منذ سنوات خلت انتشرت ظاهرة خطيرة تسبب أذيات دماغية وآلام صدرية وباطنية، وهي استنشاق بعض الأطفال لرائحة مواد الشعلة والبنزين والدهانات وبعض الأدوية المهدئة وغيرها، وأصبح هؤلاء يتخذون أماكن يختفون بها إما الأبنية المهجورة أو المبنية على الهيكل أو تحت السلالم والأدراج، وليس المهم المكان بقدر التواري عن الأنظار، حتى أصبح هؤلاء يشكلون خطراً على أقرانهم الذين يدفعهم الفضول ليكونوا معهم.
التقارير الطبية تؤكد أنه يصل إلى المستشفيات بشكل دوري حالات مرضية بعضها بحالة خطرة لأطفال أدمنوا استنشاق تلك المواد التي تحتوي على نسبة كبيرة من الرصاص، وهو من المعادن السامة التي تسبب إعاقات ذهنية ودماغية للأطفال.
ويقول الدكتور كنان أبا زيد الاختصاصي بالأمراض العصبية حول هذا الموضوع لـ “الثورة”: إن لاصق الشُعلة الذي يدمن على استنشاقه الأطفال والمراهقين أكثر سمية من الطلاء، كونه يحتوي على مادة التولوين التي تؤدي إلى اضطرابات كالجهد البصري أو ضمور بصري واعتلال بالأعصاب والمخيخ، واضطرابات معرفية، وأذيات قلبية، إضافةً إلى أضرار في الرئتين والحنجرة.
وأضاف: يومياً نسمع ونرى حالات لأطفال يستنشقون البنزين كبديل عن المخدرات والشُعلة، موضحاً أنّ البنزين أيضاً يسبب أذيات دماغية ورئوية تتمثل بصعوبة في التنفس والتهابات بالمريء والبلعوم والأحشاء البطنية إضافة لتشنجات معوية وصداع شديد.
وبيَّن “أبا زيد” أن هناك أعراضاً عدة تصيب مدمني استنشاق البنزين عند تركه أو الابتعاد عنه، و نوه أن تلك العادة ليست صعبة مثل أنواع الإدمان، ويمكن السيطرة عليها من خلال المساعدة وتقديم الإرشادات المناسبة، ومن هذه الأعراض التهيج المفرط وعدم التركيز وتقلب المزاج والشعور بالكآبة وفقدان الشهية للطعام واضطرابات النوم.
بدورها توجهت المرشدة النفسية عناية الشلاح بنصيحة لمدمني هذه الروائح بالذهاب لأماكن تأهيل وعلاج الإدمان لمساعدتهم للتغلب على تلك المشكلة قبل تفاقمها.
وأشارت الشلاح إلى أنّ ظروف الحياة اليومية والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، تزيد من نسبة الاضطرابات النفسية عامة ما يؤدي إلى زيادة الإدمان على المواد المخدرة، ولاسيما في ظل نقص الرقابة الصحية من الأهل والمؤسسات، ولهذا غالباً ما يكون الإدمان على الحشيش أو المخدرات بشكل عام أو على المنشطات النفسية أو الأدوية المسكنة المركزية وأيضاً على الكحول.
وحذرت الشلاح من انتشار هذه الظاهرة، وأهابت بمؤسسات الرعاية الصحية والأسر بزيادة الرقابة على الأبناء خوفاً من تفاقم هذه الظاهرة الخطرة، وأضافت: إن ميول بعض الأطفال لتقبل بعض الروائح يدفعهم للجنوح لاستنشاق البعض الآخر منها.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة