آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب الأسبوع » ” 20 مسألة مهمة في الدراسات والتدقيق الزلزالي”للدكتور موسى هولا

” 20 مسألة مهمة في الدراسات والتدقيق الزلزالي”للدكتور موسى هولا

 

المهندس: شاهر أحمد نصر

 

أصدرت نقابة المهندسين بدمشق ملحقاً خاصّاً بمجلة المهندس العربي لعام 2019 تحت عنوان (20 مسألة مهمة في الدراسات والتدقيق الزلزالي) يتضمن شروحاً وتفسيرات وفق:

“SAFE2014- 2016”, & “ETABS 2016-2017” والكود العربي السوري.

مؤلف الكتاب الدكتور المهندس الإنشائي “موسى عبد الهادي هولا” استشاري ‏ لدى ‏مكتب الساحل الاستشاري بطرطوس،

درس في ‏‎Moscow Civil Engineering Institute (MISI), Russia‎‏ عام 1979

وهو ممن تابعوا موضوع الدراسات والتدقيق الزلزالي بدقة وجدارة كما بين المهندس “عماد درويش” – وهو أحد أساطين العلوم والدراسات الهندسية الذي أتحفنا بمكتبة هندسية في سلسلة من الكتب الهندسية الغنية والضرورية لكل مهندس مدني جاد – في توصيته لنشر هذا الكتاب المهم.

يأخذ مؤلف الكتاب بيد المهندس الدارس والمدقق وينير له خبايا برنامج ETABS والتطور الذي شهده حتى بلغ نسخته المتطورة ETABS 2018.0.2 مع تطور الأمريكي UBC97 الذي اعتدنا على استخدامه عند تصميم الأبنية على مقاومة الأحمال الزلزالية وفق برنامج ETABS والذي استبدل بالكود ASCE7-10في البرامج الحديثة والمطورة مع استخدام عوامل جديدة… ويتوقف المؤلف عند مجموعة من المسائل المهمة التي تواجه المهندس الدارس والمدقق منها، على سبيل المثال، كيف نحدد قيمة دور المبنى الذي ندرسه، وهل الدور المسيطر في اتجاه X أو Y أم أنّ الدور المسيطر دور فتلي؟ ويؤكد أنّه إذا كانت قيمة Rz في النمط الأول Mode 1 هي أكبر قيمة من القيم الثلاث: Rz, Uy, Ux فهذا معناه أنّ الدور فتلي، تالياً توزيع الجملة الإنشائية في المسقط سيء، ويجب تغييرها، فمن غير المسموح أن يكون أول دور فتلياً، علماً أنّ بلديات عدد من الدول ترفض منح ترخيص منشأ دوره الأول فتلي.

كما يتطرق المؤلف إلى مسألة الجدران القصية ذات الفتحات والعناصر الرابطة Beams Coupling أو Spandrel، وينوه إلى ضرورة التمييز بين الجائز الساقط العادي بين جدارين، والجائز الرابط، إذ يُعدّ الجائز بين جداري قص رابطاً Spandrel إذا كانت نسبة طول المجاز (الفتح) L إلى ارتفاع العنصر H تساوي أو أصغر من 4، ويعامل كجائز عادي من حيث التسليح حينما تكون النسبة أكبر من 4، وإذا كانت النسبة بين 2 و4 يكون التسليح الرئيس في أعلى مقطع الرابط وأسفله متوازناً ومتناظراً، أما إذا كانت النسبة أصغر من 2 فنحتاج إلى تسليح قطري في عنصر الربط Spandrel ويتداخل ذلك التسليح مع الجزأين المصمتين من جدار القص، وقد أورد المؤلف أشكالاً (مخططات) لآلية عمل الرابط وشكل الإجهادات التي يتعرض لها مع شروحات عليها باللغة الروسية لأنّ تلك الأشكال مأخوذة من مراجع روسية مع تنويهه إلى أنّ هذه اللوحات المعتمدة في المراجع الروسية مأخوذة من أطروحة الدكتوراه التي حصل بموجبها على لقب الدكتوراه، بناء على تجارب شارك فيها في جامعة البناء (ميسي) في موسكو عام 1983، فنقلت المعلومة أعلاه لاحقاً (عام 1986) إلى المراجع الروسية، ونقل الكود الأمريكي معلومة ربط التسليح بالأبعاد من دون تفسير، وترجمها الكود العربي السوري في الملحق (ز)… طبعاً لم يُشر في أي مرجع من هذه المراجع إلى مصدر المعلومة، ولا إلى الدكتور المهندس: موسى عبد الهادي هولا، لأنّ ذلك لا ينسجم مع عقل المركزية الأوربية.

