عقب إخماد الحرائق الكبيرة التي التهمت مناطق واسعة من الغابات الطبيعية والحراج الجبلية في ريف حماة الغربي مطلع شهر أيلول الجاري تكثف مديرية زراعه حماة أعمالها حالياً لإعادة تشجير المواقع المتضررة وتأهيلها مجدداً وتعويض ما خسرته من ثروة حراجية وأشجار معمرة.
ويجهد العمال على استصلاح مواقع الحراج التي طالتها النيران وإعادة تهيئتها مجدداً للتحريج وفق المهندس أحمد ميرزا رئيس شعبة الحماية في زراعة حماة الذي أشار في تصريح لـ سانا إلى أنه تم وضع إشارة حريق منع التصرف على الصحيفة العقارية للمنطقة المحروقة لحظر دخولها من قبل أي شخص بغرض الاحتطاب أو للحيلولة دون وضع اليد عليها مضيفاً إن الورشات تعمل على جمع الأحطاب والأغصان التالفة بطريقة نظامية دون المساس بأي شجرة يمكن أن تتجدد في الفترة المقبلة.
وتتضمن خطة مديرية زراعة حماة للعام 2020 وفق ميرزا تنفيذ أعمال شق طرق وخطوط نار بطول 12 كيلو متراً موزعة على مخفر مصياف الحراجي ودير شميل وربعو بالإضافة إلى ترميم 28 طريقاً آخر تشمل مواقع في دير ماما والسنديانة وربعو ومصياف.
رئيس شعبة التحريج والمشاتل في زراعة حماة المهندس أحمد العشي أشار بدوره إلى أن موقع الحريق يترك لعدة سنوات كون بعض أصناف الاشجار يتجدد تلقائياً دون الحاجة إلى إعادة التشجير مثل السنديان والصنوبر الثمري والكينا والخرنوب وغيرها كما أن هذه العملية تسمح أيضا للمواد العضوية بالعودة للأرض من جديد.
وتبلغ الخطة السنوية لتشجير المناطق المحروقة في مجال زراعة حماة لهذا العام والتي تبدأ عادة خلال شهر تشرين الثاني نحو 300 هكتار بمختلف أنواع الغراس مثل الصنوبر الثمري والحلبي والبروتي والكينا والتوت الهندي والياباني والزيزفون والسماق والسرو والخرنوب وغيرها وفق العشي.
من جانبه لفت المهندس عبد الفتاح العمر رئيس شعبة الاستثمار في مديرية زراعة حماة إلى أنه عقب تعرض المواقع الحراجية لحرائق يجري تشكيل ورشات لإزالة الاشجار المحروقة بشكل كامل وبيعها لأسر الشهداء بسعر 25 ألف ليرة سورية لطن الحطب الصناعي وأدنى من ذلك في حال كان الحطب وقيداً بقطر أقل من 5ر7 سم.
ووصف المهندس طارق موسى باشا رئيس شعبة إدارة وتنظيم الغابات إعادة الحياة والمساحات الخضراء للمناطق المتضررة جراء الحرائق إلى سابق عهدها بالعملية الصعبة لأن خطورة الحرائق تكمن في تغييرها لمناخ المنطقة ولا سيما أن كثيراً من أنواع الأشجار الحراجية تنمو في المناطق الرطبة والمعتدلة والشريط الحراجي الشرقي لمحافظة حماة مثل منطقة البلعاس الذي يعد خط الدفاع الأول عن حراجها الغربية قد طاله زحف التصحر أصلاً وبالتالي فإن تعويض المساحات الواسعة من الثروة الحراجية الكثيفة في ريف حماة الغربي التي تضررت جراء الحرائق قد يستغرق عشرات السنين.
وأوضح موسى باشا أن المواقع التي أتت عليها النيران تحتضن أصولا بذرية لأشجار متحملة بشراسة للعوامل الجوية ومنسجمة مع الصفات المناخية منذ مئات السنين كالتربة والمعدلات المطرية ودرجة حرارة الطقس فهي بمثابة البنك الوراثي لأنواع الأشجار الموجودة في هذه المناطق.
وأكد عدد من الأهالي القاطنين بجوار الغابات التي أتت عليها الحرائق استعدادهم التام مشاركة مديرية زراعة حماة والجهات المعنية الأخرى في أي جهد أو مبادرة تصب في مصلحة إعادة الحراج إلى ما كانت عليه سابقاً وتقديم كل ما من شأنه بهذا الخصوص انطلاقاً من مسؤوليتهم وواجبهم تجاه هذه الثروة الوطنية التي تشكل رئة سورية وأحد أهم مقوماتها السياحية وكنوزها الطبيعية.
يذكر أن الحرائق التي اندلعت في غابات وحراج الريف الغربي لمحافظة حماة الشهر الماضي سجلت رقماً قياسياً من حيث أعدادها واتساع مساحات الثروة الحراجية والزراعية التي التهمتها والتي قدرت بشكل أولي بآلاف الدونمات.
عبد الله الشيخ
سيرياهوم نيوز 5 – سانا