جمال العبدالله
النهاية الدراماتيكية لإدارة النائب مدلول العزيز وضعت النادي في مأزق لا يحسد عليه للإدارة القادمة، فبعد تحقيق إنجازات غابت عن خزينة النادي ثلاثة عقود وتصدي العزيز لهذه المهمة وصرف المليارات التي حققت هذه الإنجازات وهي دوري لموسمين متتالين وكأس للجمهورية للموسم الأخير، وهذه الأموال التي صرفت لاستقدام لاعبين من الأندية السورية وبعد هذه النهاية صدرت الإدارة الجديدة، وهذه الإدارة أمام تحديات كبيرة في المحافظة على هذه الإنجازات من جهة ومن جهة أخرى في إجراء تعاقدات مع اللاعبين التي انتهت عقودهم أتوماتيكياً وتعيين الأجهزة الفنية، وكل هذه الأمور تحتاج إلى الأموال الكبيرة لاستمرار مسيرة النادي الناجحة ولأن الجماهير الآزورية لن تتنازل عن المنافسة رغم الظروف والمتغيرات الجديدة، فماذا ستفعل الإدارة الجديدة أمام هذه التحديات التي تحتاج إلى جهد كل عضو من أعضاء النادي صغيره وكبيرة وإلا فستعود حليمة إلى عادتها القديمة صاعداً هابطاً فهل القادم قادر على ضخ الأموال للاستمرار في المستوى نفسه والطموح؟
القواعد والاستثمارات
منذ تسلم الإدارة السابقة أشرنا إلى مسألتين هامتين وهما الاهتمام بقواعد النادي من فئات عمرية وحتى مستوى فريق الشباب الذي يدعم فريق الرجال دون اللجوء إلى عقود خيالية مع لاعبين لا يستحقون ربع المبلغ الذي حصلوا عليه ومع العقلية الاحترافية لإدارة مدلول مضت السنوات الثلاث من دون إدخالات وإخراجات، وهمهم كانت النتائج والوصول للبطولات وهذا ما حصل فكان الاهتمام بالقواعد شكلياً من دون النظر للنتائج ويومها وبكل أسف أخفق فريق الشباب من الصعود إلى الدوري الممتاز ولموسمين متتالين وهذه كانت أول نتائج الفشل في دعم الفريق الأول بشباب من النادي وكان هذا الواقع، ومع ذلك نحن غير متشائمين بما ستحققه الإدارة القادمة رغم التفاؤل المشروع وهو محدود لكون الأسماء الجديدة لن تحقق الموازنة لتعاقدات مهمة وثقيلة تجلب الاستقرار والنتائج للنادي، المسألة الأخرى هي غياب الاستثمارات لدى النادي بشكل كبير وهي كانت ملغاة من قاموس الإدارة القديمة لأن الأمور كانت صعبة ومتأرجحة بين الإدارة الشامية والمتابعة للفريق الأول وبين عدم وجود المال الكافي للضخ للاستثمارات بدير الزور، وقد تم طرح حلول للحالة الاستثمارية إلا أن لا أحد كان يجرؤ على طرح هذه الأمور مع رئيس النادي سابقاً لكونه هو الذي يصرف بلا رقيب لكل ما يخص نشاطات النادي وعقوده وصرفياته، فلو كان العمل مؤسساتياً وفيه بعد نظر لهم لتم عمل مشاريع استثمارية في منشأة النادي وهي منشأة كبيرة، فلو تم طرح إنشاء محلات تجارية على الشريط الممتد للجهة الشرقية والجنوبية للمنشأة بمحلات تتعدى الخمسين محلاً كان بالإمكان استثمار الطابق الأول بصالات أفراح وعزاء وكافيتريا ومطعم وغيرها وكان بإمكان الإدارة إقامة استثمارات بملعب للسداسيات ومسبح، وكان هناك فكرة لطرح استثمارات في الطابق العلوي كفندق للرياضيين وهي لا تحتاج إلا لعقود بعيدة الأمد ويقوم المستثمر بالبناء والتجهيز، وهذا الأمر سيدر على النادي الأموال التي تعين على النشاطات وخلق الحركة بدل من أن تبقى كما هي عبارة عن صحراء مقفرة بلا حركة ولا نشاط.
التنفيذية بدأت الاستثمار
أن تصل متأخراً خير من ألا تصل وهذا ما فعلته اللجنة التنفيذية بطرح الصالة الموجودة بمركز الباسل الرياضي وهو مقر الملعب البلدي بطرح صالتين للاستثمار بواقع 200متر مربع لكل صالة كصالات أفراح أو كافيتريا أو مطعم، والتجهيز يتم على عاتق الجهة المستثمرة بتأمينات وشروط سهلة تبدأ من خمسة ملايين لبدء المزايدة وهي خطوة مهمة كان يجب أن تجري منذ سنوات وهنا نتساءل ونسأل: لماذا تأخرت هذه الفكرة رغم أن الموقع المستثمر يقع بمنطقة بعيدة عن الكثافة السكانية وحركة الأشخاص ومع ذلك نحن نبارك لهذه الخطوة الجريئة عسى أن تجد النجاح والإجابة في قادم الأيام.
وأخيراً
هذه المسائل التي حركناها هي لم تكن وليدة اليوم والليلة بل طرحناها منذ زمن بعيد لكنها لم تجد الدعم والمساندة من المؤسسة الأم وهي النادي ولا حتى من اللجنة التنفيذية التي لم تفرض قيوداً على الأندية ولا حتى القيادة السياسية لكون الأمور كانت محلولة بوجود من يضخ المال من دون حساب وهي مسائل يجب أن تكون في صلب العمل الرياضي والقيادي لأن العمل في هذه المؤسسات تسلسلي والتفكير يجب أن يكون مؤسساتياً وليس آنياً، بل للمستقبل البعيد للنادي وغيره وفيه العمل تطوعياً وهو غير احترافي لذلك تتكرر الأخطاء والمهم أن نبدأ في الطريق الصحيح والسير في الميل يبدأ بخطوة وهذا ما نتمناه لأنديتنا وفروعنا الرياضية.
الإدارة الجديدة
أصدر المكتب التنفيذي قراراً بتسمية أعضاء مجلس إدارة نادي الفتوة الجديد، وذلك لفشل إجراء مؤتمر النادي الانتخابي وعدم التقدم للترشح من أي عضو فكان المقترح بتعيين مجلس الإدارة على الشكل التالي: سليمان الذياب رئيساً وعضوية كل من صالح العاني وفواز الطهماز وحافظ درويش وأحمد الشيخ وعيسى شريدة وشلاش سليمان.
يذكر أن الإدارة الجديدة ضمت ثلاثة أعضاء من الإدارة القديمة، بينما دخل أربعة أعضاء جدد بينهم فني واحد هو المهندس عيسى شريدة، وجماهير الأزرق تتمنى التوفيق والنجاح للإدارة المكلفة.
سيرياهوم نيوز٣_الوطن