فقط من وجهة نظر مسيسة يمكن اعتبار أن الضبابية التي أنتجها قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس الأول عندما تجنب النص صراحة على إصدار أمر بإيقاف الأعمال العسكرية توفر مساحة وهامش من المناورة والتكتيك السياسي المدروس بالاتفاق ما بي بعض قضاة المحكمة والوفد الجنوب إفريقي، وهو وفد قدم أداء ذكيا في المنازلة.
الآن ثمة هامش ومساحة قد تصلح لاحقا لتكتيك يحاول تجنب أي كمين عبر فيتو أمريكي سيفرض على اي جلسة لمجلس الامن بعد قرار الجزائر السريع الانتقال بقرار المحكمة إلى مجلس الأمن.
الأردن ومصر وقطر ثلاث دول أساسية ستدعم السيناريو الجزائري بمعنى أن تحمل وفود عربية قرار محكمة لاهاي وتطالب بانعقاد جلسة سريعة لمجلس الأمن لاستصدار قرار بنص يتفق مع مضمون ومنطوق قرار محكمة العدل العليا.
وهي لحظة يعتقد بأن الضبابية التي وردت في نص قرار لاهاي تخدم الجانب العربي أو يمكن ان تخدم الجانب العربي من حيث صفة الزامية مجلس الأمن في التعامل مع القوة في المحتوى والمضمون التي توفرها قرارات العدل العليا.
وهنا برز في الساعات القليلة بعد تقييم النصوص الإجتهاد الذي يمكن أن يكون المستشار والقانوني والسياسي الأردني البارز الدكتور عون الخصاونة أول من نبّه إليه وهو الاجتهاد القائل بأن قرارات مجلس الأمن لا يصلح ولا ينبغي اصدار التصويت بالفيتو عليها عندما يتعلق الأمر بخطوات إجرائية.
هذا الرهان ينسجم مع القانون طبعا فالفيتو على الاتجاهات السياسية لكن في الخطوات الاجرائية يفترض أن التعامل مع الإجراءات مسالة مختلفة عن قرارات وتوصيات سياسية.
ذلك سيحصل إذا أحسن الوفد العربي تقديم مرافعة ونص يخدم قرار محكمة العدل العليا كما يلمح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
قد تصبح الفرصة مواتية لإحراج الولايات المتحدة بمعنى وضع نص القرار بعد تداول مجلس الامن يلتزم ويطبق الإلزامية بقرار محكمة العدل الدولية المتخذ الجمعة حيث سيجتمع مجلس الأمن الأربعاء المقبل.
يقترح دبلوماسيون أردنيون أن لا يسمح بأي حرف أو مفردة تسمح للوفد الأمريكي بالتصويت بصيغة الفيتو والهدف “وقف المذبحة” بمعنى تقييد العمليات العسكرية في غزة ثم “تفكيك الحصار”.
المطلوب سياسيا منع تمكين المندوب الأمريكي من استعمال الفيتو في بند التدابير الاحترازية، وهي صلاحية متاحة لأعضاء مجلس الأمن وإن كانت المهمة صعبة لا بل معقدة خلافا.
وهذا أيضا براي المراجع القانونية والسياسية ومنها الدكتور أنيس القاسم مفيد لأن الأغلبية كبيرة في قرار لاهاي تجعل من الصعب على الدول الكبرى أن تواصل الادعاء باحترام القانون الدولي والأبعاد الأخلاقية وبنفس الوقت التصويت بالفيتو على قرار يتقمص قرار المحكمة من جهة مجلس الأمن في اختبار ملموس لمهارات الممثلين العرب التكتيكية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم