تتعرض جمعيات المجتمع المدني ومنها الحقوقية في العالم العربي لعقوبات بتجميد الدعم من دول غربية مثل سويسرا والمانيا لأنها تفرض إدانة حركة حماس وتندد بجرائم الكيان الصهيوني.
وبعدما منعت التظاهرات المؤيدة لفلسطين في مدنها، واجتهدت في دعم إسرائيل بالسلاح والدعم السياسي الدولي، انتقلت المانيا الى مستوى آخر من الدعم للصهيونية من خلال مطالبة جمعيات العمل المدني في العالم العربي بضرورة إدانة حركة حماس وعدم التنديد بجرائم إسرائيل.
ونددت كثير من جمعيات المجتمع المدني العربي بالمراسلات التي توصلت بها من وزارة الخارجية في برلين تطالبها بهذا الموقف السياسي. وكشفت منظمة “سيولا” المصرية التي تديرها المحامية عزة سليمان أن هذه المنظمة وقعت رفقة 200 جمعية أخرى على بيان يدين إسرائيل. وتصلت، وفق جريدة لوموند في عددها اليوم، بمراسلة تطالبها بسحب التوقيع من البيان وعدم التمديد بإسرائيل بل ضرورة شجب حركة حماس لكي تتماشى ومدونة سلوك المانيا.
واعترفت وزارة الخارجية الألمانية بأنها تراجع الشراكة مع الكثير من الجمعيات بسبب موقفها من حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وبعد المانيا، انضمت دول مثل السويد وسويسرا الى نهج استراتيجية التضييق هذه التي تلزم الجمعيات العربية التي تعتمد على الدعم الغربي، على الأقل لبعض الدول، أن تتوقف عن إدانة إسرائيل وأن تعترف بحق إسرائيل في الوجود. ولا تقتصر الرقابة على جمعيات عربية بل حتى الجمعيات الفلسطينية، حيث أقدمت سويسرا على تجميد تمويل جمعيات حقوقية فلسطينية. وتعترف وزارة الخارجية السويسرية بعدم وجود ثغرات مالية لهذه الجمعيات لكن تقليلها من هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر كان سببا في تجميد الأموال.
وتندد الجمعيات العربية المستهدفة بتجميد أو وقف التمويل نهائيا أن القرار هو سياسي مرتبط بانحياز هذه الدول الى إسرائيل رغم الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان ضد الفلسطينيين.
وكانت منظمة “أمنستي إنترناشنال” وجمعيات أخرى قد نددت بسياسة عواصم أوروبية تجاه جمعيات المجتمع المدني العربي في الشرق الأوسط بما فيها الجمعيات الفلسطينية، واعتبرت هذه المواقف نتاج التقليل من النشطاء العرب والانحياز الأعمى لإسرائيل.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم