أودت الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت الإثنين القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي، بحياة ثلاثة مقاتلين موالين لطهران، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني الإثنين استشهاد موسوي، “أحد المستشارين الأكثر خبرة” في سوريا و”المسؤول اللوجستي لمحور المقاومة” فيها، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفته في منطقة السيدة زينب قرب العاصمة.
وأورد المرصد السوري، ومقره بريطانيا ولديه شبكة واسعة من المصادر في سوريا، أن بالإضافة إلى موسوي “تأكد مقتل عنصرين من جنسية غير سورية وآخر سوري الجنسية، جراء الضربة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن الضربة استهدفت موسوي بعد وقت قصير من دخوله مزرعة.
وأفاد سكان في منطقة السيدة زينب الثلاثاء عن استنفار أمني لمقاتلين موالين لإيران في بعض الأحياء والمزارع في المنطقة.
وبعد الظهر الثلاثاء، أفاد المرصد عن “صواريخ أرض-أرض اسرائيلية استهدفت موقعين لمقاتلين موالين لإيران قرب الجولان السوري المحتل”. وأشار إلى أن المنطقة الحدودية قرب الجولان تشهد منذ مقتل موسوي استنفاراً أمنياً لتلك المجموعات.
وموسوي هو أبرز قيادي في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري، يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020.
وتوعد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بأن إسرائيل “ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة”، فيما رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن طهران مقتل أفراد من قواتها في سوريا، حيث تؤكد أنهم يتواجدون في مهام “استشارية”.
وتعدّ إيران حليفاً أساسياً للرئيس السوري بشار الأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 13 عاماً، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق.
وتقود إيران ما يعرف بـ”محور المقومة” الذي تنضوي فيه فصائل فلسطينية وعراقية ويمنية إضافة إلى حزب الله اللبناني.
وتقاتل في سوريا أيضاً إلى جانب قوات الجيش العربي السوري مجموعات مدعومة من طهران، أبرزها فصائل عراقية وحزب الله اللبناني.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا
وصعّدت إسرائيل وتيرة استهدافها للأراضي السورية، خصوصاً ضد مواقع تابعة لحزب الله، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة المحاصر في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم لحركة حماس، المدعومة إيرانياً، على جنوب إسرائيل.
من جهتها، أدانت حركة “حماس”، الثلاثاء، “اغتيال” القائد في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي، جراء قصف منسوب لإسرائيل على سوريا، واعتبرت الواقعة “انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية”.
وقالت في بيان نشرته عبر “تلغرام” إن “اغتيال الاحتلال الصهيوني للعميد رضي موسوي في الأراضي السورية، هو جريمة واعتداء جبان، وانتهاك صارخ لسيادة دولة عربية”.
وأضافت أن هذا الفعل “عربدة وإجرام صهيوني، ينتهك كل القوانين والأعراف الدولية، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يدعو إلى عزله وتجريم إرهابه ومحاكمته”.
وفي السياق، أشادت “حماس” عبر بيانها بدور موسوي في “خدمة المقاومة الفلسطينية” (دون مزيد من التفاصيل)، مشددة على أن “جرائم العدو الصهيوني، داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا وأمتنا، وإخماد مقاومتنا المستمرة، حتى دحره وزواله عن أرضنا”.
وأمس الاثنين، أعلنت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية (شبه رسمية)، مقتل رضي موسوي، إثر هجوم نفذته إسرائيل في سوريا، فيما لم تعلن تل أبيب رسميا مسؤوليتها عن الحادث.
وقالت الوكالة، إن موسوي كان يعمل “مستشارا عسكريا” في سوريا.
وتزامنت واقعة الاغتيال مع حرب شرسة تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت حتى الثلاثاء، 20 ألفا و915 شهيدا و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
كما تشهد الجبهة الشمالية لإسرائيل، مواجهات مسلحة يومية مع عناصر “حزب الله”، أسفرت حتى اليوم، عن استشهاد 26 مدنيا لبنانيا، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال، إضافة إلى 126 عضوا في “حزب الله”.
وعلي الجانب الآخر، تسببت الهجمات التي ينفذها “حزب الله” في مقتل 5 مدنيين إسرائيليين، و8 جنود إسرائيليين، وفق ما يعلنه الجيش الإسرائيلي والسلطات في تل أبيب.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم