آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » 3 شعراء بكوا و أبكوا في التاريخ من هم ؟

3 شعراء بكوا و أبكوا في التاريخ من هم ؟

 

 

محسن سلامة

 

1- الشاعرة الخنساء (تماضر بنت عمرو بن الشريد) فقدت أخاها صخراً الحامي والسند وسيّد القوم :

 

يذكّرني طلوع الشمس صخراً

فأذكره لكلّ غروب شمس

و لولا كثرة الباكين حولي

على إخوانهم لقتلت نفسي

 

٢- الشاعر المحامي منيرحمدان و قد فقد ابنته فلذة كبده (فاديا) الجرح الذي لا يندمل اغتالتها المنيّةُ في ميعة الشباب الواعد في ربيعها العشرين ، الربيع الذي لم تتفتّح براعمه للنسمات ، لم تنعم أكمامُهُ بسكرة المروج :

 

لماذا تموتينَ يا فاديا؟

وكنتِ السلامةَ والعافيهْ

 

و لكنّه الموتُ في مرصدٍ

قريبٍ مريبٍ على زاويهْ

 

تخادعُ يسراهُ في موضعٍ

و تضربُ يُمناهُ في ناحيهْ

 

(تماضرُ) لمّا تزلْ حيّةً

ولو كانتِ الرمّةَ الباليهْ

 

لم تكن فاديا وحيدة الشاعر ، لها أخوة و أخوات ، لكنّ الشعراء إذا نزلت بهم نازلة أنستهم حتّى أنفسهم ،

 

٣ ـ ولعلّ الشاعر العربيّ ابن الروميّ قبل قرون من شاعرنا خيرُ من عبّر عن هذه الحالة الوجدانيّة عندما مات ابنه الأوسط محمّد ، فقال :

 

محمّد ما شيءٌ توهّمَ سلوةً

لقلبي إلّا زادَ قلبي من الوجدِ

 

أرى أخويكَ الباقيينِ كليهما

يكونانِ للأحزانِ أورى منَ الزَّندِ

 

كان لي الشرف في المشاركة في حفل تأبينٍ مهيب في الذكرى الأربعين لوفاة الشاعر منير حمدان في قريتة ضهر بشير :

 

بكى حسرةً فاديا ، ضناهُ بلوعةٍ

فأبكى عيوناً للحزانى بها جمرُ

 

دعانا إلى العلياء دعوة شاعرٍ

محامٍ ،كما للجيل منبرُهُ الثّرُّ

 

فخمسٌ وسبعون التي عاشها هدىً

بساتين خير جُلُّها الورد و العطر

 

قضاها و قد أعلى لحمدانَ دارةً

من العلم والآداب يسمو بهاالعمر

 

__ الشاعر منير حمدان والد الشاعره لينا حمدان والشاعر شوقي حمدان ،

 

قال فيه الشاعر الكبير حامد حسن :

 

لقد خبر شاعرنا الحياة بشتى ألوانها : مربّيا ينشئ أجيالاً ، ويبني عقولاً ، و محاميا ينصر الحقّ و ينتصر للحقيقه ، و تتّكئ العدالة على ضميره

أوّل ما تطالعنا في ديوانه مقطوعة مهداة إلى الأمير سيف الدولة الحمدانيّ قاهر الروم البيزنطيّين ، و حامي ثغور المسلمين يقف وحده في المضمار :

 

لم يبقَ في الميدان من

خيلٍ ، و من فرسان

 

إلّا أنا الضاربُ في

سيفِ بني حمدان

 

ملاحمٌ مكتوبةٌ

بالنورِ ، والنيران

 

الشامُ في بيروتَ في

عَمّان ، في عُمَانِ

 

لا فرّقَ اللًهُ دمشقَ

الشامَ عن بغدَانِ

 

الشاعر منير حمدان أغنى الشعراء المعاصرين لغة ، وأبرعهم في انتقاء المفردات وكيفيّة توظيفها ، وتفجير طاقاتها واشتقاقها ، و إعطاء المعقول صفة المحسوس ، و إسباغ صفة المحسوس على المعقول :

 

وكسا براءةَ حسنِها

أدباً و مَريَمَةً وطهرا

 

وهي التي لمّا تزلْ

غضّاً و واعدةً وبُشرى

 

هذه الصفة (المَريَمَة) ، أعطت أفقاً شعريّاً أوسعَ ، و أغنى ، و أخصب

و هذه الصفة المشتقّة (وَاعِدَةٌ) أنزلها بين مصدرين جامدين ، أكسبتهما صفة المشتقّ الغضاضة والبشارة

في أسلوب سلس واضح عفويّ تلقائيّ ، و حروف هامسة ، و كلمات مترفة

فلهذا الشعر و الشاعر منير حمدان كلّ التقدير ، و الإعجاب

 

كانت جولة موجزة فيما قاله الشاعر العربيّ السوريّ الكبير حامد حسن في شاعرنا منير حمدان ،

 

و مقاربة في فقد الأحبّة مع الشاعرة الخنساء التي فقدت أخاها صخراً ، والشاعر ابن الروميّ الذي فقد ابنه الأوسط محمّد

 

رحم الله الشاعر المحامي المربّي الفاضل منير حمدان ، و أسكنه جنان عدن مع المؤمنين والصالحين

 

هؤلاء لا يموتون هم في الضمير والوجدان والذاكرة

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

محمد رمضان يدخل رسمياً سباق جوائز “غرامي” بأغنيته “أنا أنت”

أعلن النجم المصري محمد رمضان دخوله رسمياً في المرحلة الأولى لترشيحات جوائز “غرامي” العالمية عن فئة Best Global Music Performance بأغنيته الشهيرة “أنا أنت”. ونشر ...