أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن 270 ألف شخص انضمّوا “طوعًا” إلى الجيش في الأشهر الستة الأخيرة، بالإضافة إلى 300 ألف شخص تمّت تعبئتهم.
وقال بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك الواقعة في أقصى الشرق الروسي “خلال الأشهر الستة أو السبعة الأخيرة، وقّع 270 ألف شخص طوعًا عقودًا للخدمة في الجيش الروسي (…) بالإضافة إلى ذلك، تستمر العملية، بحيث يأتي ما بين ألف و1500 شخص يوميًا لتوقيع عقود”.
وقال إنه يعتقد أن أوكرانيا قد تكون مستعدة للدخول في نقاش بشأن السلام فقط عندما تنفد مواردها، وأشار إلى أن كييف ستستغل أي توقف محتمل للأعمال القتالية لإعادة التسليح.
أكما كد بوتين مجددا أن الهجوم المضاد الأوكراني فشل، قائلا إنه “لم يسفر عن نتائج”.
وفي سياق آخر اعتبر الرئيس الروسي أن نظيره الأميركي السابق دونالد ترامب ضحية “اضطهاد ذي دوافع سياسية” على خلفية ترشّحه للانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024 في مواجهة الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
ولطالما دافع الكرملين، الذي تجمعه علاقات ودية بترامب، عن الرئيس الأميركي السابق الذي يواجه سلسلة من الاتهامات المرتبطة بالتدخل في الانتخابات.
وقال بوتين “في ما يتعلّق باضطهاد ترامب، إنه جيد بالنسبة لنا وفي البيئة الحالية، لأنه يعكس تعفّن النظام الأميركي”.
وأضاف “إنه اضطهاد ذو دوافع سياسية من جانب منافسه”.
وتابع “وهذا يظهر مَن الذين نحاربهم (…) كما كان يُقال في الحقبة السوفياتية: +الوجه الوحشي للرأسمالية الأميركية+”.
وتدهورت العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوياتها مذ شنّ بوتين الغزو على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
الثلاثاء، قال بوتين إنه لا يتوقّع أي تغيّر بموقف السياسة الأميركية الخارجية حيال روسيا بغضّ النظر “عمّن سيُنتخب رئيسًا” للولايات المتحدة في العام 2024.
واتهم واشنطن بإذكاء المشاعر المعادية للروس لدى المواطنين الأميركيين.
وقال الرئيس الروسي “السلطات الحالية تدير المجتمع الأميركي بروح معادية للروس”.
وأضاف “لقد فعلوا ذلك، والآن سيصبح بطريقة ما تحويل السفينة إلى الاتجاه الآخر صعبًا جدًا”.
وأكد بوتين بأن جهود الغرب الرامية إلى “تحجيم” صعود الصين كقوة عالمية محكوم عليها بالفشل فيما أشاد بعلاقات موسكو “الرائعة” مع بكين.
وذكر بوتين في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق البلاد أرسلت إليه بكين وفدا كبيرا أن التعاون بين روسيا والصين في مجالي الأمن والدفاع يزدهر أيضا.
وقال “يحاول الغرب اليوم تحجيم تطور الصين لأنه يرى أنها تحت قيادة صديقنا (الرئيس شي جين بينغ)…، تتطور بسرعة فائقة. وهذا يتركهم في حالة صدمة”.
وأضاف “إنهم يبذلون قصارى جهدهم لإبطاء تطور الصين، لكن هذا لن يكون ممكنا، فات الأوان”.
وركزت روسيا بشكل متزايد على تعزيز العلاقات مع الصين في مجالات التجارة والطاقة والأمور العسكرية وغيرها بعد قرارها غزو أوكرانيا بشكل شامل في 24 فبراير شباط 2022، مما أدى إلى أزمة عميقة في علاقاتها مع الغرب.
ورفضت الصين توبيخ روسيا بسبب الحرب وأدانت العقوبات الغربية الشاملة المفروضة عليها بينما استفادت في الوقت نفسه من حصولها على النفط والغاز الذي لم تعد روسيا قادرة على بيعه لأوروبا بأسعار مخفضة.
وبشر بوتين وشي بالفعل بعصر من العلاقات الأوثق ورفضا معا نظاما عالميا معتمدا على الغرب من خلال التوقيع على اتفاقية شراكة “بلا حدود” في بكين العام الماضي قبل أسابيع من غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال بوتين اليوم الثلاثاء “لدينا علاقات مذهلة حقا في مجال الأمن الدولي وتنسيق لمواقفنا” مضيفا أن البلدين “لم يشكلا تحالفات عسكرية” وأن تعاونهما ليس موجها ضد أي طرف.
وأجرى بوتين في وقت لاحق محادثات مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ على هامش منتدى فلاديفوستوك.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تشانغ قوله إن بكين مستعدة لتقاسم فرص التنمية وتعميق “التعاون المفيد للطرفين” مع روسيا.
وقال مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف في يوليو تموز إن بوتين يعتزم زيارة الصين في أكتوبر تشرين الأول وقت انعقاد منتدى “الحزام والطريق” الثالث تلبية لدعوة وجهها شي خلال زيارته الرسمية رفيعة المستوى لروسيا في مارس آذار.
ولم يؤكد الكرملين زيارة بوتين لكن الرئيس الروسي قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع لقاء شي قريبا.
واعلن بوتين انه يرجئ حتى “نهاية العام” الإعلان المحتمل عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2024 والتي قد تبقيه في السلطة حتى عام 2030.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم