رشا المحرز
25 فناناً تشكيلياً ولجوا حارات حمص القديمة عبر لوحات فنية ناهزت الثلاثين جسدت جماليات اختزنتها الذاكرة ومعالم المدينة التاريخية ضمن معرض في صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية بحمص.
المعرض الذي نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين بالتعاون مع جامعة الوادي الخاصة ورابطة أصدقاء المغتربين حمل عنوان “تحية إلى حمص القديمة” تضمنت لوحاته معالم وأحياء وأزقة المدينة القديمة بأسلوب واقعي قريب من الانطباعية فيما لامس في بعض أعماله التعبيرية ليشع من لوحاته التاريخ وصور وما فيها من أجواء حميمية وألفة وسلام وطمأنينة رغم كل ما دمرته الحرب.
الفنان إميل فرحة رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص أشار في تصريح لـ سانا الثقافية إلى أن المعرض أشبه بتقليد سنوي بهدف إحياء تراث المدينة على هامش المعارض التي تقام حيث يحمل رسالة تاريخية لوقف عمليات تشويه وهدم الأبنية والمعالم الأثرية التي نفخر بها.
الفنانة التشكيلية ميساء علي مديرة مكتب المعارض في فرع اتحاد الفنانين التشكيليين شاركت بعملين لأزقة وشوارع المدينة القديمة أحدهما “لجامع الفضائل مع الشارع المحيط فيه” والآخر يرصد أحد الأقواس والسيباطات وبينت أن أعمال الفنانين المشاركين لا تخرج في معظمها عن إطار الواقعية لكونها توثيقية للأماكن التاريخية بحمص بعين وروح الفنان.
الفنان عبد الفتاح العبد رسم بألوان زيتية حارة مشهدا لأحد أحياء حمص القديمة بينما استحضر الفنان يوسف محمد لوحة من ذاكرته وجسدها لمكان أثري في حمص القديمة وتناول الفنان عدنان المحمد بريشته وألوانه ارتباط الإنسان بجذوره عبر لوحة لحي بني السباع حيث نشأ الفنان وكبر.
وصورت الفنانة كارمن شقيرة بثلاث لوحات زيتية كنيسة الأربعين والأحياء القديمة والسيباطات منوهة بتنوع المدارس التي شاركت بالمعرض وأهميته بالحفاظ على التراث وتعريف جيل الشباب فيه.
وبرزت الحجارة السوداء التي تميز العمارة الحمصية القديمة في لوحة الفنانة محبة ليون حيث مزجت بين الأسلوب الواقعي والتعبيري.
وعلى هامش المعرض أقيمت في صالة الاتحاد ندوة عن حمص القديمة تناولت أهمية المدينة الجغرافية وتوسطها للمحافظات وتاريخها الذي يعود إلى ما قبل الميلاد بنحو 2300 سنة.
وتحدثت المهندسة المعمارية ماجدة حنا عضو مجلس إدارة رابطة أصدقاء المغتربين عن حمص في عيون أدبائها وشعرائها وأسوار المدينة المرصوصة بالحجارة السوداء وأبوابها الحديدية السبعة التي تكتنفها الأبراج المشيدة الحصينة لافتة إلى أنها مدينة غنية بالآثار وأهم ما اكتشف وبقي حتى يومنا هذا القلعة والسور والحمامات وجامع النوري الكبير والأسواق “القيسريات والخانات”.
بدوره أشار الباحث التاريخي المهندس جورج رباحية إلى الأوابد التاريخية الباقية في المدينة والمعابد والمدارس والأسواق وأشهرها القيسريات التي تخصصت بنوع تجاري كالحرير والأنوال والأصبغة والأقمشة والتطريز على أنواعه في حين تميزت أخرى بصناعة الشراشف والمناشف والكوفيات والعباءات والسجاد والبسط كما لفت إلى الخانات المبنية من الحجارة السوداء يزين سقوفها عقود حجرية من الطراز المعماري القديم منوها الى تميز حمص بأسواقها المتنوعة ذات البناء الفريد.
بدورها سلطت الدكتورة في الهندسة المعمارية بجامعة الوادي الخاصة كارولين فركوح الضوء على التراث والعراقة المعمارية الحمصية القديمة وأهمية الاستفادة منه في تطوير فن العمارة الحالي بشكل يحافظ على العراقة القديمة ويضفي روحا جديدة ويحقق خدمة حياتية إنسانية تناسب البناء الحالي مشيرة إلى دور لجنة حماية حمص القديمة التي تضم فعاليات مختلفة عن المدينة بحماية التراث العمراني لهذه المدينة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا