نابليون بونابرت” (Napoleon Bonaparte) شخصية غنية عن التعريف، فهو أعظم إمبراطور عرفه التاريخ، وهو أسطورة بكل ما يحمله من ميزات، وهو حالة مثيرة للجدل كمَثَل العظماء عبر التاريخ؛ إذ عَدَّه بعض المؤرخين سبباً لتعطُّل التطور الاقتصادي لأوروبا، وكان “نابليون” ذا شخصية قوية ومندفعة، وبليغ الحجة، وواثقاً جداً بقدراته الشخصية، وساعياً بقوة للاستحواذ على السلطة.
بصرف النظر عن تضارب الآراء المتعلقة بهذه الشخصية والإرث الذي تركته، إلا أنَّه لا يمكن إنكار النجاح الكبير الذي حقَّقه في بناء إمبراطورية خاصة به.
5 أقوال تصف نهج النجاح وفق نابليون بونابرت:
ويوجد كثير من أقواله يمكن الاستفادة منها في الوقت الحالي لكل من يريد أن يحقِّق النجاح في حياته، ومنها:
1. العرش هو مجرَّد كرسي مُغطَّى بالمخمل:
عندما تنشأ لديك رغبة شديدة بامتلاك أو تحقيق شيء ما، سترتبط به ارتباطاً عاطفياً قوياً، وهنا تبدأ المعاناة وخاصةً عندما تفشل كل المساعي للحصول عليه؛ إذ تنشأ الرغبة الُملحَّة والقوية من تقدير خاطئ أو مُبالَغ به لأهمية الأشياء، وهذا ما قصده “نابليون” بمقولته عن العرش عندما وصفه على حقيقته دون مبالغة أو إعطاء أهمية لمظهره الخارجي، وهذا ما يجب تطبيقه على كل شيء في الحياة لتشعر بالقوة والحرية، ومن ثمَّ القدرة على تحقيق ما ترغب به دون معاناة.
2. الإنسان الحقيقي لا يكره أحداً:
العواطف القوية كالحب والكراهية تجعل الذهن مشوشاً وغير قادر على التفكير العقلاني، والاستسلام للمشاعر والتفكير العاطفي ما هو إلا تدمير ذاتي؛ إذ إنَّ التركيز وصفاء الذهن والقدرة على تقييم الوضع من أهم الأشياء المطلوبة لاتخاذ قرارات حكيمة والتصرُّف وفقاً لها لتنجح في تحقيق أهدافك.
3. من يخشى المواجهة فهو متأكد من الهزيمة:
عندما انتُخِب الرئيس “فرانكلين” (Franklin Roosevelt) خلال أزمة الكساد الكبرى التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية، قال بخطبته الشهيرة إنَّ أشد ما يمكن خشيته هو الخوف بذاته؛ وذلك لأنَّ البلاد قد مرَّت بظروف أصعب بكثير ونجحت في تخطيها في إشارة منه للحرب الأهلية، فالخوف هو العدو الأول للإنسان، ولهذا أصبحت قدرة الإنسان على التكيف ومواكبة هذه المتغيرات من أساسيات استمرار النجاح.
في العجلة الندامة وفي التأني السلامة؛ لذا خذ وقتاً كافياً للتفكير والتأمُّل، لكن عندما يحين وقت العمل لا تتردد أبداً في البدء، فالوقت يمر سريعاً، وإن لم تغتنم الفرصة المناسبة، فسيأخذها من هم أقل استحقاقاً منك.
4. النجاح حليف المثابرين:
مع الوتيرة السريعة التي يسير بها العالم اليوم أصبح الإنسان يميل إلى الطرائق المختصَرة أملاً في الحصول على نتائج سريعة، ولهذا ترى معظم الحملات الدعائية التي تطلقها كبرى الشركات تستهدف جذب الزبائن من خلال محاكاة هذه الرغبة لديهم، فتجدهم يقدِّمون طرائق مختصَرة للنجاح أو خططاً سريعة لتحقيق الثراء وغيرها من الأشياء السريعة، ولكنَّ الواقع خلاف ذلك؛ إذ إنَّ تحقيق نتائج ملموسة يتطلب وقتاً.
على سبيل المثال، أيَّة مهارة لديك لم تتقنها خلال وقت قصير أو الأشياء التي تحبها، بالتأكيد حصلت عليها بعد سنوات من التعلُّم والإتقان، فإذا كنت متأكداً من صواب وجهتك، يجب أن تبقى مثابراً في السعي، ومع مرور الوقت ستجد أنَّك قطعت شوطاً طويلاً نحو هدفك.
إقرأ أيضاً: أقوال وعبارات تحفيزية لتطوير النفس والذات
5. دع عنك القلق ولا تتشبَّث به:
يمكن تشبيه القلق بالكرسي الهزاز، فهو يشغلك إلى حد ما، ولكنَّه لا يأخذك إلى أي مكان، والقلق مرادف للخوف، فهو عبارة عن مشاعر قوية تؤدي إلى نتائج غير مرغوب بها، ويكون الخوف مُبرَّراً في حال تعرَّض الإنسان لتهديد مباشر على حياته لأنَّه يدفعه لحماية نفسه، أما القلق فهو استنزاف للطاقة دون فائدة حقيقية، لذلك، السبيل الوحيد للتعامل معه هو القضاء عليه تماماً، فمعظم الأشياء التي يقلق الإنسان بسببها لا تحدث في الواقع.
في الختام:
التأثير الهائل الذي أحدثه “نابليون بونابرت” في العالم يعكس إرادته القوية وقدرته على تحقيق الأهداف، ولهذا ما تزال قوانينه هي الأساس التي ترتكز عليه كثير من الهيئات الإدارية والقانونية في أوروبا الغربية إلى يومنا هذا، إضافة إلى تدريس تقنياته العسكرية في المدارس الحربية والأكاديميات العسكرية الحالية؛ إذ يوجد كثير مما يمكن استخلاصه وتعلُّمَه من سيرة حياته المميزة والحافلة بالإنجازات.
سيرياهوم نيوز٣-النجاح نت