يوسف بدور
حفاظاً على تراثها ولقيمتها الأثرية ولإعادة الألق والحياة لمدينة حمص يعمل مجلس المدينة على إعادة تأهيل وسط المدينة من خلال ترميم سور الأربعين آخر جزء باق من سور المدينة القديمة، إضافة للبرحين الشمالي والغربي بعد ما عانته حمص من دمار في مواقعها التاريخية والأثرية في وسط المدينة والأحياء القديمة.
وبين رئيس مجلس مدينة حمص عبد اللـه البواب أن مجلس المدينة يعمل على إعادة ترميم العديد من المواقع ضمن خطة إسعافية تم رصد ميزانيتها من وزارة الإدارة المحلية والبيئة لإعادة الحياة لمركز المدينة ولتعزيز النشاطات التجارية والسياحية والثقافية التي تتميز بها، مشيراً إلى أن سور الأربعين يعد من أهم المواقع الأثرية لكونه الجزء المتبقي من سور المدينة القديمة والمطل على ساحة الأندلس التي تخدم مجموعة من المباني الحكومية الخدمية.
وفي تصريح لـ«الوطن» لفت البواب إلى أن العمل يتم بالتنسيق والمتابعة مع دائرة الآثار والمتاحف بحمص، بهدف إحياء التراث وإعادة الحياة للموقع، مضيفاً: مجلس المدينة قام بترميم أجزاء من الآثار في المدينة، ومن أهمها سور الأربعين ومحيطه، حيث تم التعاقد مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية فرع حمص متاع 3 للقيام بأعمال الترميم.
وشملت الأعمال ترميم السور بدءاً من مبنى نقابة المهندسين شرقاً وصولاً إلى مدخل جامع الأربعين شمالاً إضافة لإعادة ترميم الأجزاء المتبقية من السور الغربي وترميم المداخل الرئيسية المطلة على بنك التمويل والمدخل المؤدي إلى مديرية الشؤون الاجتماعية الذي يعتبر مدخل السور الرئيسي وتمت إعادة القناطر الثلاث الرئيسية بارتفاع 4.25م مع الحفاظ على أماكن رمي السهام إضافة لترميم الأبراج الدفاعية، حيث تمت إعادة تأهيل وترميم الأبراج المتضررة بمواقعها السابقة بعد الكشف على أرضيتها من الآثار وتمت إعادة تشكيل البرج الشمالي ببناء المتر الأول من مداميك حجرية كبيرة والأجزاء العلوية من دبوس حجري على طبقتين وصولاً لارتفاع 3.5م للحفاظ على تناسب بصري مع الأبنية الحديثة المحيطة، ولإعادة الألق للتصميم بعد الحصول على موافقة دائرة الآثار على الارتفاعات المنفذة.
وأضاف: كما تم ترميم كتل الأدراج والساحات المؤدية إلى ساحة الأندلس المطلة على السور ضمن مشروع آخر لإضفاء طابع جمالي للسور وليكون العمل متكاملاً، مبيناً أنه تم التعاقد مع الشركة العامة للطرق والجسور لترميم الساحات والأرصفة بدءاً من الجهة الشرقية للسور وباتجاه جامع الأربعين من الجهة الغربية وفق دراسة تم اعتمادها من المحافظة وسيتم التنفيذ قريباً.
ونوه إلى أن تكلفة المشروع 399 مليون ليرة خاضعة لفروقات أسعار وفقاً لتذبذبات أسعار المواد والمحروقات وارتفاع أجور الأيدي العاملة.
البواب أشار إلى أن العمل بالمشروع بدأ منذ نهاية كانون الأول الماضي وانتهى الشهر السادس من العام الحالي، حيث بدأ العمل بتنظيف الموقع من الأنقاض وفرز الأحجار الأثرية الموجودة ضمن الموقع لإعادة استخدامها، إضافة لترحيل بقية الأنقاض والأتربة، والكشف على الأساسات المتضررة وصبها وترميم الأجزاء المتضررة من السور وبناء الأجزاء المتهدمة وصولاً إلى ضرب السور بالرمل لبيان جمالية الحجر الأسود انتهاء بتكحيله.
ورأى أن هذا العمل يعد واحداً من الأعمال المتعددة التي قام بها مجلس المدينة بالتنسيق مع مديرية الآثار لترميم آثار المدينة والحفاظ على الطابع التراثي والجمالي الذي تتميز به حمص أم الأحجار السود.
مدير الآثار والمتاحف بحمص حسام حاميش بين أن سور الأربعين هو آخر جزء باق من سور مدينة حمص الأثري الذي كان يحيط بالمدينة القديمة من أربع جهات على شكل قريب من المربع ويمتد من قلعة أسامة بن منقذ «قلعة حمص» إلى حي الأربعين باتجاه الشرق إلى باب تدمر ثم جنوباً باتجاه باب الدريب ليلتقي بقلعة أسامة.
ولفت حاميش إلى أن سور حمص قد جدد أيام الأمويين وتعرض لزلزال مدمر عام 1098 م وأعيد بناؤه في زمن نور الدين زنكي، وبالتالي فإن السور يحمل قيمة تاريخية مهمة وترميمه جزء من الحفاظ على تراث المدينة وآثارها التاريخية.
سيرياهوم نيوز١_الوطن