ولتفسير آلية عمل جدران القص ذات الفتحات، وتشكل الإجهادات في عنصر الربط Spandrel أفرد المؤلف مسألة خاصة فيما يُعرف بتبديد الطاقة الزلزالية فيزيائياً، واستعان في بحثه بأشكال (مخططات) من المراجع الروسية، حبّذا لو أورد المؤلف شرحاً تفصيلياً من محاضرته، التي ألقاها في فرع نقابة المهندسين بطرطوس عام 1998 للمهندسين الإنشائيين تحت عنوان “حساب العناصر الشاقولية الحاملة في الأبنية المتعددة الطوابق ( البرجية) على الزلازل. مع مثال محلول يدوياً لمبنى سكني مؤلف من 12 طابق على الزلازل”، والتي بين فيها بشكل تفصيلي كيفية تحول قوى القص الزلزالية إلى قوى ناظمية وعزوم وطريقة حسابها نظرياً، وتحول قوى القص إلى قوى ناظمية وعزوم بسبب الانتقال والدوران الذي يتعرض له العنصر تحت تأثير أحمال الزلازل الأفقية، وفق العلاقات المبينة في المراجع الروسية نفسها التي اعتمد المؤلف عليها في شرح وتفسير هذه المسألة.

ولقد أثار المؤلف مسائل تحتمل النقاش، منها على سبيل المثال مسألة متى نضع المفاصل عند النمذجة، والتي أرى أنّه عند تصميم أي منشأ على مقاومة أحمال الزلازل من الضروري نمذجة مختلف عناصره، ووضع المفاصل كما هي في الواقع تماماً حينما يتعرض المنشأ إلى الزلزال.

كما عالج المؤلف مسألة لماذا “ETABS 2016-2017” و”ما هو الخطأ الكبير في الاصدارات قبل “2016”” وتركز الحديث في هذه المسألة على ضرورة تقسيم (ميش Mesh) العناصر من النوع (Shell) جدران القص والبلاطات، مع التأكيد على ضرورة تنفيذ عملية (ميش Mesh) على جميع البلاطات من النوع (Shell) كي تنتقل الحمولات إلى الجوائز بشكل صحيح، لأن عدم تطبيق (ميش Mesh) على بلاطات الهوردي ستنتقل الحمولات إلى الزوايا الأربع، وهذا ينعكس على نتائج العزوم في الجوائز… وبيّن أنه تم التواصل مع إدارة معهد CSI الأمريكي وكان الجواب : تقسيم هذه البلاطة في إتجاه واحد طريقة غير صحيحة لأن برنامج ETABS مصمم وفق نظرية العناصر المنتهية ( المحددة (Finite Element Based) وينبغي تنفيذها بالاتجاه المتعامد مع الأعصاب (انظر ص7)، مع ملاحظة أن نمذجة شواحط الأدراج بشكل مائل يتسبب في سحب مركز العطالة باتجاهها…

لا شكّ أن هذه الملاحظات مهمة جداً، بيد أنّه من المبالغة الحديث عن الخطأ الكبير في الاصدارات قبل “2016”، بل يمكن القول إنّه حدث تطوير للبرامج، ولا سيما، أنّ الإصدارات الأولى استخدمت لتصميم الجمل الإنشائية الرئيسة لمقاومة أحمال الزلازل من إطارات وجدران قص، بينما بلاطات الهوردي والأدراج صُممت بطريقتها المستقلة.

ولقد وُفق المؤلف في تسليط الضوء على كثير من المسائل التي ينبغي للمهندس الدارس والمدقق أن يوليها الاهتمام الكافي، مثل مخاطر عدم استمرار الجمل الإنشائية، وأهمية تنفيذ الشيناجات المتداخلة مع الأساسات، وتأثير عدم كفاية صلادة الأساسات والحصائر في سلوك العناصر الشاقولية الحاملة في الأبنية البرجية، وضرورة إدخال معامل تكبير قيمة اللامركزية الطارئه، وأفرد مسألة خاصة بمستويات التصميم الزلزالي، وأهمية زيادة درجة عدم التقرير، وكيف تتصرف المقاطع المقاومة عند زيادة الشدة الزلزالية، وغيرها من المسائل المهمة المطلوب الانتباه إليها في أثناء التصميم والبرمجة، مع إجابته عن سؤال: ماذا ندقق في الطريقة الاستاتيكية المكافئة؟ واختتم المؤلف كتابه المهم بمثال محلول يبين فيه كيفية اعداد برامترات الطريقة الاستاتيكية المطورة في مدينة طرطوس.

تكمن أهمية هذا الكتاب في التعمق في آلية عمل برامج التصميم الإنشائي، وتبيان الأساس النظري لكثير من العوامل الداخلة في التصميم، وكيفية تصرف العناصر في أثناء حدوث الزلزال، ويعدّ هذا الكتاب مرجعاً مهماً للمهندس الدارس والمدقق لبيان المسائل الضرورية التي ينبغي إيلائها الاهتمام اللازم، والتأكد من معالجتها عند تصميم المنشآت لمقاومة أحمال الزلازل.

يستحق الدكتور “موسى عبد الهادي هولا” الشكر والثناء على جهوده المميزة في إصدار هذا الكتاب المهم، الذي من المفيد تطويره بناء على معطيات الزلزال الأخير، وأن تقوم نقابة المهندسين بإعادة إصداره في طبعة جديدة، كي يصبح في متناول أكبر عدد من المهندسين.

(سيرياهوم نيوز ٤-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

همساتي”… مجموعة جديدة للشاعرة ديانا مريم

  محمد خالد الخضر “همساتي” مجموعة شعرية جديدة للشاعرة ديانا مريم تعبر عن انفعال وجداني صادق من خلال الواقع الذي تعيشه والبيئة التي تؤثر بكلماتها ...