فأجبناه بالقول:لايوجد اي شك بحرصكم على إنصافهم ومعالجة الوضع لما فيه مصلحة العمل والعمال
(سيرياهوم نيوز3-الوطن15-5-2022)