آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » من عنصريي بريطانيا الى انقلابيي فنزويلا: «إكس» منصة للتحريض وخديعة الرأي العام؟

من عنصريي بريطانيا الى انقلابيي فنزويلا: «إكس» منصة للتحريض وخديعة الرأي العام؟

عبد الرحمن جاسم

 

تثبت السوشال ميديا قوة تأثيرها يوماً بعد يوم، إذ إنّ خبراً كاذباً بسيطاً، يمكن أن يتحوّل إلى حدثٍ عالمي إذا ما وُضع على منصّة كمنصة أكس أو سواها من مواقع التواصل الاجتماعي. قبل أيام، أعلن قائد شرطة لندن مارك رولي الذي كان قد رفض سابقاً التضييق على المتضامنين مع فلسطين: «سوف نطلق يدنا في هذا الأمر. إذا كنت في هذا البلد وتقوم بالجرائم في الطريق، أو أثيرياً (أونلاين)، سوف نلاحقك».

 

 

وكما هو معروف، تشهد بريطانيا موجةً كبيرة من أعمال العنف اليميني المتطرف للمرة الأولى منذ زمنٍ طويل. وقد بدأت القضية مع جريمة طعن جماعية قتلت فيها ثلاث فتيات فيما أصيب آخرون، حدثت في إحدى الحفلات الفنية. وقد اتهم فيها جزافاً عبر مواقع التواصل مهاجرٌ أفريقي الأصل – وتحديداً من رواندا- يبلغ 18 عاماً ويحمل الجنسية البريطانية. سرعان ما كبرت كرة الثلج، إذ أعقبت ذلك ردّة فعل «عنصرية» من الجمهور اليميني البريطاني تجاه لا من يعتقده منفذ الجريمة فقط، بل كل من اعتبره «أجنبياً» و«غريباً»، وخصوصاً مع تصاعد موجات الكراهية في أوروبا تجاه «اتساع موجة الهجرة إلى داخل الجزيرة البريطانية».

لم يكتفِ رئيس الشرطة البريطاني بذلك، بل إنّه وسّع دائرة كلامه، وخصوصاً حين سأله أحد المراسلين الصحافيين المتواجدين حول «شخصيات» معروفة وعالمية أمثال الملياردير الجنوب أفريقي إيلون ماسك، مالك منصة أكس الذي شرّع الأخيرة على كل التصريحات اليمينية المتطرّفة. وعبر منصته، بات ماسك يطمح في تشكيل المشهد السياسي والتعليق على كل ما يحدث في العالم بدءاً من تصريحاته المستفزة بخصوص انتخابات فنزويلا وهجومه على الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو واصفاً إياه بـ «الديكتاتور» مروراً بالانتخابات الرئاسية الأميركية (الأخبار 8/8/2024) وصولاً إلى التحريض على الحرب الأهلية في بريطانيا بعد انتصار اليسار في الانتخابات هناك. رداً على سؤال الصحافي، قال قائد شرطة لندن مارك رولي: «إذا كنت من محاربي الكيبورد، فهذا لا يعني أنك معفى من القانون. يمكن اتهامك بأنك تحرّض أو تثير النعرات الطائفية وموجات الكراهية، هناك عدد من التهم المرتبطة بالإرهاب تتعلق بنشر الكثير من المواد. كل هذه الخروقات التي حدثت سنلاحقها أياً كان مصدرها».

يغرّد أخباراً كاذبة تحضّ على الحرب الأهلية

 

وكان إيلون ماسك الذي فضحته ابنته قبل أيام قائلةً بأنّه وصف اللغة العربية بأنّها «لغة العدو» وتمّت مقاضاته بسبب التمييز العنصري مرّات عدّة (الأخبار 8/8/2024)، قد وجه اتهاماتٍ قاسية لرئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر الذي حقّق حزبه (حزب العمل) انتصاراً ساحقاً في الانتخابات العامة المبكرة في معظم المقاطعات عبر المملكة المتحدة، مطيحاً بحزب المحافظين من السلطة بعد 14 عاماً. وقال ماسك إنّ رئيس الوزراء الجديد يقود بريطانيا إلى «حربٍ أهلية». ولم يكتف بذلك، بل علّق أيضاً على فيديو آخر يظهر شخصاً يتم اعتقاله بسبب تعليقات عدائية، فسأل: «هل هذه بريطانيا أم الاتحاد السوفياتي؟». واعتبر ماسك في تغريداته بأنَّ الحكومة البريطانية «تتساهل مع المسلمين البريطانيين» مقارنةً بالمتطرّفين البيض العنصريين. وأشار موقع «بوليتكو» الإخباري الأميركي إلى أنَّ ماسك وقع ضحية الأخبار الكاذبة، فقد شارك تغريدة وهمية حول أنَّ المعتقلين اليمنيين البيض سوف يرسلون إلى معسكرات اعتقال شبيهة بتلك التي استخدمها النازيون، سوف تبنيها الحكومة البريطانية في جزر الفوكلاند (جزر في الأرجنتين تحتلّها بريطانيا). وبحسب الـ «أسوشيتيد برس»، فإنّ وزيرة العدل البريطانية هيدي اليكسندر أشارت إلى «أن استخدام مصطلحات لغوية مثل الحرب الأهلية ليس مقبولاً على الإطلاق. نشاهد ضباط الشرطة وعناصرها يتعرضون لإصابات خطيرة، منازل وأبنية يتم إحراقها. أمام ذلك، أتمنى من كل من يملك منصة اجتماعية التصرّف بعقلانيةٍ ووعي».

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بيوت وشوارع في الضاحية لا تزال تنبض بالحياة

فؤاد بزي   قلب توسع الاعتداءات الصهيونية على لبنان شكل الحياة في الضاحية الجنوبية. سلوك «خط بئر العبد» أو طريق «الشهيد هادي نصر الله»، في ...