آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » الذكرى العاشرة لفض “رابعة” تنكأ أحزان المصريين.. المرارات لا تزال عالقة في النفوس والخلاف على أشده.. ومصر تبحث عن “غاندي” جديد يؤلف بين القلوب

الذكرى العاشرة لفض “رابعة” تنكأ أحزان المصريين.. المرارات لا تزال عالقة في النفوس والخلاف على أشده.. ومصر تبحث عن “غاندي” جديد يؤلف بين القلوب

يبدو أن ما حدث في ميدان رابعة بحي مدينة نصر منذ عشر سنوات سيظل تاريخا على انقسام في المجتمع المصري، ولا تزيده الأيام إلا تأجيجا.

فبحلول الرابع عشر من أغسطس، يتم فتح الجرح، بكل ما فيه من آلام، وهو ما حدث اليوم 14/8/2023 أي قبل عشر سنوات بالتمام على الحادثة الأشهر.

فكيف كانت التعليقات عليها؟ وكيف نظر المحللون إليها؟

الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المنعم سعيد يقول إنه في الصحافة الأمريكية، وبعض من الأوروبية، وفى أروقة “الجماعات الحقوقية”، اليوم هو مناسبة ذكرى ما جرى في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة قبل عشر سنوات، مشيرا إلى أنه لا توجد قصة تخص المحروسة وجرى تزويرها كما حدث مع أحداث 14 أغسطس ذلك اليوم.

وأضاف سعيد في مقال نشره بالأهرام اليوم الاثنين 14 أغسطس 2023 بعنوان “رابعة” أن مرجعية الهجوم على مصر التي يستند إليها الجميع من الكتاب والباحثين هي التقرير الذي أعدته منظمة هيومان رايتس ووتش، والذى اعتمد في معلوماته على ما قدمته جماعة الإخوان.

وقال سعيد إن الطريف بعد ذلك أن الجماعة وجمعيات “حقوقية” عادت لكى تروى القصة استشهادا بالتقرير الذى يعتمد على أقوالهم منذ البداية، مع استعارات من التراث الحقوقي التاريخي الذى يساوى بين أعمال الطغيان ضد جماهير مسالمة وما جرى في القاهرة حيث كان قرار فض رابعة قرارا شعبيا في الأساس بدأ بالثورة في 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان، ولكن فض رابعة كان له تفويض خاص من الأغلبية الساحقة من المصريين في 26 يوليو 2013، وتفويض المؤسسات المصرية من أحزاب ونقابات ومجلس وزراء ورئيس الدولة ونائبه.

وقال سعيد إن رقم الضحايا المعتمد لدى هيومان رايتس ووتش يتعدى 800 قتيل بقليل، ولكن الرواية المعادة رفعته إلى 900 ثم قربته إلى 1000؛ أما تقرير القاضي المصري شريف بسيوني أستاذ القانون في جامعة شيكاغو آنذاك فيهبط بذلك إلى النصف منهم 43 ضابطا، أما تقرير القاضي الدولي في المحاكمات الخاصة بالبوسنة وأستاذ القانون فؤاد عبدالمنعم رياض فإن الرقم يصل إلى الثلث، وصاحبه بعد ذلك عمليات حرق واسعة النطاق للكنائس وأقسام الشرطة بدأت منذ ثورة يناير ولم تتوقف بعد المواجهة في رابعة

وقال إن ما حدث في رابعة لم يكن بدايته في 14 أغسطس 2013 وإنما بدأ منذ 28 يناير 2011 عندما بدأت الجماعات المنظمة والمسلحة للإخوان في المواجهة المسلحة مع الشرطة والأمن المصري واقتحام السجون وما أعقبها من عمليات حرق واسعة النطاق للمباني الحكومية والمحاكم والمولات والهجمات المنظمة

على أقسام الشرطة حسب رأيه.

على الجانب الآخر قال الكاتب الصحفي كارم يحيى إنه للأسف أخذ اليسار في أوروبا وخارج مصر موقفا أكثر إنسانية وموضوعية وإنصافا من ضحايا مذبحة رابعة مقارنة بما تورط فيه ‘يساريون” و”ليبراليون” في مصر من تحريض وكذب وتضليل وتبرير وتغطية وصمت على القتل الجماعي وكل أفعال البربرية الهمجية قبل عشر سنوات وضد مصريين في أغلبهم فقراء ومن الطبقات موضوع الاستغلال والاضطهاد.

وأضاف يحيى: “عقد كامل ولم تستيقظ ضمائر البعض بيننا لليوم.. فماذا ترجون منهم للحظة وللبلد والمستقبل؟”.

وتابع قائلا: “كنت صحفيا وقتها في الأهرام. وكنت أتابع تقارير ومقالات الصحفيين الأجانب المهنيين المحترمين أول نشرها وبينهم مثلا روبرت فيسك. عشرات التقارير في صحف باللغة الإنجليزية على الأقل و التي أقرأ بها واشتغلت عبرها بالترجمة الصحفية لأكثر من عشر ين سنة كانت تكشف الحقائق من الميدان على مدى أسابيع.

وسريعا وبدوري اخترت بنفسي ولنفسي أن أذهب الي اعتصام رابعة العدوية أكثر من مرة وامضي الليالي واتفقد الأماكن واتحدث مع الناس. ولم يكن هناك فرصة لا في الأهرام ولا في اعلام الصوت الواحد لنشر ما رأيت وحققت. ولكننى كنت أحث زملائي على الذهاب لنعرف بأنفسنا بعيدا عن ماكينة الدعاية التحريضية التبريرية الجهنمية. وهذا مع أن هذه الماكينة المجنونة تلاحق بالاتهامات وحتى داخل الوسط الصحفي من يذهب من الصحفيين ليرى بنفسه.

وبالوقت قبل يوم المذبحة المحرقة أصبحت هناك مجموعة من الصحفيين ليست على أي نحو محسوبة على الاخوان تزور مكان الاعتصام يوميا. ولكن ظلت الأغلبية ترفض مجرد أن تذهب لترى بنفسها. وكأنها تجاهد للحفاظ على صورة مصنوعة لتبرير أسوأ مذبحة في تاريخ مصر على مدى نحو قرنين.”.

وقال إن القليل بين الممتنعين من صحفيين ليبراليين يساريبن عادوا وجاهروا بأنها جريمة والمذبحة الأكبر والأخطر والأكثر دموية وترويعا ووحشية للجنرالات، لافتا إلى أنه

 للأسف ظل يساريون وليبراليون وكأنهم مكلفون بمهمة في التبرير للقتلة والتغطية عليهم.

وقال إن من المؤسف أن يعود هؤلاء اليوم ليقدمهم الإعلام بأنهم معارضة ويمكنها ان تقدم حلولا لإخراج انتخابات رئاسية ليست بانتخابات وإضفاء شرعية على ما لا شرعية له من البداية.

وقال إنه وطمع هذا غادر الأهرام في سبتمبر 2018 مع بلوغ سن الستين دون أن ينشر على صفحاته اليومية كلمة واحدة تشير إلى ما جرى في رابعة العدوية، مشيرا إلى أن هذا لم يكن ممكنا على مدى نحو ثماني سنوات ولليوم إلا من خلال تبنى رواية النظام.

واختتم قائلا: ” لم أكن حقيرا فأكتب لهم ما يخالف ما رأيت وتحققت والضمير، لكنني أيضا لم أكن من القوة لأن أفرض كلمات قليلة إلى جانب سيل أكاذيبهم وتبريرهم للقتل.. رحم الله الضحايا.. لن ننسى.”.

مذبحة

في ذات السياق قال المحامي الحقوقي جمال عيد إن ما حدث في رابعة لم يكن فضا، بل كانت مذبحة، وترقى لجريمة ضد الإنسانية. تنتظر العدالة

وأردف عيد: “وهي آتية وإن طال تغييبها”.

المشهد بعد 10 سنوات من فض رابعة يبدو باعثا على القلق وسط كل تلك المرارات، وفي ظل كل تلك الثارات.

غاندي جديد

 البعض يرى أن مصر بحاجة إلى غاندي جديد يجمع الصفوف، ويؤلف بين القلوب، في حين يؤكد آخرون أنها بحاجة إلى معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نعومي كلاين وبيان «الخروج» من الصهيونية: معركة إلمر بيرغر تتجدّد

مازن النجار   عشية عيد الفصح اليهودي، وفي احتفال «سيدِر» الخاص به في شوارع نيويورك، والذي شهده يهود وغير يهود، ألقت نعومي كلاين، الكاتبة والمناضلة ...