كثّفت سلطات الاحتلال التهديد والتهويل بحرب جديدة في لبنان في سياق محاولاتها لدفع الأمم المتحدة لتعديل مهمة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) بما يخدم مصالح دولة الاحتلال.
وفي هذا السياق، شدّدّ المحلل العسكري في صحيفة (معاريف) الاسرائيلية طال لف رام على أنّه في الوقت الذي يزور فيه وزير الحرب يوآف غالانط نيويورك ويناقش التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان، قدّم سفير الاحتلال في الأمم المتحدة غلعاد إردان بالأمس “توقعًا مقلقًا”، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة التي اعتمد عليها في تقريره.
وقال إردان لإذاعة الجيش: “نحن أقرب من أيّ وقتٍ مضى لمعركة في لبنان منذ عام 2006.. لا أثق بقوة الأمم المتحدة في منع ذلك، لكن هناك آليات يمكن أنْ تحسّن الوضع”، طبقًا لمزاعمه.
وطبقًا للمحلل العسكريّ في الصحيفة العبريّة، فإنه على خلفية زيارة وزير الأمن إلى الولايات المتحدة التي خُصّصت لممارسة ضغط على الأمم المتحدة لعدم تقييد صلاحيات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، أعلنت رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس، عن تأجيل الجلسة التي كانت مخططة لمناقشة تمديد مهمة (اليونيفيل) في لبنان، إذْ أنّه من المتوقع أنْ ينتهي سريان الاتفاق الذي يُجدد كل عام غدًا وليس واضحًا حتى الآن الموعد الجديد الذي من المرجّح أن تجتمع فيه اللجنة.
السفير الإسرائيليّ تابع في حديثه لإذاعة جيش الاحتلال قائلاً إنّه “في الاجتماعات في الأمم المتحدة عرض وزير الأمن غالانط أنشطة حزب الله على طول الحدود، وانتشار المواقع الجديدة والاحتمال الكبير للتصعيد”.
وخلُص المُحلِّل إلى القول إنّ “الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تقدّر بأنّ التوتر الأمني في الشمال سيرافقنا أيضًا في الأشهر القريبة، إذ أن دولة الاحتلال تبني عائقًا وجدار باطون يرسمان الحدود عمليًا”، على حدّ مزاعمه.
إلى ذلك، عقد الوزير الإسرائيلي غالانط، في الولايات المتحدة الأمريكية اجتماعات يوم الأربعاء، مع مسؤولين في الحكومة الأمريكية وناقش أهمية توسيع “اتفاقيات إبراهيم”، وبحسب ما تردّد أيضا فإنّ البرنامج النووي المدني السعودي” هو أحد أهم المعايير في بلورة اتفاق مع إسرائيل، والذي سيتضمن ضمانات أمنية كبيرة من واشنطن إلى الرياض.
وأعرب الوزير غالانت عن تقديره للمنسق الأمريكي لاستثماره المستمر في جهود التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة. كما أثار أهمية “الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل”، على ما نقلته عنه وسائل الإعلام العبريّة.
يشار إلى أنّ هذه التصريحات تأتي وسط تقارير حول اتفاق التطبيع المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بوساطة الولايات المتحدة.
وفي سياقٍ آخر، وخلال المناقشات، أطلع غالانط أيضًا المسؤولين الأمريكيين على “الإجراءات الإيرانية التي تقوض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”. وشدّد على التزام إسرائيل “بالدفاع عن مواطنيها ضدّ أيّ تهديدٍ”.
وعلى المستوى الفلسطيني، وخلال اجتماعه مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ناقش وزير الأمن في دولة الاحتلال “جهود الجيش الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية”، وفق تعبيره. وتحدث بالتفصيل عن “الدعم الإيرانيّ للإرهاب” في المنطقة، بما في ذلك نقل الأموال والأسلحة.
وحضر اللقاء أيضًا مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وسفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، علمًا أنّ رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، منع الوزراء من إجراء أيّ لقاءٍ مع المسؤولين الأمنيين الأمريكيين في واشنطن ردًا على رفض الرئيس جو بادين توجيه دعوةٍ له لإجراء اللقاء التقليديّ معه في البيت الأبيض رغم مرور ثمانية أشهر على تشكيل حكومته السادسة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم