ارتقاء جديد، كماً ونوعاً وعمقاً، سجّلته الجبهة الجنوبية مع فلسطين أمس، مع أكبر حصيلة من العمليات في يوم واحد ضد مواقع جيش العدو الإسرائيلي وثكناته وتجمعاته على طول الحدود. وأكبر رشقة صاروخية منذ بدء الحرب استهدفت قاعدة «عين زيتيم» قرب صفد على بُعد نحو 10 كيلومترات من الحدود. وكان لافتاً استخدام صواريخ جديدة على ما يبدو في إحدى الهجمات، وذلك غداة استشهاد خمسة مقاومين في منزل قصفه العدو في بلدة بيت ياحون، وقبل يوم من دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ في غزة، ما قُرئ كرسالة الى العدو بجهوزية المقاومة وتصميمها على الرد والذهاب بعيداً في هذا السياق، في حال كان يخطط لعمل ما على الحدود مع لبنان خلال فترة الهدنة.ونفّذ المقاومون 22 عملية استهدفت تجمعات لجنود ودبابة ميركافا وقوة مشاة في موقع الراهب ومواقع مختلفة. واستُخدمت في العمليات صواريخ موجّهة وصواريخ بركان و«أسلحة مناسبة». وأعلن جيش الاحتلال أن المقاومين أطلقوا صواريخ مضادة للدروع على منزل داخل مستوطنة المنارة كان يتحصّن فيه 4 جنود. فيما أوضح بيان الإعلام الحربي أنه بعد رصد دقيق لدخول أربعة جنود إسرائيليين إلى المنزل استهدفهم المقاومون بـ«صواريخ موجّهة مركزة وخاصة»، ما أدى إلى «مقتلهم جميعاً وتدمير المنزل فوق رؤوسهم». وتشير صور المنزل المستهدف قبل القصف وبعده، إلى أن المقاومة ربما أدخلت إلى المعادلة صاروخاً من نوع جديد، بما أن الصواريخ المضادة للدروع لا تخلّف تدميراً مماثلاً.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الرئيس الأميركي جو بايدن طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، بالعمل على تهدئة الجبهة الشمالية خلال فترة الهدنة. وأضافت أن نتنياهو لم يعط أي التزام محدد في هذا الشأن، فيما كان مرجّحاً أن يُطرح الأمر في اجتماع المجلس الوزاري مساء أمس.
أكبر رشقة صاروخية منذ بدء الحرب والمقاومة ربما أدخلت إلى المعادلة صاروخاً من نوع جديد
وشيّع حزب الله أمس شهداءه الخمسة: عباس محمد رعد (جباع) وخليل جواد شحيمي (مركبا) ومحمد حسن أحمد شري (خربة سلم) وأحمد حسن مصطفى (حولا) وبسام علي كنجو (شقرا).
ورعد، نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، ضابط ميداني من قوة «الرضوان»، شارك في مواجهات الصفوف الأمامية في التصدي لعدوان تموز 2006، وفي الحرب السورية، وهو من الكوادر الميدانيين، فيما شحيمي أيضاً قائد ميداني في قوة «الرضوان»، ومن قدامى القوات النخبوية والخاصة منذ ما قبل التحرير عام 2000، وهو من رفاق الشهيد هادي نصر الله. ومثلهما مصطفى وكنجو، الضابطان الميدانيان في عديد قوة «الرضوان»، واللذان خاضا الكثير من المعارك والمواجهات ضمن صفوفها، فيما شري الأصغر سنّاً بين مجموعة شهداء «الرضوان».
وأكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين أثناء تشييع رعد أن «المقاومة ستبقى في ميادين القتال والدفاع عن الوطن والأمة والمستضعفين». وقال إن «كل ما لدينا نضعه في سبيل غزة ومقاومة غزة التي تقاتل بكل بسالة».
وتلقى رعد اتصالات معزية، من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والرئيس السابق ميشال عون الذي نوّه بـ«التّضحيات والبطولات التي يقدّمها شباب المقاومة للدّفاع عن لبنان». كما اتصل معزياً رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي قال لرعد إن شهادة ولده هي«قدوة للبنانيين». وكتب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على حسابه على منصة «إكس» متوجّهاً إلى «الصديق الحبيب النائب محمد رعد»، أن «استشهاد ابنك شهادة على تجذّركم بأرضكم وإيمانكم».
وخلال لقائه في بكركي وفداً من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، برئاسة نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إن «حضوركم جاء في وقته، لنقدّم التّعازي بكل الشهداء الذين سقطوا، وآخرهم المجموعة التي سقطت أمس. ونقدّم بهذه المناسبة التعزية للنائب رعد ولكل عائلات الشهداء، وسنتصل به لتقديم التعازي».
وأعلن حزب الله أمس، استشهاد علي شبيب محسن (حاريص) ويوسف كرم جواد (عيتا الشعب).
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية